أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن واشنطن تعتبر قيام إسرائيل ببناء مستوطنات في الضفة الغربية تصرفا "غير شرعي". وقال كيري بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم بالضفة الغربية: "نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم الفلسطينين بخلق "أزمات مصطنعة"، ويهدد مفاوضون فلسطينيون بالانسحاب من محادثات السلام بسبب إعلان إسرائيل عن خطط للتوسع في المستوطنات. وتعرض الرئيس الفلسطيني لانتقادات داخلية بسبب موافقته على العودة إلى طاولة التفاوض على الرغم من استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات. وحاول كيري تخفيف الضغوط على عباس بالتأكيد على أن الجانب الفلسطيني لم يوافق أبدا على استمرار بناء (المستوطنات). واستأنف الإسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في أواخر يوليو الماضي بعد تعثرها لثلاثة أعوام. وأعرب كيري عن ثقته في إمكانية التغلب على الصعوبات التي تواجه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويقول مراسلون إنه لا توجد حتى الآن أي إشارات واضحة على حدوث تقدم منذ استئناف المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر. والتقى كيري نتنياهو امس الأربعاء أيضا في إطار الجهود الدبلوماسية الأمريكية الرامية إلى إعطاء دفعة لعملية السلام. وطالب رئيس الوزراء الولاياتالمتحدة بالعمل على عودة المفاوضات إلى مسارها الصحيح. وقال نتنياهو خلال لقائه كيري في القدس: "أشعر بالقلق بشأن حدوث تقدم (في المحادثات) لأني أرى الفلسطينيين مستمرون...في اصطناع الأزمات...والابتعاد عن اتخاذ قرارات قوية نحتاجها للوصول إلى سلام حقيقي". وشدد كيري على ان التغلب على نقاط الخلاف يحتاج من الطرفين "تقديم تنازلات حقيقية واتخاذ قرارات صعبة." ويعمل وزير الخارجية الأمريكي على الوصول إلى اتفاق يعتمد على "حل دولتين" ببناء دولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان كيري قد صرح بأن قضايا "الوضع النهائي – القدس والحدود والاتفاقات الأمنية والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين – مطروحة على طاولة المفاوضات. وتجرى المفاوضات في أماكن ومواقيت غير معلنة بناء على طلب أمريكي، لكن الجانبين أعرب عن شعور بالإحباط لعدم حدوث تقدم في القضايا المحورية. ويعتبر نتنياهو اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية أولوية، فيما يرى الفلسطينيون أن قضيتي الحدود والأمن يجب أن تكونا في المقدمة. ويرغب الفلسطينيون في أن تضم دولتهم كافة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل عام 1967. لكن يوجد حاليا حوالي 500 ألف يهودي يعيشون في أكثر من 200 مستوطنة ووحدة سكنية بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وتعتبر هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، لكن إسرائيل تطعن في ذلك.