تمتلك السينما الإيطالية تاريخا عريقا حيث تحتفظ ذاكرة الفن السابع بعشرات الأفلام الهامة بإمضاء مخرجين إيطاليين كبار مثل فيلليني وأنطونيوني فضلاً عن نجوم أثروا الشاشة الفضية بأعمال كلاسيكية مثل صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي، كما أن الواقعية الإيطالية كان لها تأثير كبير على معظم المخرجين في العالم . ويشارك في الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأقسامه المختلفة 8 أفلام إيطالية حديثة من إنتاج عامي 2009 و 2010 وتعبر عن الإتجاهات المختلفة لهذه السينما العريقة .. وهذه الأفلام هي: فيلم " فيزياء الماء - the physics of water " إنتاج عام 2009 و إخراج فليس فارينا وبطولة كلاوديو أمندولا و باولا كورتسيلليسى و ستفانو دايونيسى وتدور أحداثه حول "اليخاندرو" وهو طفل عمره سبعة اعوام يموت والده و هو فى سن صغير و يعيش مع والدته فى منزل جميل يقع فوق التلال خارج المدينة .. و فى صباح يوم مشرق يستيقظ على ضجيج محرك سيارة عمه " كلاديو " و يرى والدته معه فى السيارة ، فيجرى خلفهما لكنه لا يستطيع اللحاق بهما و لا يستطيع ايقافهما بينما تواجه السيارة حادثا رهيبا وعندما يصل إلى مكان الحادث تكون سيارة الاسعاف قد غادرت لتوها .. فيأخذ مفتش الشرطة الطفل " اليخاندرو" وهو فى حالة صدمة لنكتشف بعد ذلك انه هو الذى قام بتخريب فرامل السيارة . فيلم" الوريث - the heir " إنتاج 2010 إخراج ميشيل زامبينو وبطولة أليساندرو روجا وجويا جيلو و تريسى تادى تاكيميرى ويدور حول برونو وهو طبيب فى ميلان يرث منزلاً بعد وفاة والده يقع فى منطقة نائية وسط ايطاليا، ولكن هذا الميراث يعد بمثابة لعنة عليه عندما يقابل جيرانه المزعجين الوقحين حيث سيقع فى مصيدة الشك التى تغير حياته. فيلم " المغامرة و فساتين الزفاف - gambling and wedding dresses" إنتاج عام 2009 وإخراج فنسينزو تيراشيانو وبطولة سيرجيو كستليتو ومارتينا جيديك و باولو بريجوجليا وتدور أحداثه حول فرانكو كامبانيلا وهو رجل فى الخمسين من عمره وأب حنون وزوج محب إلا انه مقامر حيث يراهن فى كل شئ ( البوكر ، الخيل، الرولييت ) مما يجعله يقع فى العديد من المشاكل .. و لكن رغم كل مشاكله هناك حدث هام بالنسبة له و هو حفل زفاف ابنته لويزا فلابد ان يكون مميزا و مثالياً ، زوجته "جوزوفين" اعدت كل شئ و فرانكو يريد ان يساهم بشئ فيفكرفى شراء فستان الزفاف لابنته مهما كان ثمنه فيلم " صباح الخير يا أمان- good morning Aman " إنتاج عام 2009 و إخراج كلاوديو نوس و بطولة فاليريو مستاندريا و أنيتا كابريولى و سعيد صبرى و أمين نور و تدور أحداث الفيلم حول "أمان " الفتى الصومالي الذى نشأ في روما و يبلغ من العمر 20 عاما و يعمل في متجر للسيارات المستعملة ومنذ أن أصيب بحالة أرق مرضية أعتاد أن يجوب شارع "أسكيلين هيل" طوال الليل و في إحدى الليالي يذهب سرا لشرفة احد المنازل و هناك يقابل الملاكم السابق الشهير "تيري" (40 عاما ) ويصبح الاثنان صديقين و لكن "تيري" يستغل الفتي لتحقيق أغراض خاصة به في حين يجد "أمان" في هذه العلاقة فرصة لمساعدته على الإندماج في المجتمع . اما فيلم " قبلني مرة أخرى- kiss me again " إنتاج عام2009 و إخراج جابرييل موتشينو وبطولة ستيفانو أسورسى و فيتوريا بوتشينى و سابرينا إمباتشياتور ويتناول الفيلم عدة علاقات إنسانية متشابكة من خلال مجموعة من الأصدقاء يمثلون شريحة من المجتمع الإيطالى بكل متناقضاته وهم "كارول" المنفصلة عن زوجها و لديها طفلة فى العاشرة من عمرها فتحاول فعل اى شئ للعودة مرة اخرى لزوجها و" باولوا" وعلاقته غير المستقرة ب " ليفيا " ، و "أدريانو" الذى خرج لتوه من السجن و يريد التعرف على ابنه و إحياء العلاقة مع حبيبته السابقة " ليفيا" و " فيرونيكا " التى يحاول " ماركو " أن يكسب حبها و لكنها على علاقة مع شاب آخر. وفيلم" الحلم الكبير - the big dream " إنتاج عام 2009 وإخراج ميشيل بلاسيدو و بطولة ريكاردو سكماريشيو و جاسمين ترينكا و لوكا أرجنتيرو ويتناول الفيلم حقبة زمنية شهدت فيها القارة الأوروبية جواً من عدم الاستقرار الاجتماعي و رافق ذلك حركة ثورية طلابية تندد بالحكومات و تطالب بحرية فيتنام، وذلك من خلال نيكولا الشرطي الذى تتطلب مهمته التسلل إلى صفوف الثورة الطلابية، وأثناء تلك المهمة يتعرف على شابة جميلة تدعى "لورا" كما يتعرف على أحد الشباب الثوريين ويدعى "ليبرو" و تتطور العلاقة بينهم. و فيلم " أكثر من حياة - one life two many" إخراج أليساندرو أروناديو و قصة الفيلم مبنية على تيمة الفرصة و المشيئة الحرة و الممكن و المستحيل في اختيار الإنسان لحياته و رغبته في تغييرها و التي أحيانا تصطدم مع الحقيقة غير المتوقعة. وفيلم " الأب والغريب" المرشح بقوة للعرض فى حفل افتتاح المهرجان و هو من إخراج ريكى توجانازى و إنتاج 2010 وبطولة النجم المصري عمرو واكد والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي واليساندرو جاسمان وتدور أحداث الفيلم حول " وليد " وهو رجل عربى يعيش فى ايطاليا ويتعرف على " ديجو" الإيطالى فى أحد مستشفيات ذوى الاحتياجات الخاصة لآن كليهما لديه طفل يعانى من الإعاقة و تنشأ بينهما علاقة صداقة تحدث تغييرا فى كلا الرجلين كما تكشف عن مدى التقارب بين الثقافتين الأوروبية والعربية .