مهرجانان فى سبتمبر ل"سينما المحمول".. ومخاوف من سيطرة رأس المال على الأعمال المستقلة إسعاد يونس تخترق المجال وتنافس صاحب "براءة الاختراع".. وعبد الفتاح يتمسك بفكرته تشهد الساحة السينمائية صراعا ملحوظا على ما يعرف ب"سينما الموبايل"، التى انتشرت فكرتها بشكل كبير فى السوق المصرية على مدار العامين الماضيين، مستفيدة من التطور المتلاحق فى تكنولوجيا الهواتف المحمولة واستخدام كاميراتها فى اختلاس لقطات سريعة تجسد واقعا ملموسا فى المجتمع. وتنظم شركتان سينمائيتان -إحداهما تابعة للفنانة إسعاد يونس- مهرجانين لسينما الموبايل فى سبتمبر المقبل وسط اهتمام بالغ بهواة هذه النوعية من الأفلام أو حتى المحترفين، الذين لا تتوافر لديهم الإمكانات المادية الكافية لصناعة فيلم أو توثيق حدث. وتدخل الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى التى ترأس مجلس إدارتها إسعاد يونس للمرة الأولى فى تنظيم هذه النوعية من المهرجانات بالتعاون مع شركةQualcomm ؛ لتنافس بذلك صاحب الفكرة الأصلية لهذه النوعية من المهرجانات والذى ينظم دورته الثالثة لمهرجان سينما الموبايل فى الشهر نفسه الذى تعقد فيه العربية للإنتاج والتوزيع مهرجانها. وأصر المخرج محمد عبد الفتاح مؤسس فرقة "حالة"، ومدير مهرجان القاهرة لأفلام الموبايل فى دورتيه السابقتين اللتين أقامهما على مدار العامين الماضيين على إقامة الدورة الثالثة من المهرجان فى موعده بشهر سبتمبر المقبل. ورغم أن عبد الفتاح رأى أن مهرجان الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى الذى يأتى تحت اسم "سينيموبايل" لن يتعارض مع المهرجان الأصلى الذى ينظمه ويقام للعام الثالث على التوالى، إلا أنه تخوف من سيطرة رأس المال على الفن. وأكد أن الدورة الثالثة من مهرجانه ستتضمن أفلاما من مصر وعددا من الدول العربية والأوروبية. وشدد على أنه صاحب فكرة تأسيس مهرجان لسينما الموبايل، بإطلاقها فى النصف الثانى من مارس 2007، لافتا إلى أن تجربة المهرجان كانت الأولى فى الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم بعد المهرجان الذى يعقد سنويا فى فرنسا. لكن المنتجة إسعاد يونس نفت بشدة أن يكون المهرجان مقتبسا من فكرة المخرج محمد عبد الفتاح، مؤسس فرقة «حالة» ورئيس مهرجان أفلام الموبايل، مؤكدة أن فكرة المهرجان «ليست حكرا على أحد». وأشارت يونس إلى أن وجود أكثر من مسابقة يأتى فى صالح الفن المصرى، الأمر الذى يتيح فرصة اكتشاف عدد أكبر من المواهب. وقالت: إن حلم اكتشاف المواهب هو سر تبنيها لفكرة المهرجان الذى تسعى من خلاله لطرق أبواب جديدة فى عالم صناعة السينما، واكتشاف جيل جديد من الشباب أصحاب الرؤية والفكر المختلف الذى يتماشى مع تكنولوجيا العصر الحديث. وأوضحت أن مشروع "سينما الموبايل" تأخر كثيرا وكان يراودها منذ فترة طويلة، وتم تأجيله أكثر من مرة نظرا للظروف الصعبة التى مرت بها البلاد. وأضافت: إن الهدف من المهرجان هو تأصيل فكرة أن السينما المصرية ما زالت خصبة، رغم كل ما تعانيه من ظروف إنتاجية صعبة منذ عامين، وتأكيد أن هناك نهضة تكنولوجية تشهدها مصر متمثلة فى شبابها أصحاب الطموح والأحلام. وحدّدت الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى فى مؤتمر صحفى عقدته مؤخرا للإعلان عن معايير اختيار الأفلام المتقدمة للمسابقة، تتضمن ضرورة أن تكون الأفلام المصورة باستخدام الموبايل، سواء كانت تسجيلية أو روائية قصيرة، مع تحديد موديل الموبايل المستخدم. وشددت على ضرورة ألا تتجاوز مدة الفيلم 20 دقيقة، دون حد أدنى، على أن تقدم الأفلام عن طريق تحميلها على موقع المهرجان على الإنترنت. http://www.facebook.com/l/EAQFdUJ-kAQE9VXHlUfcgQi8yvhNRjqWccJqQGguMXyAH_A/www.cinemobilefilm.com وشددت الشركة على استبعاد أى فيلم يتجاوز المدة الزمنية المسموح بها، أو الذى به مشاكل فى الصوت أو به مادة مسيئة أو عنصرية. وقال المخرج أمير رمسيس -المدير الفنى للمهرجان الذى تنظمه العربية للإنتاج والتوزيع-: إن تلقى الأعمال بدأ من 15 يوليو الجارى، ويستمر لمدة 3 أسابيع، مشيرا إلى أن الجوائز لن تكون "مادية"، وإنما ستتمثل فى عرض الأفلام على موقع المهرجان ومواقع المنظمين للمهرجان لمدة شهرين. وتضم لجنة تحكيم مهرجان "سينيموبايل" كاتبة السيناريو مريم نعوم، والمخرجة مريم أبو عوف، والممثلة بسمة، والمصور السينمائى سامح سليم، والممثل الأردنى إياد نصار، بينما يرأسه المنتج الفلسطينى حسين القلا. وقال القلا: إن الهدف الأساسى وراء تبنيه أفلام الموبايل هو التأكيد على فكرة أن التصوير والرؤية هما أساس صناعة السينما، وليس نوع وجودة التصوير وارتفاع تكاليف الإنتاج. وأشار إلى ضرورة تطور كل عناصر صناعة الأفلام بداية من المؤلف، مرورا بالمصور، وصولا للمخرج، حتى نتمكن من مسايرة تكنولوجيا العالم التى تسبقنا بعشرات السنوات.