هو رجل .. فقد مصداقيته منذ زمن طويل بعد أن بات خطابه الإعلامي يتأرجح بين ولعه الشديد بالنادي الأهلي وكرهه المتأصل في داخله لمنافسه التقليدي الزمالك .. رجل اختلت لديه كل معايير الحيادية في تناول الأمور الرياضية والمصيبة الكبرى انه يعمل في تليفزيون الدولة ويتقاضى راتبه من أموال دافعي الضرائب فأصبح اللون الأحمر الفاقع هو السمة المميزة لبرنامجه ( ضلال وأهواء ) أقصد ظلال وأضواء على قناة النيل الرياضية الحكومية . كان المتابع يلتمس له العذر بينما كان غارقا في بحر الهوى الأحمر عندما كان كاتبا في مجلة النادي الأهلي وحتى قبل أن يطل علينا بطلعته البهية في إحدى القنوات الخاصة وهي قناة مودرن سبورت في برنامجه " هنا الأهلي " هنا القاهرة سابقا " والتي رحل عنها بطريقة غريبة كوميدية, لكن بطبيعة الحال يختلف الأمر كليا عندما تجلس في مقاعد التليفزيون الحكومي ومن المفترض انك تخاطب كل الألوان والانتماءات دون استثناء بمنطق اللا منتمي وهو من أبجديات الحيادية وعدم الانحياز الإعلامي . لكن ظل ولع هذا الرجل على حاله طوال مشواره الصحفي والإعلامي الذي امتد لأكثر من ثلاثين عاما , فتضررت منه الجماهير البيضاء العريضة وعزفت عن متابعته تماما بعد أن نصب نفسه متحدثا إعلاميا " رسميا " للنادي الأهلي يدافع عن مصالحه أينما كانت وبكل الطرق والأساليب , ولم يكتف بذلك بل أصبح رأس حربة موجهة دائما لصدور المنافسين حال تعارضت القضايا وتقاطعت المصالح . تابعت حلقته التي استضاف فيها المرحوم نايف عزت رئيس لجنة المسابقات السابق الذي أقيل من منصبه بسبب أزمته الشهيرة مع الزمالك, وإيقاف احمد عيد عبد الملك نجم حرس الحدود مباراة واحدة رغم قيام الأخير بفعل مشين تجاه الحكم سمير محمود عثمان .. وكان يجب إيقافه مباراتين أو أكثر ..وكنت أراهن على أن هذا الرجل الذي ترك التحكيم في الدرجة الثانية بعلقة ساخنة سيتبنى وجهة نظر دون الأخرى بل والاستماتة في تأييد قرار لجنة المسابقات وشرعية إيقاف اللاعب مباراة واحدة رغم مخالفته لكل اللوائح الرياضية لمجرد أن الزمالك تظلم ضد هذا القرار.. وجاء رهاني في محله وكنت اعلم أن عصبيته الحمراء ستطغى على عمله كإعلامي الذي من المفترض أن يتحرى فيه دروب الصدق والحقيقة بعيدا عن أي انتماء.. وكان يجب عليه أن يحذو حذو خالد الغندور الذي استضاف كل الأطراف, الحكم واللاعب وإداريين في برنامجه "الرياضة اليوم" على قناة دريم لإظهار الحقيقة واضحة للناس دون أي تدخل تاركا في النهاية الحكم للمشاهد .. لكن أغضبته حيادية الغندور فخرج علينا علاء صادق في اليوم التالي مهاجما اللاعب الذي أعلن على الملأ انه قام بفعل مشين وانه يستحق العقوبة بالفعل واصفا إياه بأنه ممثل كومبارس تم تلقينه الدور الذي أداه .. كما وصف الحكم سمير عثمان الذي أكد انه كتب في تقريره الواقعة كاملة وأرسلها في موعدها للجنة المسابقات في موعدها , بأنه زملكاوي رغم علمه وتيقنه بأهلاوية هذا الحكم كابرا عن كابر , والوسط الرياضي يعلم جيدا انتماء والده الحكم الدولي السابق محمود عثمان .. وتطاول على البرنامح ووصفه ب ( كلنا مع الزمالك ) .. ويقيني أن انفعال هذا الرجل جاء بهذا الشكل المخزي بعد أن سقطت عنه ورقة التوت لتظهر عورته التعصبية عيانا بيانا للمتابعين أهلاوية وزملكاوية . كما فضحه تعصبه في قضية تعاقد الزمالك مع محمد ناجي " جدو " لاعب الاتحاد السكندري وتطاول على مجلس إدارة النادي الأبيض واتهمهم بالتزوير والتدليس دون حتى أن يطلع على الأوراق التي بحوزة نادي الزمالك لمجرد أن اللاعب كان في حسابات النادي الأهلي قبل أن يحصل الزمالك على توقيعه قبل تألقه في نهائيات الأمم الأفريقية في انجولا ... ورفض أن يرد على تليفونات مسئولي الزمالك في هذه الحلقة تحديدا مدعيا بالكذب عدم توصله لأي مسئول في الزمالك للرد على هذه الاتهامات في الوقت الذي حاول فيه إبراهيم حسن المنسق العام للزمالك عمل مداخلة لتوضيح الأمور لكن مسئولي البرنامج تجاهلوه بشكل متعمد .. بغرض تضليل الرأي العام . !! وبطبيعة الحال نصب هذا الرجل نفسه مدافعا عن لاعبي النادي الأهلي احمد حسن ومحمد بركات فدخل في حرب مع توأمي الزمالك حسام وإبراهيم حسن خاصة الأخير الذي طالب بإخضاع لاعبي الدوري المصري للكشف عن المنشطات بشكل عام دون تحديد لاسم لاعب أو أي ناد في مصر وهو ما يطالب به العقلاء منذ فترة طويلة .. وكان الأولى به أن يدافع عن هذا المطلب ويكون أداة ضغط على الاتحاد المصري لتنفيذ هذا المشروع. والحقيقة استغرب عدم وجود معامل للكشف عن المنشطات في دولة تمارس الرياضة منذ مئات السنين ...والكلام على مسئوليتي الشخصية كرة القدم في مصر ترتع في المنشطات.. وسنكتشف فضائح مدوية حال توافر هذه المعامل بشرط التعامل معها بمنتهى العدل والحيادية . وقال هذا الرجل ما قاله مالك في الخمر من خلال دفاعه المستميت في قضية " إصبع " محمد بركات والتي اتهمه فيها البعض بالإساءة لجماهير نادي الزمالك في لقاء القمة .. ولسنا هنا بصدد مناقشة هذه القضية , واتفق مع لجنة الانضباط تماما في عدم توجيه اى اتهام لبركات كوني غير متأكد أن بركات قام بهذه الحركة اصلا .. لكن ما هذا الإسفاف والتعصب في الدفاع عن بركات مع كامل احترامي له كلاعب قدير وموهوب , ووصفه بالهرم الرابع في مصر وشبهه بالهامات الكبرى نجيب محفوظ واحمد زويل وطالب بتدخل رئيس الجمهورية لحماية بركات من مصيدة الزمالك لإيقاف اللاعب .. رغم أن بركات ليس له أي بصمة دولية مع منتخب بلاده بل وتهرب أكثر من مرة من تمثيل مصر وهو ما دفع حسن شحاتة إلى استبعاده عن صفوف المنتخب في فترة من الفترات .. والمحزن في الوقت نفسه أن هذا الرجل وصف حسن شحاتة صاحب الانجازات الهائلة والتاريخية التي حققها مع منتخب بلاده بالمدرب المتواضع تارة والمحظوظ تارة أخرى !! ناهيك عن إرهابه للحكام بطرق يعف اللسان عن ذكرها خاصة في مباريات الأهلي التي يتعادل فيها أو يخسر أو في المباريات التي يفوز بها الزمالك فقط .. وأستغرب بشدة كيف يقوم حكم درجة ثانية فشل في الترقي للدرجة الأولى ولم يمارس حتى كرة القدم أو يلمسها في تقييم أداء حكام دوليين. كان هذا الرجل قد تجاوز كل الخطوط الحمراء بشكل غير معقول في انتقاده للحكم المغربي الدولي عبد الرحيم العرجون الذي أدار لقاء الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2007 في المباراة التي انتهت بفوز الأخير 3/1 , واستخدم صادق لغة متدنية في حواره التليفزيوني فسبه بألفاظ يعاقب عليها القانون .. فوصفه بالفاجر والأعرج والحقير والمرتشي ولم يكتف بذلك بل دخل في تراشق إعلامي مع الصحفيين السعوديين طلال الحمود الكاتب بجريدة الحياة اللندنية ومنصور الجبرتي الكاتب في نفس الجريدة لدفاعهما عن الحكم المغربي . وادعى صادق في حربه الإعلامية أن العرجون كان يوفر لهما أسباب المتعة في المغرب لذلك يدافعان عنه.!! رغم أن أخطاء الحكم البنيني كوفي كودجا في النهائي الإفريقي بين الأهلي والصفاقسي التونسي عام 2006 والتي جاءت لمصلحة الأهلي كانت بردا وسلاما على قلبه . ونتيجة لذلك قررت قنوات "العربية" و "mbc" و"art" و"الجزيرة " عدم التعامل نهائيا مع علاء صادق أو حتى استضافته في أي برنامج وهو ما فعلته أيضا قناة مودرن التي أنهت تعاقدها معه بعد تراشقه الإعلامي مع كل من الصحفي محمود معروف وزميله في القناة مدحت شلبي بشكل يدعو للرثاء على حال الإعلام الرياضي في مصر . وأخيرا قرر التليفزيون المصري عدم تجديد عقد علاء صادق الذي ينتهي بنهاية العام الجاري بسبب جرائمه الإعلامية وليس كما ادعى انه ينوى الاعتزال بحثا عن الهدوء والراحة بعد رحلة طويلة من العمل الصحفي والإعلامي. يعلم صادق جيدا انه أصبح شخصا غير مرغوب فيه داخليا وخارجيا ولن يجد مكانا يعمل فيه .. وإن كنت أتوقع أن تكون قناة الأهلي هي آخر محطاته.