أكد علماء الدعوة السلفية بالإسكندرية أنهم لا يقبلون بأن يكونوا دولة داخل الدولة مؤكدين رفضهم أن يكون العنف منهجا لهم، موضحين أن دعوتهم إلى الله تأتي بالحكمة والموعظة الحسنة.. وأرجعوا الحملة الشرسة للهجوم عليهم إلي نتيجة الاستفتاء. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد بمسجد عمرو بن العاص مساء أمس الجمعة وشارك فيه الدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور ياسر برهامي، والدكتور سعيد عبد العظيم، والدكتور أحمد فريد، والدكتور سيد العفانى، ويعتبر المؤتمر هو الأول لسلفية الإسكندرية في القاهرة بمسجد يعد من أكبر مساجد الأوقاف في مصر وهو مسجد عمرو بن العاص ، وحضر المؤتمر عشرات الآلاف من المصلين الأمر الذي أدى إلى شلل حركة المرور بالمنطقة. طالب الدكتور سعيد عبد العظيم وسائل الإعلام بأن تتثبت فيما تنشره، فيما يتعلق بأعراض الناس عامة والعلماء بصفة خاصة حيث لابد من صيانتها، وللأسف فأي جريمة تحدث في مصر الآن تنسب إلي السلفيين بدون تثبيت أو تحقيق. قضايا التبرج والأضرحة شدد الدكتور ياسر برهامي على أن ما يذاع من أكاذيب حول اعتزام السلفيين إلقاء "ماء نار" على المتبرجات، وكذلك قضية هدم القبور بالمساجد هى محض افتراءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة، موضحاً أن عقيدة السلفيين أن بناء المساجد علي القبور منهي عنه، وما يحدث عند قبور الأولياء مع حبنا لأهل البيت حباً عظيم، ولكننا لا نقبل أن يعبد أحد من دون الله، ومع ذلك فإننا رضينا ولا زلنا بأن تغيير هذه الأمور لا يتم إلا بالدعوة إلي الله بالموعظة الحسنة، ولم نسلك مسلك العنف لتغيير هذا الأمر، بل ولا نقر تغيير المنكر بالعنف، بل إننا نشك في صحة هذه المعلومات التي تنشر، والغرض منها هو الإساءة إلى السلفيين. أوضح الدكتور ياسر برهامي أن تغير موقف التيار السلفي من المشاركة في الانتخابات يرجع إلي أنه في الماضي كانت موازين القوي تفرض علي كل من يدخل في هذا المجال أن يقدم تنازلات، إضافة إلي عملية التزوير المفضوحة التي تجعل من المعارضة مجرد تحسين لصور النظام المستبد، لذلك كنا نقول إن المقاطعة هي الافضل حتي تتغير الأحوال وتتغير موازين القوى، وليس عدم مشاركتنا في العملية السياسية أننا لم يكن لنا دور في القضايا المؤثرة، فكان لنا دائما مواقف واضحة في عامة القضايا لكننا لم نكن نشارك من خلال صناديق الانتخابات. وأشار إلى أنه عندما وجدنا تغيرا في موازين القوي قلنا بوجوب المشاركة في هذه المرحلة، وسوف نشارك في الانتخابات من أجل اختيار الأصلح، فهناك طوائف إسلامية كثيرة ستترشح للانتخابات منها سلفيون سينشئون أحزاب سياسية، ومنهم الإخوان ومنهم المستقلون، وسنختار الأصلح من هذه الطوائف. وأوضح أن جزءًا من عقيدتنا أن الإسلام شامل كل نواحي الحياة ، شامل للدين والدولة، شامل لكل مظاهر حياة البشر من سياسة واقتصاد واجتماع وسياسة داخلية وخارجية . وتساءل الشيخ محمد إسماعيل المقدم لماذا تكال الاتهامات إلي السلفيين بهذا الشكل، فالسلفيون منذ أكثر من 30 عاما لم يعتدوا علي الأضرحة.. فلماذا ظهرت هذه التساؤلات بعد الاستفتاء، وفي النهاية وجه الشكر للإعلام لأنهم أوصلوا صوت السلفيين إلي الناس.