بوردو:فى الوقت الذى يشهد فيه لبنان أزمة سياسية طاحنة بسبب المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري, اجرت المحكمة الثلاثاء تمثيلا للجريمة وذلك في معسكر للجيش الفرنسي في مدينة بوردو جنوب غرب فرنسا. واعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان صدر في لاهاي انه تم اليوم اجراء انفجار اختباري في قاعدة كابسيو العسكرية في فرنسا، في إطار مهمة مكتب المدعي العام التابع للمحكمة الخاصة بلبنان". واضافت المحكمة "تخلل هذا الاختبار تمثيل انفجار بهدف التحقق من بعض النقاط على المستويين التقني والجنائي، غير أن الهدف المنشود منه ليس إعادة تمثيل الجريمة". وتابعت "حضرت الاختبار هيئة من الخبراء الدوليين الموكلين من قبل مكتب المدعي العام، والذين سيعمدون إلى تحليل النتائج التي تم التوصل إليها. وستضم هذه النتائج إلى ملف التحقيق، وستخضع بالتالي إلى سريته". واكدت وزارة الخارجية الفرنسية تمثيل الجريمة، مؤكدة انه تم القيام به ردا "على طلب تعاون" من جانب المحكمة الخاصة بلبنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان فرنسا "تجاوبت في الواقع مع دول اخرى مع طلب تعاون تقني من المحكمة الخاصة بلبنان بموجب القرارين 1757 و1852 الصادرين عن مجلس الامن الدولي، وتجاوبا مع عملنا الدائم الى جانب القضاء الجنائي الدولي". وجددت فرنسا دعمها للمحكمة، واضاف فاليرو "لمصلحة لبنان والمنطقة برمتها، على المحكمة ان تتمكن من مواصلة عملها بكل استقلال على غرار ما تقوم به حاليا وبهدوء. لا احد يمكنه استباق نتيجة اعمالها او محاولة ممارسة تاثير عليها". وذكر "بان المحكمة الخاصة بلبنان انشئت بموجب القرار 1757" الصادر عن مجلس الامن الدولي وبان "انشاءها شكل تقدما كبيرا لوضع حد للافلات من العقاب". وفي لبنان، يثير القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري المرتقب صدوره ازمة سياسية بين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، ومؤيديه من جهة وحزب الله الشيعي من جهة اخرى. ويتهم حزب الله المحكمة بانها "مسيسة" واستندت في التحقيق الذي اجرته الى شهادات مزورة. وحذر سياسيون خلال الاسابيع الاخيرة من احتمال حصول فتنة في لبنان في حال صدور قرار ظني يتهم حزب الله، القوة العسكرية الوحيدة الى جانب الدولة وابرز جهة سياسية ممثلة للطائفة الشيعية في لبنان، باغتيال الحريري. يذكر ان رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري كان قد اغتيل في بيروت في فبراير 2005.