بعد أن افتضح الدعم الأمريكي للانقلاب العسكري في مصر رغم عدم اعتراف الإدارة الأمريكية "رسميا" بالانقلاب حتى تحفظ ماء وجهها أمام الشعب الأمريكي الذي يعي معنى الديمقراطية عبر خط مفتوح بين السيسي والبنتاجون ونظيره الأمريكي تشاك هاجل يطلعه على ما يقوم به من مجازر ضد الشعب المصري، بات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يسير بخطى متسارعة على خطى سفاح سوريا بشار الأسد حيث اقتحمت دباباته ومجنزراته القرى والبلدات المصرية وصار يعامل الأهالي معاملة الأسرى، وقام أيضا باستهداف الأطفال والشيوخ خاصة في صعيد مصر الرافض للانقلاب ولعل الحملة على دلجا أظهرت وحشية الانقلابيين حيث تضيفون غلى جرائمهم كل يوم جريمة جديدة. السؤال الذي يردده كثير من المصريين حاليا كيف لجيش مصر ومجنديه الذين هم من طينة هذا الشعب أن يشهر سلاحه في وجه أبنائه ويستهدف نسائه وأطفاله وشبابه؟ والإجابة نجدها في تصريحات منسوبة للخبير العسكري والاستراتيجي صفوت الزيات التي يؤكد فيها أن السيسي يستخدم قوات محدودة يضمن ولائها وتتبعه بشكل مباشر لتنفيذ المجازر والجرائم ضد الشعب المصري وهي بكل الأحوال لا تمثل الجيش المصري، فهناك فارق كبير بين جيش بشار الطائفي العلوي وولائه الأوحد لبشار ونظامه، أما الجيش المصري فمكونه الأساسي هو أبناء الوطن وهو غير راضي عن تصرفات قيادته التي تحاول تثبيت دعائم الانقلاب بالقوة مستهدفة أبناء الشعب الذين أعلنوا تمسكهم بالمسار الديمقراطي الذي فرضته ثورة يناير المجيدة. ما تقوم به القوات التابعة للسيسي وصدقي صبحي رئيس الأركان ووزير داخلية الانقلاب محمد إبراهيم في دلجا وكرداسة وناهيا وقرى بني سويف وأسيوط لا يختلف كثيرا عما ترتكبه من مجازر بحق أبناء سيناء في قرى الشيخ زويد ورفح وفي ذلك يشير الزيات أن ما يحدث في سيناء من اعتداءات مسلحة حرب ميليشيات السيسي على الجيش المصري, مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يسمى بالجماعات الجهادية، فهي ميليشيات تدار من قِبل المخابرات الحربية. وأوضح الخبير العسكري أن "وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي قد نجح في تقسيم الجيش المصري لقسمين: القسم الأول هو ما يسمى بمليشيات السيسي، وعددهم قليل، والقسم الثاني: يمثل الجيش المصري وقياداته الحربية الوطنية". وبحسب تصريحات الزيات على قناة "الجزيرة مباشر مصر"، فإن "ما يحدث في سيناء هو حرب من مليشيات السيسي على الجيش المصري، تحت غطاء الجماعات التكفيرية، وأعتقد أنه ليس هناك في سيناء ما يسمى بالجماعات التكفيرية الجهادية، ولكن هناك مجموعات تدار من المخابرات الحربية، يلبسون زي تنظيم القاعدة، ويحملون رايته، لكنهم لا ينتمون إلى تنظيم القاعدة". وقال الخبير العسكري: "تلك المجموعات تابعون لمكتب السيسي في وزارة الدفاع، تحت ما يسمى بالجماعات الجهادية، وإن مليشيات السيسي هي التي تقتل الجيش المصري والشرطة وشعب العريش، في محاولة منهم لإلصاق التهم بالإخوان، وإقناع الرأي العام أنهم هم من فعلوا ذلك". وبموازاة ما يحدث في شمال سيناء تمارس ميليشيات السيسي نفس الجرائم بنفس الآليات في القرى والمدن المصرية التي لم تقف يوما أمام جيشها وهم أبنائه، لكنها رفضت الانقلاب العسكري الدموي وان يفرض عليها مسار غير ديمقراطي، وبجرائمه المتتالية ضد الشعب المصري يفسر السيسي ما ذكره في خطابه الانقلابي بأن "الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه"، ولكن الحنان الذي وعد به قائد الانقلاب الشعب المصري تفوح منه رائحة الدم والقتل والغدر والاعتقال وزاد الطين بله بأعمال لا يرضاها المصريين في كل الأحوال ولم يعدوها حتى في الحروب ولم يفعلها حتى الرئيس المخلوع وهو استهداف واعتقال النساء، وهو ما حدث منذ ساعات بكرداسة باعتقال ام أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بكرداسة، واعتقال الأطفال من سن السابعة ومعاملة من يتم اعتقالهم وكأنهم أسرى حرب وليس كشعب حر يرفض الانقلاب.