بعد أن رشحتها الكاتبة التونسية هند الزيادي لبطولة فيلم "الصمت" الذي تخرجه إيناس الدغيدي، والمأخوذ عن روايتها "الصمت.. سكيزوفرينيا".. هل تقبل مني زكي لعب دور البطولة الرئيسي في الفيلم الذي يدور حول زنا المحارم؟ فقد أكدت الروائية هند الزيادي أنها تفضل أن تكون الفنانة منى زكي بطلة العمل وليس روبي أو منة شلبي أو غادة عادل، وذلك لأنها أكثر قدرة منهن على توصيل أحاسيس وانفعالات بطلة روايتها، مشيرة إلى أن رأيها غير ملزم للدغيدي التي من مهامها اختيار فريق فيلمها. وأوضحت أن روايتها مستوحاة من حكايات واقعية رصدتها من خلال عملها في إحدى الجمعيات الخيرية، مضيفة أن ما عايشته من آثار زنا المحارم على ضحاياها جعل هذه المسألة هاجسا رافقها طيلة خمس سنوات من الكتابة والبحث، حتى ترى رواية "الصمت" النور في عام 2009. وكشفت الكاتبة التونسية أن إعلاميا مصريا كان همزة الوصل بينها وبين الدغيدي التي ما أنهت قراءة الرواية حتى اتصلت بها لتعلمها بقرارها تحويل "الصمت" لفيلم سينمائي وإعجابها بأحداث الرواية وأسلوب كتابتها. وعبرت عن ثقتها في قدرة الدغيدي على نقل الراوية إلى السينما دون تحريف، مشيرة إلى أن جرأة المخرجة المصرية لن تؤثر على مضمون الرواية. وقالت الزيادي، إن العديد من المخرجين المصريين أكثر جرأة من الدغيدي في أفلامهم ولا يتعرضون للهجوم الذي يطال الدغيدي، مرجعة ذلك إلى تصريحاتها النارية لوسائل الإعلام ومشاكساتها للتقاليد الاجتماعية. ووصفت الكاتبة التونسية المشاهد الجريئة في روايتها بصرخة ألم في وجه الظلم والقهر، اللذين تسببا في تدمير حياة كثيرين من ضحايا زنا المحارم، مبينة أن سعيها لتسليط الضوء على هذا الموضوع هدفه التوعية لا الدعاية المجانية أو اتخاذ الجرأة وسيلة للفت الانتباه لملكاتها الأدبية. وأشارت إلى أنها تعمدت أن تكون صور روايتها صادمة ومباشرة حتى تفضح بعض السلوكيات غير السوية والمسكوت عنها في مجتمعاتنا العربية. وقالت إنها تحاول استفزاز هذا المجتمع، حتى يكف عن الصمت ويفتح باب النقاش في هذه المسألة وغيرها من المحظورات المتعلقة خاصة بالأمراض النفسية والجنسية. وتوقعت أن يثير العمل جدلا بسبب ترحيب البعض بمثل هذه الأعمال الجريئة على مستوى الطرح على غرار رد فعل الجمهور التونسي الذي اعتبرته أكثر انفتاحا على هذه القضايا.