واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات عنيفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة المحاصر؛ حيث استهدفت غارات الاحتلال الصهيوني مباني بعينها في غزة، فيما أطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف. وفي السياق أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال إرسال لواء مدرعات إلى محيط غزة، متوقعًا استمرار العدوان لعدة أيام. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة ضحايا القصف على القطاع بلغ 25 شهيدا منذ الجمعة الماضية بينهم أطفال ونساء وأصيب أكثر من 100 فلسطيني. بدوره أعلن المجلس الوزاري الصهيوني المصغر تأكيده لقرار لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتكثيف جيش الاحتلال هجماته على غزة حسبما ذكر الإعلام العبري. وفي السياق ذاته دوت صافرات الإنذار في مغتصبات أسدود وسيدروت وغلاف غزة التي تعيش حالة من الذعر منذ بدأ العدوان على غزة وأفادت مصادر صهيونية بسقوط قتلى وجرحى إثر انهيار مبنى تعرض لصاروخ أطلق من القطاع حيث أمطرت فصائل المقاومة الفلسطينية كيان الاحتلال بنحو 500 صاروخ. من جانبها تجنبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على القصف الصهيوني على غزة فيما دانت إطلاق صواريخ من القطاع نحو الكيان الصهيوني، وقالت المسؤولة إن بلادها تؤيد بصورة تامة حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه. في المقابل دعت الأممالمتحدة الفلسطينيين وحكومة الاحتلال إلى عدم التصعيد والعودة إلى تفاهمات الأشهر الماضية. من جانبها طالبت الخارجية الأردنية بضرورة الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة محذرة من تبعات التصعيد ضد القطاع المحاصر، وثمنت الوزارة في بيان لها الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة لتحقيق التهدئة ودعت المجتمع الدولي إلى وقف دوامة العنف وحماية الشعب الفلسطيني. من جانبه أدان المجلس الوطني الفلسطيني الإرهاب الصهيوني المتواصل على قطاع غزة وانتقد ما وصفها بسياسات الصمت المخزي على جرائم الاحتلال ودعا الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية العالم الحر لإعلان موقفها برفض وإدانة جرائم الاحتلال. وطالبت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي بوقف العدوان الصهيوني وشددت على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. بدوره قال الصحفي عبدالله علوان، إن الأوضاع في غزة في تطور مستمر، منذ بدء عملية التصعيد التي بدأها الاحتلال الصهيوني، مضيفا أن المقاومة مستمرة في إمطار المغتصبات المحاذية للقطاع بوابل من الصواريخ المتطورة. وأضاف علوان في مداخلة هاتفية لقناة مكملين أن طائرات الاحتلال تستهدف بشكل مباشر بيوت المواطنين تجمعاتهم والمواقع والأراضي الزراعية وهذه الاعتداءات أسفرت عن ارتقاء أكثر من 25 شهيدا وإصابة المئات. وأوضح علوان أن المقاومة الصهيونية تواصل ردها على هذه الوحشية الصهيونية ببسالة وتعهدت بتوسيع دائرة الاستهداف إلى العمق الصهيوني إذا واصلت سلطات الاحتلال عدوانها واستهدافها للمدنيين. وأشار إلى أن السبب في اندلاع المواجهات جاء عقب رد المقاومة الفلسطينية على استهداف قوات الاحتلال للفلسطينيين في مسيرات العودة الجمعة الماضي بقنص أحد جنود الاحتلال، مضيفا أن المقاومة الفلسطينية حذرت المحتل الصهيوني بألا يختبر صبرها وأنها لديها ما يمكن أن يخرس المحتل ولديها شروط.
بدوره قال المتحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية، أبو مجاهد، إن المقاومة تدافع عن أبناء الشعب الفلسطيني وهي في مهمة مقدسة لدى المقاومة الفلسطينية التي تمثلها غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل الأذرع العسكرية والفصائل المقاومة بعد أن أوغل الاحتلال في دماء أبناء الشعب الفلسطيني وقتل النساء والأطفال والحوامل. وأضاف أبومجاهد أن ما أظهرته المقاومة من مفاجآت يعد جزء يسيرا مما لديها من قدرات وإمكانيات ادخرتها وسعت إلى تطويرها منذ عام 2014 حتى هذه اللحظة، مضيفا أن المقاومة نجحت في إسقاط عدد من القتلى في صفوف الكيان الصهيوني حيث استهدفت عربة عسكرية شمال قطاع غزة وناقلة جند. وأوضح أبومجاهد أن الاحتلال الصهيوني يسعى بكل الوسائل لكسر إرادة الشعب الفلسطيني من خلال استهداف المدنيين، لكن المواطنين طالبوا المقاومة بالاستمرار في جهودها فنحن نريد أن نعيش حياة كريمة وأن ننعتق من هذا الحصار الجاثم على صدورنا.
من جانبه أرجع الدكتور عبدالستار قاسم المحلل السياسي أسباب التصعيد في غزة إلى أسباب شخصية، مضيفا انه في الجولة السابقة حاول نتنياهو تلافي المواجهة مع المقاومة بسبب فترة الانتخابات لكنه هذه المرة حرك الأمور أكثر من السابق لأنه في وضع صعب فيما يتعلق بالتحقيق في تهم الفساد ويريد تحقيق إنجاز عسكري ليصبح بطلا. وأضاف قاسم أن الكيان الصهيوني يعمل باستمرار على كسر إرادة الشعب الفلسطيني وكسر معنوياته ويرى في القصف الجوي وهدم البيوت وقتل المدنيين ما يؤثر سلبا على معنويات الناس والمقاومة. وأوضح قاسم أن الشارع الصهيوني يلوم نتنياهو على التصعيد مع المقاومة في هذا التوقيت خاصة وأن الهجوم على غزة بالطيران وليس هجوما بريا ولن يكون لأن القادة العسكريين والأمنيين لدى الاحتلال لا يوافقون على الهجوم البري على غزة بسبب تجاربهم الفاشلة السابقة. وأشار قاسم إلى أن المقاومة قادرة على صد العدوان ففي الحروب الثلاثة الماضية في 2008 و2012 و2014 لم يتمكن الجيش الصهيوني من دخول 100 متر في قطاع غزة وكان يعلم تماما أن خسائره ستكون كبيرة إذا استمر في محاولته دخول القطاع والآن ونحن في عام 2019 وبعد أن تضاعفت قوة المقاومة الصاروخية والعسكرية وهو ما يشير إلى اتجاه المقاومة لامتلاك قوة ردع ضد الكيان الصهيوني.