هناك عقيدة لدى البعض أنه من حقك أن تستخدم أي سلاح من أجل الفوز بما تريد.. وهذا ما يحدث الآن من بعض المعارضين لإنشاء مسجد ومركز إسلامي في منطقة جراوند زيرو التي شهدت أحداث 11 سبتمبر في نيويورك. الهجوم لم يعد مباشرا فقط بمعارضة بناء المسجد والمركز، لكنه اتخذ نهجا غير مباشر أيضا بالهجوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كان كل ذنبه أنه حاول إرساء مبادئ التسامح والغفران بشكل فعلي، وليس بطريقة كلامية طنانة فقط، فطالب بضرورة إنشاء المركز الإسلامي، ولكن هذا لم يعجب البعض فكان ظهور السلاح الجديد. هذا السلاح تمثل في استطلاعين للرأي أظهرا أن 20% من الأمريكيين يعتقدون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "مسلم"، وبالتالي - حسب خطة الهجوم - فإنه من الطبيعي أن يدافع عن إنشاء هذا المركز، ولكي يثبت عكس ذلك فلابد أن يقف صفا واحدا مع المعارضين. الاستطلاع الأول - كما تقول بعض الصحف ومنها الشرق الأوسط والاقتصادية والحياة والقدس والشروق - أجرته مجلة تايم وأظهر أن 24% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن أوباما الذي يتردد بانتظام على الكنيسة ويدلي بعديد من التصريحات حول إيمانه المسيحي هو مسلم، بل قال نحو 30% إنه يجب منع المسلمين من الترشح للرئاسة أو العمل في المحكمة الأمريكية العليا... في حين أظهر الاستطلاع أن 47% من المستطلعة آراؤهم قالوا إن أوباما مسيحي، بينما قال 24% إنهم لا يعرفون ديانته. الاستطلاع الثاني أجراه معهد بيو للديانات والحياة العامة وأظهر نتائج متقاربة أبرزها أن 18% من المشاركين يعتقدون أن أوباما مسلم وذلك ارتفاعا من 11% أجابوا على نفس السؤال في مارس 2009... وطبقا لاستطلاع بي"، فإن 34% فقط قالوا إن أوباما مسيحي، بانخفاض عن نسبة 48% في مارس الماضي، بينما قال 43% إنهم لا يعرفون ديانته، أي بارتفاع من نسبة 34%. أما فيما يتعلق بمشروع بناء المسجد المثير للجدل في نيويورك، فقد قال 23% إنه سيكون رمزا للتسامح الديني، بينما رأى 44% أنه سيكون "إهانة" لضحايا 11 سبتمبر، فيما رأى 27% أنه سيكون الاثنين معا. وبشكل عام فلم تتعد نسبة المؤيدين للمشروع 26%، بينما فضل 61% عدم بنائه..... كما أظهر الاستطلاع أن 34% من المستطلعة آراؤهم يعارضون بناء مركز إسلامي ومكان عبادة للأديان الرئيسية في الولاياتالمتحدة على مسافة قريبة من منازلهم. وقال 24% إنهم سيعارضون بناء مشروع مماثل لطائفة المورمون، فيما قال 18% إنهم سيعارضون بناء معبد يهودي، فيما عارض 14% إقامة مكان عبادة كاثوليكي. من جهته سارع البيت الأبيض إلى تبديد شكوك الأمريكيين حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض بيل بيرتون إن "أوباما مسيحى ويواظب على أداء الصلوات اليومية"، وأعرب عن أمله فى أن يسهم هذا التصريح فى تبديد الشكوك المتزايدة التى تراود بعض الأمريكيين بشأن ديانة الرئيس أوباما. ونقلت شبكة "إن بى سي" الإخبارية الأمريكية عن بيرتون قوله "إن اوباما غادر واشنطن فى بداية إجازة وإن أغلب الأمريكيين يبدون القدر الأكبر من اهتمامهم بقضايا أخرى مثل الاقتصاد والحروب فى العراق وأفغانستان، ولايبدون نفس هذا الاهتمام بقراءة الكثير من الأخبار التى تتناول ديانة أوباما".