إسطنبول:- عقد رئيس أركان القوات المسلحة التركية مشاورات مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان بعد ساعات من اجتماعه مع عائلات ضباط اعتقلوا لصلتهم بمؤامرة انقلابية تعود لعام 2003. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الاجتماع الذي ضم اردوجان وقائد الجيش التركي الجنرال آشيك كوشانر تم في قصر ضلما باشا يوم السبت. وأضافت أن المقابلة لم تكن مقررة سلفا وإنه ليس هناك تفاصيل بخصوص النقاش الذي استمر 45 دقيقة. وكان كوشانر التقي في وقت سابق مع أقارب الضباط المعتقلين في ناد لضباط الجيش في المدينة. وتولى كوشانر الذي يعتبر من عتاة العلمانية على الرغم من قلة ظهوره العلني قيادة الجيش التركي ثاني أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي في اغسطس. وستدقق الحكومة وكذا ضباط الجيش - الذين ساءت معنوياتهم في أعقاب سلسلة من التحقيقات والاعتقالات المتعلقة بعدد من المؤامرات خلال السنوات القليلة الماضية - فيما يقول كوشانر أو يفعل. وعرض التلفزيون الرسمي صورا لمحامين وصلوا إلى محكمة في إسطنبول للطعن في مذكرات اعتقال بحق 163 من مجموع 196 من الضباط المتقاعدين والعاملين بالجيش تجري محاكمتهم بشأن "عملية المطرقة" للإطاحة بحكومة اردوجان. وتكرر اعتقال معظم المتهمين والإفراج عنهم منذ تفجرت القضية للمرة الأولى قبل عام. تأجيل المحاكمة إلى مارس وتأجلت المحاكمة التي تجري في بلدة سيليفري غرب إسطنبول يوم الجمعة إلى 14 مارس المقبل وستستأنف قبل ثلاثة شهور فقط من انتخابات عامة يتوقع أن يفوز فيها حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوجان بولاية ثالثة على التوالي. وينفي المتهمون التورط في أي مؤامرة ويقولون ان "المطرقة" لم تكون سوى مناورة حربية طرحت في ندوة. وترى هيئة الإدعاء أن المؤامرة كانت تشمل خططا لتفجير مساجد تاريخية وإثارة نزاع مع اليونان في إطار خطة لتقويض الحكومة وتمكين الجيش من تولي زمام الأمور. وتمكن حزب العدالة والتنمية من تقليص نفوذ الجيش من خلال تبني سلسلة من الإصلاحات الديمقراطية التي استهدفت جعل تركيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي. ويظن عدد قليل أن قادة الجيش اليوم قادرون على العودة لنهج الانقلابات الذي سار عليه أسلافهم. الجيش والحكومة.. توتر مستمر تسلط القضية الضوء على اشتداد التوتر بين الجيش التركي العلماني بطبيعته وحزب العدالة والتنمية الذي يقول منتقدوه أن له ميولا إسلامية رغم حرصه على التأكيد على أن برنامجه محافظ وديمقراطي وليس دينيا. وقد يزداد التوتر مع اقتراب انتخابات يونيو غير أن المستثمرين تعودوا على القلاقل السياسية في تركيا. ومن غير المرجح أن تتأثر الأسواق كثيرا إذ تشير استطلاعات الرأي الى فوز صريح لحزب العدالة والتنمية الذي ينال الثناء على تحويله تركيا إلى واحدة من أسرع اقتصادات العالم نموا.