هذه مجرد محاولة للفهم... أرجو تصويبها إن كنت مخطئاً. من الكلاسيكيات أن لكل ثورة ...ثورة مضادة يقوم بها بعض فلول النظام الذي تمت إزاحته عن سدة الحكم ... والسؤال هنا عن ماهية هذه الثورة المضادة ... فهل تستطيع هذه الفلول الوقوف في مواجهة الثوار...أم تريد ركوب الموجة لتحجز لها مكاناً وتحصل على نصيب من الكعكة؟! إن جميع القوى المتواجدة في الشارع السياسي الآن تبذل جهدها الجهيد لتحصل على النصيب الذي تراه هي نصيباً مفروضاً وهذه القوى هي:- 1- فلول النظام السابق... وتنقسم إلى فئتين: - الأولى التي كانت في دائرة الضوء أو المقربة والقريبة من النظام وهذه تريد الخروج بأقل الخسائر الممكنة من الوضع الذي تواجهه حاليا ً وهى على يقين أن حياتها السياسية قد كتبت ثورة 25 يناير شهادة وفاتها وكل ما تقوم به الآن أنها لا تريد أن تقضى بقية عمرها وراء القضبان. - أما الفئة الثانية فهي أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمحافظون وأعضاء المجالس المحلية... وهذه تسعى لارتداء ثوب الثوار وركوب الموجة خاصة أنها قد وصلت إلى مناصبها بقدرتها الفائقة على التلون والنفاق لذا فهي ألد أعداء الثورة لأنها تمتع بتأييد وأنصار داخل دوائرها ذات العصيبة القبلية... ولدى قطاع ليس بالقليل من الشعب الذي ينحصر مفهومه لنائب مجلس الشعب حول تعيين بعض أبناء الدائرة في جهات حكومية أو الحصول على تصريح دفن لشخص مات في حادث ما دون الالتفات إلى دوره الرئيس في الرقابة والتشريع. وهذه الفئة التي تسعى للحصول على نصيبها من "الكعكة" هي العدو اللدود للثورة خاصة أن المجلس القادم سيكون منوطاً به انتخاب جمعية تأسيسية لصوغ دستور جديد. 2- الأحزاب السياسية الكل يعرف أن دور الأحزاب السياسية انحصر في شرعنة النظام السابق فهي مجرد أحزاب ديكورية لا يمتد تأثيرها خارج مقارها وهى في الحقيقة جزء من هذا النظام الفاسد، وتسعى هي الأخرى للحصول على نصيبها من "الكعكة" فبعد أن أبدت تخوفها من بقاء العسكر في الحكم في بادئ الأمر هي الآن تطالب بكل خبث ودهاء ببقاء العسكر بحجة التقاط الأنفاس وذلك لأنها تعلم علم اليقين أن أي انتخابات تجرى خلال الستة أشهر القادمة ليست في صالحها أبداً بل فى صالح جماعة الإخوان المسلمين وهى القوة الفعالة في الشارع المصري الآن وهذا ليس ذنب الإخوان فهم الفصيل السياسي الوحيد الذي تعرض للقمع والسجن والتعذيب وتشويه السمعة من قبل النظام السابق بل ذنب الأحزاب التي قبلت بكل سرور أن تكون ذنباً لنظام فاسد. وفى صالح بقايا الحزب الوطني كما أوضحت أنفاً. إذا معنى الثورة المضادة وفقا لما سبق يتمثل في السعي الخبيث بالبكاء على الشهداء والتغني بحب مصر لتحقيق مصالح خاصة والالتفاف على مطالبنا. 3- أصحاب "الكعكة " أعتقد والاعتقاد هنا ليس بمعنى الظن بل اليقين....أن الشعب والجيش قوة واحدة... وهذه القوة هي صاحبة الكعكة. وهذا ليس لآن الجيش أكد منذ البداية أنه يتفهم مطالب الشعب المشروعة ولكن لآن العسكر يؤمنون أن إرادة الشعوب لا تقهرها إلا إرادة الله. ولكن يبدو أننا " الشعب" لدينا نوع من التوجس والشك والخيفة ليس من الجيش ولكن من كرسي السلطة ذي السمعة السيئة حتى لو جلس عليه ملك من السماء.