منذ وقوع الحادث المأساوي أمس الجمعة 28 ديسمبر 2018م، والذي أسفر عن مقتل 3 سياح فيتناميين ومرشد سياحي مصري وإصابة 11 آخرين؛ تحاول سلطات الانقلاب التقليل من الحادث وألزمت وسائل الإعلام التابعة لها بتهميشه والتقليل من مخاطره وآثاره الضارة على السياحة ومجمل الأوضاع في مصر. وتم توجيه التناول الإعلامي بالتركيز على تجريم الحادث وتوظيفه سياسيا لتشويه جميع الحركات الإسلامية الرافضة للانقلاب ثم استخدامه لتبرير جريمة القتل خارج إطار القانون بإعلان وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب عن مقتل 40 شخصا زعمت أنهم متورطون في تنفيذ جرائم ضد مؤسسات الدولة وردا على حادث الهرم دون تحقيقات وذلك في محاولة من جانب النظام لإيهام الرأي العام بقدرتها على ردع المسلحين، لكن ذلك أثار علامات استفهام كبيرة؛ فإذا كانت الداخلية تعلم مكان المسلحين بهذه السرعة التي نفذت بها جريمة الاغتيال بحق هؤلاء الأربعين فلماذا لم تعتقلهم قبل الحادث وتحقق معهم؟
لكن الراجح أن هؤلاء مختطفون قسريا منذ سنوات أو شهور، وارتكبت الشرطة بحقهم فظائع وانتهاكات جسيمة وقررت اغتيالهم حتى تدفن أسرار هذه الانتهاكات بقتلهم خارج إطار القانون. أمريكاوروسيا ورغم هذه الجهود التي تسعى للتقليل من الحادث وتآثيرات السلبية وفي أولى تداعياته الضارة، أوصت وزارتا الخارجية الروسية والأميركية، رعاياهما في مصر بتوخي الحذر، وتجنّب زيارة المناطق الخطرة. وأوردت الوزارة الروسية، في بيان: “تذكِّر الخارجية الروسية بالإرشادات التي يجب على الرعايا الروس الموجودين في مصر اتباعها، وتوصي بتوخي الحذر، والابتعاد عن المناطق ذات المخاطر الإرهابية”. وأضافت: “نؤكد موقفنا الثابت بإدانة كل أنواع الأعمال الإرهابية، بشكل قاطع، بما فيها الأعمال الموجهة ضد السيّاح الأجانب. ونعلن مجدداً تضامننا مع إجراءات القيادة المصرية المتعلقة باستقرار الوضع في البلاد”. وقدمت موسكو تعازيها لأقارب الضحايا، معربة عن تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل. إلى ذلك، أعرب نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو، عن تعازي الولاياتالمتحدة لعائلات القتلى، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين في الهجوم الذي طاول حافلة سياحية في الجيزة المصرية. وقال بالادينو، في بيان صحفي نشرته السفارة الأميركية في القاهرة على حسابها الرسمي بموقع “تويتر”، إن “بلاده تقف مع جميع المصريين في الحرب ضد الإرهاب، وتؤيد الحكومة المصرية في تقديم مرتكبي هذا الهجوم إلى العدالة”. وسبق أن ناشدت السفارة الأميركية في القاهرة مواطنيها ب”الابتعاد عن منطقة التفجيرات بعد وقوع قتلى ومصابين في حادث تفجير الحافلة السياحية”. آثار ضارة على السياحة وبحسب محللين فإن الحادث يمثل ضربة لقطاع السياحة الذي يعاني بشدة منذ انقلاب 30 يونيو 2013م، بعد أن كان قد بدأ في التعافي في أعقاب انتخابات أول رئيس مدني في تاريخ البلاد في أنزه انتخابات شهدتها مصر، لكن القطاع سرعان ما تعرض لطنعة قاتلة بتفجير الطائرة الروسية فوق شيه جزيرة سيناء في أواخر أكتوبر 2015م. ومقتل 224 كانوا على متنها بينهم طاقم الطائرة. حيث قررت روسيا وبريطانيا وقف الرحلات السياحية للقاهرة. وبينما يقلل اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق،من الحادث مدعيا أنه عبارة عن فرقعة إعلامية من أجل ترويع السائحين وتدمير السياحة في مصر بعد أن شهدت الفترة الاخيرة تقدما كبيرا في النشاط السياحي. لكن السيد طايل، منظم رحلات سياحية، وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، يرهن النجاح في التأثيرات الضارة للحادث على قطاع السياحة بتشكيل لجنة لإدارة الأزمة لمتابعة ردود الأفعال الخارجية، وكيفية الرد عليها، وعرض تفسير منطقي للحادث. وأشار إلى أن الحركة السياحية الوافدة كانت في طريقها للتعافي، خاصة الوافدة من ألمانيا، فضلا عن أوكرانيا والتي عوضت نسبيا غياب السائحين الروس، إلا أن مثل هذه الأحداث قد تعرقل هذا التعافي في حالة عدم مواجهتها بإيجابية ورشد. Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-12-28 21:27:25Z | | ÿù÷÷ÿø÷÷ÿûûûÿÚ¸ZEñ الإعلام الأجنبي ويعرب خالد عزت، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية عن أمله في أن يكون تأثير حادث المريوطيه على الحركة السياحة الوافدة للبلاد محدودا”. متهما وسائل الإعلام الأجنبية بعدم عرض الحقائق كاملة وفتح المجال لإطلاق الاتهامات داعيا إلى كشف جميع ملابسات الحادث باعتباره عاديا يحدث في كل دول العالم. وقال إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، إن حادث المريوطية سيكون له تأثيرات سلبية على حركة السياحة والتي شهدت تحسنا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة، خاصة أن جميع وسائل الإعلام الأجنبية نقلت تفاصيل الحدث. واستبعد الزيات في تصريحات صحفية أن تظهر تأثيرات الحادث الإرهابي على حجوزات “أعياد الميلاد” لأن الحجوزات قد تمت بالفعل ولن يتم التراجع عنها، مشيرا إلى أن التأثير الفعلي للحادث سيظهر جليا بدءا من حجوزات شهر يناير. وتراجعت إيرادات مصر من السياحة إلى 3.4 مليارات دولار في 2016 مقابل 6.1 مليارات دولار في عام 2015، بتراجع 44.3 بالمئة. وكانت مصر تحقق إيرادات من السياحة بقيمة 11 مليار دولار قبل ثورة 25 يناير 2011. وسلط تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” الضوء على قطاع السياحة في مصر، حيث قالت إنه رغم انتعاش السياحة في مصر خلال 2018، إلا أنها لا تزال دون مستوى عام 2010، لذلك تعول حكومة الانقلاب على مشروعات سياحية جديدة لتعطي دفعة للسياحة، التي تعد محرك الاقتصاد المصري.