استمرارا لانتهاكات الشرطة ضد المحتجزين والمرحلين على ذمة قضايا التي وصلت إلى القتل، لفظ مدرس فرنسي الجنسية أنفاسه الأخيرة بعد تعرضه لحفلة سحل وتعذيب داخل حجز قسم شرطة قصر النيل، على سمع وبصر قوات القسم، فليس المصريون فقط الذين لا يأمنون على أرواحهم في أيدي سلطات الانقلاب حتى تعدتهم إلى الضيوف الأجانب بالبلاد. واستوقف أحد الأكمنة الأمنية «إيريك» المواطن الفرنسى الجنسية الذي يعمل بالمركز الثقافى الفرنسى بالقاهرة منذ 5 أعوام، لعدم حمله جواز سفر، وتم عرضه على النيابة التي أمرت بإخلاء سبيله بضمان محل إقامته.
ووصل إيريك قسم قصر النيل مرحلا حتى يتم إخلاء سبيله من خلال القسم، وما أن خطت أقدامه حجز القسم حتى تعالت أصوات استغاثته بسبب انقضاض عدد من المحبوسين احتياطيا على المدرس الفرنسى، بالضرب المبرح والتعذيب، والذي تعلل بعضهم بأن تصرفاته لم تعجبهم. وبعد وصلة ضرب طويلة من استغاثات المدرس الفرنسي نقله مسئولو القسم إلى حجز آخر ليعتدي عليه آخرون حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على يد بلطجية الشرطة داخل الحجز، إلا أن مأمور قسم قصر النيل، هانى جرجس، اكتفى بإحالة الواقعة البشعة إلى النيابة، ولم يباشر حتى ولو تحقيقا داخليا لمعاونيه ليعرف ما حقيقة الواقعة. وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان المجزرة التي ارتكبها مسئولو سجن أبو زعبل مع المعتقلين والذي راح ضحيتها 37 معتقلا في سيارة الترحيلات أمام سجن أبو زعبل الذي شهد على مجزرة استنكرتها الأوساط المحلية والدولية.