تأتي ذكرى "صبرى وشاتيلا" إحدى أكبر مجازر الاحتلال الصهيوني ضد العرب بالمزامنة مع اقتحام قرية دلجا بالمنيا اليوم الاثنين السادس عشر من شهر سبتمبر واستمرار العنف والمجازر في سيناء من قبل قوات الجيش والشرطة التي يقودها عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الدموي، تلك الذكرى الدموية التي تلملم فيها فلسطين جراحها وأشلاءها منذ 31 عاما مرت على مذبحة أخذت مخالبها الأبرياء وتجهزت لها المقابر الجماعية. صبرا وشاتيلا، ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي وقعت يوم السادس عشر من سبتمبر 1982، وهي ذكرى يوم دموي تصادف مع اقتحام دلجا القرية الصغيرة بجنوب مصر، واستمرار المجازر ضد أهالي سيناء ويأتي بعد يومين من الذكرى الشهرية لمجازر فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والذي خلف أضعاف الأبرياء الذين سقطوا في "صبرا وشاتيلا"، إلا أن المجازر المذابح التي ترتكب بحق الإنسانية في مصر كانت برعاية وزير دفاعها بأيدي قوات أمنها الذين استحلوا فيها الأرواح والدماء. مجازر تحاكيها أشلاء ودماء الأبرياء.. فهل يختلف مشهد ضحايا المجزرة الصهيونية عن مشهد أطفال سيناء أو مجزرة رابعة والنهضة الذين وقعوا جراء العمليات العسكرية، والتي ما يزال يردد الجيش أنها عمليات ضد الجماعات الإرهابية والمسلحة، في الوقت الذي ترد في صوراً من هناك لمنازل مهدمة وجثث محترقة؟ ووقعت قبل 31 عاما، أكبر مذبحة للفلسطينيين على يد مجرم الحرب آرييل شارون، وقوات حزب الكتائب اللبناني بقيادة سمير جعجع، في مخيمات صبرا وشاتيلا بلبنان والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 3000 شهيد، وهي المجزرة التي استمرت 48 ساعة، في ظل صمت دولي متعمد ومعتاد، وفي المقابل وقعت قبل شهر أكبر مجزرة في تاريخ مصر الحديث وهي مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي لم ترحم صغيرا أو كبيرا مرأة أو رجل شابا أو شيخا فكانت مخالب الموت تلتقط كل ما هو حي أو فيه روح. وبدأت المذبحة فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر حيث دخلت ثلاث فرق إلى مخيم "صبرا وشاتيلا" كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم, حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره! نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين. وكما استمرت مجرزة رابعة العدوية 12 ساعة تخطف مخالبها الشرسة أرواح الأبرياء وأحكمت آليات الشرطة والجيش على كل مدخل الميدان وأصبحت سماء رابعة غطاء ممتزجا بالنار والدخان والرصاص الحي الذي يحصد كل روح لم ترتدي الزي الميري حتى أردت الأبريا قتلى لا مصابين وقفت على أجسادهم البيادات. وفي صبرا وشاتيلا استمرت المجزرة48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة أحكمت الآليات الصهيونية إغلاق كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس ورؤوساً بلا أعين ورؤوساً أخرى محطمة.. ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني والمئات من أبناء الشعب اللبناني.. وبالطبع لم يكن الصهاينة ليقوموا بهذه العملية إلا عبر غطاء شرعي، إذ زعم الجيش وجود 1500 مقاتل فلسطيني داخل المخيم، وهو زعم كاذب إذ لم يكن هناك أي مقاتل داخل المخيم وقتها، حيث كان المقاتلون في جبهات القتال، ولم يكن في المخيم سوى الاطفال والشيوخ والنساء.. عندها قام المسلحون من حزب الكتائب اللبناني بقتل النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد وقدر عدد القتلى ب 3500 قتيل وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم ومن ثم دخلت الجرافات الصهيونية وقامت بجرف المخيم وهدم المنازل. والآن وبعد 31 عاماً، لم يعد العرب والمسلمون، يكتفون بمشاهد مجازر الصهاينة ضد الفلسطينيين، بل زادت عليها مجازر الأنظمة العربية ضد شعوبها، فمن سوريا إلى مصر، ما تزال المجازر ترتكب الواحدة تلو الأخرى، وما تزال آلة القوة تفرض نفسها على المشهد السياسي، فيبدو أن الانقلاب لم يكتفي بمجازر الحرس الجمهوري ورابعة العدوية والنهضة، والتي راح ضحيتها الآلاف ما بين شهيد ومصاب، يبدو أنه يسعى لتجديد مجازره والتي من المنتظر أن تحمل هذه المرة اسم دلجا. دلجا،، القرية الصغيرة بمحافظة المنيا، والتي احتشدت قوات الشرطة والجيش لاقتحامها بزعم الفتنة الطائفية، رغم العديد من الشهادات التي تؤكد أنه لا وجود للفتنة هناك، وإنما رفض للانقلاب، إذ أعلنت القرية عن رفضها للانقلاب، بل واعتبرت رمزاً لصمود «الصعايدة» ضد الانقلاب. الهجوم الذي بدأته قوات الجيش والشرطة في الخامسة فجرا علي القرية جعل المشهد وكأنه ساحة حرب مفتوحة، فالطائرات تحلق في سماء القرية وتطلق الرصاص في كل الاتجاهات، وبات الوضع تحت السيطرة، ولا يكاد يخرج أحد من القرية أو يدخلها من أية جهة.