في الوقت الذي ينتظر فيه عشاق كرة القدم انطلاق بطولة كأس العالم، الحدث الأقوى في منافسات الساحرة المستديرة والذي تستضيفه جنوب إفريقيا هذا الشهر، توالت الانتقادات الحادة لعدد من المدربين الوطنيين، وعلى رأسهم الفرنسي دومينيك والأرجنتيني مارادونا والجزائري سعدان مشككة في قدرة أي منهم علي قيادة فريقه لتحقيق نتائج طيبة في المونديال. فعلي الرغم من وصول المنتخب الفرنسي لنهائي مونديال 2006 تحت قيادته، يقلل الكثير من النقاد الفرنسيين من قدرة ريمون دومينيك مدرب الديوك علي تمثيل الكرة الفرنسية بشكل يليق بتاريخها الحافل في العرس الكروي. فقد خرج منتخب الديوك تحت قيادة دومينيك من الدور الأول لمنافسات بطولة الأمم الأوروبية 2008 بالنمسا وسويسرا، كما أن تأهله للمونديال جاء بشق الأنفس وبمباركة يد نجمه الأسمر، تيري هنري، التي أثارت الكثير من الجدل. بالإضافة إلى أن هنري الذي يعول عليه دومينيك يغيب في الوقت الحالي عن المشاركة بصفة أساسية مع فريق برشلونة الأسباني الذي انتقل إليه قادما من آرسنال الانجليزي في يونيو 2007. وعلاوة علي ذلك لم يكن مشوار الديوك في التصفيات المؤهلة للمونديال هو الأمثل حيث لعبوا 10 مباريات، فازوا في 6 منها وتعادلوا في 3 وخسروا في واحدة ليتأهل للملحق الأوروبي الذي استطاع فيه حجز مقعده في المونديال بفوزه علي أيرلندا بهدفين لهدف في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. وبالعودة لذاكرة التاريخ وتحديدا منذ 12 عاما، توج الفرنسيون أبطالا للعالم للمرة الوحيدة في تاريخهم على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة، لتصبح فرنسا في مصاف الدول التي حظيت بشرف إحراز اللقب. وكانت فرنسا قريبة من إحراز الكأس للمرة الثانية في تاريخها في النسخة الأخيرة للمونديال التي أقيمت في ألمانيا، إذ فاجأت الجميع ووصلت للنهائي قبل أن تخسر بركلات الترجيح أمام ايطاليا في مباراة شهدت إقصاء قائدها زين الدين زيدان. وقد عرفت فرنسا نجوما ذهبيين، أمثال جوست فونتين هداف كأس العالم 1958 برصيد 13 هدفا، وهو الأعلى في تاريخ النهائيات، ميشيل بلاتيني الحاصل على الكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي ثلاث مرات ورئيس الاتحاد الأوروبي حاليا، بالإضافة إلى العربي الأصل زيدان الذي جلب المجد بعبقريته تحت قيادة المدرب المحنك إيميه جاكيه عام 1998 وتوجه بهدفين برأسه في النهائي أمام البرازيل. أما المنتخب الأرجنتيني الذي استطاع نيل اللقب العالمي مرتين في عامي 1978 و 1986, فيبدو غائبا عن ترشيحات إحراز اللقب هذه المرة، لا سيما تحت قيادة الأسطورة الكروية دييجو أرماندو مارادونا, حيث كاد منتخب التانجو ألا يتأهل للمونديال لولا الهدف الذي أحرزه بولاتي قبل نهاية اللقاء مع المنتخب الأورجواياني بخمس دقائق. فعلي الرغم من أن مارادونا استطاع فرض اسمه بقوة علي البطولة حينما كانت له اليد الطولى في إحراز منتخب بلاده الكأس للمرة الثانية، بتسجيله هدفين في ربع النهائي ضد إنجلترا اٌعتبر الثاني منهما أفضل هدف سُجل في تاريخ النهائيات، ثم سجل ثنائية أخرى في مرمى بلجيكا في نصف النهائي، قبل أن يمرر الكرة التي سجل منها خورخي بوروتشاجا هدف الفوز (3-2) على ألمانيا في النهائي، لكن يبدو ان مارادونا سيكون أهم أسباب فشل التانجو في إحراز اللقب هذا العام. ومع أن منتخب التانجو يضم العديد من نجوم كرة القدم في العالم في الوقت الحالي أمثال الساحر ميسي, وأجويرو, و ميليتو, وتيفيز وغيرهم, وتمتع كل هؤلاء النجوم بالخبرة الدولية العالية، ياتي اسمه متأخرا في قائمة الفرق المرشحة لاقتناص اللقب. وقد اعترف مارادونا نفسه في حوار صحفي له بهذا الأمر حيث قال "فريقي ليس أحد المرشحين للفوز باللقب، فهو لايزال بحاجة للكثير من العمل قبل التفكير بالفوز ببطولة كهذه." وأضاف "المرشحون للفوز باللقب هم البرازيل وإسبانيا وألمانيا وبنسب متساوية." وقد وجد منتخب التانجو صعوبة بالغة في التأهل للمونديال حيث لعب 18 مباراة في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم فاز في 8 منها وتعادل في 4 وخسر في 6 مباريات، محققا المركز الرابع والأخير المؤهل للبطولة. ولو تحدثنا عن منتخب الخضر - ممثل العرب الوحيد بالبطولة - فإن مديره الفني رابح سعدان أو الشيخ سعدان يعد مصدر قلق للعديد من جماهير الجزائر، خاصة بعد إقصائهم من نصف نهائي أمم أفريقيا 2010 بأنجولا برباعية كارثية علي يد الفراعنة. وقد ذكرت تقارير صحفية محلية مؤخرا أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم يبحث مدى إمكانية استقطاب مدرب آخر يتولي مسئولية الإشراف على مقاتلي الصحراء إلي جانب سعدان لعدة أسباب أهمها ضعف شخصيته مع اللاعبين. يأتي هذا رغم استطاعته اقتناص بطاقة التأهل للمونديال من أنياب المنتخب المصري الأقوى في القارة السمراء بعد منافسة ضارية بينهما. وخاض منتخب الخضر 6 مباريات في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم فاز في 4 منها وتعادل في لقاء وخسر في آخر ليحجز بطاقة التأهل لكأس العالم بعد مباراة فاصلة مع الفراعنة في السودان. يذكر أن الغالبية العظمى من نقاد الكرة علي مستوي العالم يجمعون علي أن الماتادور الأسباني هو أقوى المرشحين لنيل بطولة كأس العالم في نسخته الحالية تحت قيادة الأسباني العبقري فيسنتي دل بوسكي الذي قاد ريال مدريد للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا مرتين والدوري الأسباني مرتين قبل أن يتولى قيادة المنتخب الإسباني. ويأتي هذا الترشيح رغم أن تاريخ بطولات كأس العالم يشهد على أن المنتخب الأسباني لم يستطع الفوز باللقب على مدار 12 نسخة شارك فيها ، لكنه كان مرشحا بقوة في بعضها. ويلي الماتادور في الترتيب منتخب السامبا البرازيلي المرشح الدائم للقب والذي استطاع الفوز بالبطولة خمس مرات أعوام 1958، 1962، 1970، 1994 وأخيرا عام 2002.