أكد خبراء ومحللون أن حادث الغردقة- الذي وقع أمس الجمعة وأسفر عن مقتل سائحتين ألمانيتين وإصابة 5 حالات أخرى من جنسيات مختلفة- بدد الأمل الأخير لعودة السياحة وانتعاشها مجددا، لا سيما وأنه يأتي في وقت دقيق، حيث أطلقت حكومة الانقلاب حملتها الترويجية قبل ساعات من الحادث فى 5 أسواق، هي "إنجلترا وإيطاليا وألمانيا والسويد والدنمارك". وتلقت السياحة المصرية ضربة قاتلة بعد تفجير الطائرة الروسية، في 31 أكتوبر 2015م، والذي أسفر عن مقتل 224 مواطنا روسيا، وتراجعت عائدات السياحة إلى أقل من الربع عما كانت عليه قبل هذا الحادث. تأثيرات كارثية ويؤكد رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، أن حادث الاعتداء الإرهابي الذي وقع أمس، الجمعة، وأسفر عن مقتل سائحتين ألمانيتين، وإصابة 4 سائحات من أرمينيا والتشيك بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، يوثر سلبا على سمعة السياحة المصرية، وعلى الحركة الدولية الوافدة. وينتقد الزيات الأصوات التي تقلل من تأثير الحادث على السياحة، مشددا على أنه لا أحد يستطيع تقدير حجم تأثر السياحة حاليا للوقوف على ردود منظمي الرحلات، لافتا إلى أن تداعيات الاعتداء تحتاج إلى وقت لقياس تأثير الحركة. إلغاء حجوزات ويتوقع أحمد بلبع، عضو اتحاد الغرف السياحية المصرية، أن يتسبب الاعتداء الإرهابي في إلغاء حجوزات سياحية، مشددا على أن الحادث له آثار سلبية على السياحة المصرية بصفة عامة خلال الفترة المقبلة. كما توقع بلبع أن يكون للحادث تأثير سلبي على الدول التي لم تقرر عودة سياحها بعد، مثل روسيا وبريطانيا، حيث سيؤثر الاعتداء بالسلب على قرارات تلك الدول، ويجعلها تؤجل قرارها باستئناف الرحلات إلى القاهرة. وأوضح أن الاعتداء سيكون له تأثير سلبي أيضا على الإشغالات الفندقية بمختلف المحافظات السياحية، فضلا عن تأثيراته الكارثية على العاملين بالقطاع السياحي، الذين ما زالوا يعانون حتى الآن من حالة الكساد والركود. هلع بقطاع السياحة وفى هذا السياق، عبر عدد من خبراء السياحة بشرم الشيخ عن مخاوفهم من التأثير السلبى لحادث استهداف السائحات بالبحر الأحمر، وطالبوا الإعلام بتوخى الحذر فى إثارة الواقعة؛ حتى لا تتأثر السياحة بشكل كبير. وقال الخبير السياحى محمد عثمان، عضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر: إن حادث الغردقة له تأثيرات سلبية على الموسم السياحى الجديد، الذى تم قطع خطوات جيدة لجذب مزيد من الدول الأجنبية، مشيرًا إلى أن الحادث يعيد السياحة للخلف عدة خطوات. وذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي، أن النشاط السياحي في مصر كان الأكثر تدهورا بين الوجهات السياحية الرئيسية في العالم، العام الماضي 2016. وحسب التقرير، تراجعت السياحة في مصر منذ عام 2010 بنسبة تصل إلى 80%؛ نتيجة عدم الاستقرار السياسي. وفي العام الماضي، تراجعت عائدات السياحة بما يزيد عن 45% لتصل إلى أقل من 30 مليار جنيه مصري (1.6 مليار دولار)، وذلك مقابل ما يزيد عن 140 مليار جنيه في 2010. وتراجع عدد السائحين في تلك الفترة من 14 مليون سائح سنويا إلى حوالى 5 ملايين فقط، كما تراجع نصيب السياحة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.2%، مقابل 9% في 2007.