في زمن غاب فيه كبار المبدعين ليفسحوا المجال لأنصاف الموهوبين والدخلاء، يلزم الملحن المصري الكبير محمد علي سليمان الصمت ويبتعد عن الساحة الفنية، سواء أكان ذلك بمحض إرادته أم رغماً عنه، ليحافظ على تاريخه الفني من العابثين وليقي نفسه العديد من شرور هذا الزمان. وقد قدم محمد على سليمان بعض المواهب الجديدة التي أصبح لها شأن كبير في عالم الغناء مثل شقيقه الراحل عماد عبد الحليم وابنته المطربة ذائعة الصيت أنغام. ولحن أغاني رائعة لكبار مطربي مصر والعالم العربي مثل شادية وصباح ونجاة ونجاح سلام ومحرم فؤاد، ومن الأجيال الجديدة نوال الزغبي. وفي حوار أجرته صحيفة الشروق مع الملحن الكبير، أكد محمد علي سليمان أنه لم يعد يجد لنفسه مكاناً بين ملحني الجملة الموسيقية الواحدة والمقام الواحد. وأعرب سليمان عن أسفه الشديد لما ألم بالوسط الفني في الفترة الأخيرة وأثار مشكلة تعرض لها هو وزملاؤه من كبار الملحنين، وهي مشكلة التعدي على حقوق الأداء العلني الخاصة بهم. وتوجه سليمان بالشكر إلى الوزير فاروق حسني- وزير الثقافة - لمقابلته هو والملحن الكبير محمد سلطان للتشاور في الأمر. أما عن ابنته أنغام التي تعهدها بالاهتمام والرعاية الفنية منذ نعومة أظفارها فيرى سليمان أنها "صفحة وانتهت" وذلك بناء على رغبتها الشخصية. وأعرب عن أسفه الشديد من جفائها ومقاطعتها له وعن أمنيته في استمرار "صلة الرحم" والود، لكنها هي من ترفض. ويرى سليمان أن أفضل الأصوات الشابة الموجودة في مصر الآن هي غادة رجب ومي فاروق وريهام عبد الحكيم وخالد سليم، أم عن آمال ماهر فهي في نظره "طاقة مهدرة"، كما يرى أن المطرب الشاب أحمد سعد يحتاج إلى تدريب ليصقل موهبته. وقال سليمان إن وليد سعد أفضل الملحنين الشباب. وعندما سئل عن تامر حسني أجاب بأنه صوت "أقرع"، أي أنه يغني دون أن يتمتع بأساس موسيقي بداخله، وأضاف أنه يُذكره ب "زمن العوالم". وعلى الرغم من الشعبية التي يتمتع بها تامر حسني في الوطن العربي حتى أنه يحمل لقب "نجم الجيل"، إلا أن سليمان علق قائلا: إن أغلب جمهور تامر من المراهقين.