أثارت التسريبات الإعلامية التي رجحت عدم تجديد خدمات رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" مائير داغان، المقرر انتهاؤها أواخر العام الجاري، تكهنات متباينة بشأن ما يدور في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. فذكر موقع المستقبل أون لاين اللبناني أن الصراع بدأ، في أعقاب الاعلان عن نية عدم تمديد فترة ولاية رئيس جهاز "الموساد" مئير دوغان سنة تاسعة، على خلافته رغم ان الاعتقاد السائد لدى الجهات الامنية المختصة، بانه لن يتم تعيين رئيس جديد ل"الموساد" الا بعد تعيين رئيس جديد لأركان الجيش الإسرائيلي خلفا للجنرال غابي اشكنازي في غضون الاشهر القليلة المقبلة. ولا يستبعد ان يعين لرئاسة "الموساد" أحد الجنرالات الذين سيخسرون السباق على خلافة أشكنازي في رئاسة الاركان وذلك كجائزة ترضية. وبما ان الميجر جنرال يوآف غلانت قائد المنطقة الجنوبية يعتبر من أقوى المرشحين لخلافة اشكنازي فانه إذا خسر في السباق فلا يستبعد ان يعين رئيسا ل"الموساد". ومن بين أقوى المرشحين الآخرين لخلافة مئير داغان في رئاسة "الموساد" رئيس جهاز "الشاباك" يوفال ديسكين الذي سينهي رسميا مهام منصبه في ايار مايو من العام المقبل، غير ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لن يجد صعوبة في تقديم موعد اعتزال ديسكين منصبه هذا اذا قرر تعيينه رئيسا ل"الموساد". واللافت ان كبار مسؤولي "الموساد" يفضلون تعيين مرشح من داخل هذا الجهاز، وطرح في هذا السياق اسم حغاي هداس من كبار قادة الجهاز سابقا، والمسؤول عن ملف المفاوضات حول الافراج عن جلعاد شليط. وكان مكتب رئاسة الوزراء الاسرائيلية نفى الليلة قبل الماضية التقارير الإعلامية التي تحدثت عن رفض نتانياهو تمديد ولاية مئير داغان عاما آخر في منصبه، وجاء في بيان أصدره الديوان أن "السيد داغان لم يراجع رئيس الوزراء بهذا الخصوص ولم يطلب تمديد ولايته". وقالت الصحيفة: في عام بالغ الحساسية وفي وقت يصبح التهديد الايراني ملموسا اكثر والخيار العسكري موضوعا على الطاولة، وفيما تتزايد احتمالات الحرب في الجبهة الشمالية مع سورية وحزب الله، من المقرر ان يُستبدل جميع قادة جهاز الامن، فاضافة الى اشكنازي، قالت الصحيفة، الذي ستنتهي ولايته في بداية العام المقبل، فان رئيس الموساد، مائير داغان، ستنتهي ولايته ايضا العام المقبل، ولفتت الى ان هناك احتمالا ضئيلا لتمديد ولايته بسنة اضافية، خصوصا بعد عملية اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي، واتهام الجهاز بتزوير جوازات سفر دول غربية. كذلك سينهي كل من رئيس الشاباك يوفال ديسكين، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، مهماتهما في بداية العام المقبل. كما يتوقع ان تنتهي ولاية كل من قائد الجبهة الجنوبية اللواء يواف غالانت، وقائد الجبهة الشمالية غادي ايزنكوت في بداية العام المقبل. وبحسب تقريرٍ كان قد نشره محلل الشؤون الاستراتيجية في صحيفة 'يديعوت احرونوت'، د. رونين بيرغمان، فقد قال مصدر امني رفيع المستوى في تل ابيب للصحيفة، انّ المبحوح ما زال يُلاحقنا من قبره، مضيفا انّ قاسما مشتركًا يجمع بين اغتيال المبحوح، وطرد الممثلين الاسرائيليين من عدد من الدول على خلفية الجوازات المزورة في عملية الاغتيال، مرورا بعدم جمع معلومات عن السفينة التركية (مرمرة) وانتهاءً باعتقال رجل الموساد في بولندا، اروي برودوتسكي، هذا القاسم المشترك هو الغطرسة والاستعلائية التي تُميّز جهاز الموساد تحت امرة داغان. الصحيفة اوردت ايضا تصريحات لشخصيات عالية المستوى في المنظومة الامنية في الدولة العبرية، فضلّت عدم الكشف عن اسمها، والتي قالت بشكلٍ غير قابل للتاويل، في اسرائيل كما في اسرائيل، الفشل يتيم، ولكن على داغان ان يتحمل المسؤولية ويُقدّم استقالته من منصبه، وللتدليل على ذلك، اكدت المصادر عينها، انّه في العام 1997 عندما فشل الموساد في عملية اغتيال رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، خالد مشعل، قدّم رئيس الموساد انذاك، داني ياتوم، استقالته من منصبه، وبالتالي على داغان، بحسب الشخصيات المذكورة، ان يحذو حذو ياتوم. مع ذلك، اكدت الصحيفة انّ داغان لا ينوي الاستقالة، ولكن اعتقال برودتسكي هو القشة التي قصمت ظهر البعير، ورئيس الوزراء نتنياهو قرر عدم تمديد فترة رئيس الموساد الحالي والذي تنتهي ولايته اواخر العام الجاري.