منع المئات من أهالي جزيرة “الوراق”، اليوم الثلاثاء، قوات أمن العسكر من قرار هدم وإزالة معدية “دمنهور شبرا” وتشغيل معدية الجيش بعدما أجبروا قوات سلطة الانقلاب العسكرى على الهروب خوفًا من طوفان الأهالي عقب علمهم بالنبأ. كان منشور على موقع” فيسبوك” قد طالب جميع أهالي الجزيرة بالتوجه فورا إلى “معدية السني” لمنع حملة ممنهجة لإزالة المعدية، وتشغيل “العبارة الجديدة “الخاصة بالجيش، مطالبين بالثبات ومنع الهدم والإزالة. وبث ناشطون على “فيسبوك” مظاهرات لمحتجين تجمعوا أمام المعدية الجزيرة رفضًا لإزالتها من قِبل داخلية الانقلاب، مرددين هتافات مثل: “مش هنمشي.. هما يمشوا”، “بالروح بالدم نفديكِ يا جزيرة”،و”فكوا علينا الحصار “. وفي 16 يوليو 2017، قام العسكر بالاعتداء على أهالي جزيرة الوراق – تضم أكثر من 90 ألف نسمة – ما أسفر عن مقتل محتج، وإصابة 56 آخرين، بينهم 19 مدنيًا. وتزعم سطلة الانقلاب العسكري أن بعض مباني جزيرة الوراق مقامة على أراضِ مملوكة للدولة، بينما يؤكد الأهالي أنهم يمتلكون أوراقًا رسمية تثبت ملكيتهم للأرض. بيزنس الإمارات وقبل نحو عام، قررت حكومة الانقلاب نزع ملكية أراضي جزيرة الوراق؛ تمهيدًا لتنفيذ مشروع استثماري مع الإمارات، ونص القرار على الاستيلاء بطريق التنفيذ المباشر على الأراضي اللازمة لتنفيذ هذا المشروع دون انتظار حصر المُلاك الظاهرين لها. وقام عدد من أهالي جزيرة الوراق برفع دعاوى قضائية ضد قرار سحب أراضيهم بدعوى المنفعة العامة، لكن القرار الجديد لم ينتظر الفصل في القضايا وقرر نزع ملكية الأراضي. ملكية الأهالي كما قررت حكومة الانقلاب نزع ملكية الأراضي الكائنة في نطاق مساحة 100 متر على جانبي محور روض الفرج اللازمة لحرم الطريق، والأراضي الكائنة في نطاق مسافة 30 مترا بمحيط جزيرة الوراق اللازمة لتنفيذ منطقة الكورنيش، وزعم القرار هذا المشروع من أعمال المنفعة العامة. ونشرت الجريدة الرسمية، القرار الذي حمل رقم 49 لسنة 2018، ونص في مادته الثانية على أن “يستولي بطريق التنفيذ المباشر على الأراضي اللازمة لتنفيذ المشروع المشار إليه، دون انتظار حصر الملاك الظاهرين لها، على أن تتولى الهيئة المصرية العامة للمساحة حصرهم فيما بعد تمهيدًا لتعويضهم”. الدكتور حمدي عرفة، خبير الإدارة المحلية واستشاري تطوير المناطق العشوائية، قال في تصريحات سابقة له إن حكومة الانقلاب تهدد الأهالي بالطرد وتعبث بالدستور والقانون الذي وضعته؛ فليس من حقها تهديد المواطنين بتهجيرهم من مسكنهم، كما أنها تقدم عروضًا هزيلة، وهي السكن في أماكن بعيدة عن مسكنهم، وذلك يأتي في غياب رؤية التطوير في مختلف المناطق مثلما حدث في مثلث ماسبيرو. رسالة واضحة فى سياق متصل، أثنى أهالي جزيرة الوراق على جميع المتظاهرين على موقفهم البطولي بعدما أجبروا قوات الأمن على الرحيل وعدم إزالة “معدية دمنهور شبرا” وأجبروا قوات الأمن على الانسحاب. وكتب “عبد الله جابر” جدعان الجزيرة تحية كبيرة على العمل.. إيد واحدة ضد البطش والظلم والتجبر.. فيما قال” فوزي خضر”: اللي حصل اليوم رسالة واضحة لمن يتجرأ على هدم أو إزالة جزء من حياة المواطنين. في حين علق “الباشا” على الحدث فكتب: معديات الغلابة نعم.. معديات الجيش لأ.. واللى عاوز يفهم يفهم.. وإن عدتم عدنا. السر.. موقع مميز يُذكر أن تلك الجزيرة – التي تبلغ مساحتها 1300 فدان- تشغل موقعا متميزا على نهر النيل، ووجهت لسكانها البالغ عددهم نحو 60 ألف نسمة تهمة “الاستيلاء” على أراضي الدولة، وهو ما ردوا عليه بأنهم طالبوا مرارا بتقنين أوضاعهم بلا جدوى، واتهموا السلطات بالسعي لانتزاع الجزيرة وتحويلها إلى منطقة استثمارية. وكان مجلس وزراء الانقلاب قد قرر في وقت سابق استبعاد 16 جزيرة نيلية -من أصل 144 جزيرة- من تصنيفها محميات طبيعية، ليعزز مخاوف سكانها من قيام السلطات بطردهم والاستيلاء على أراضيهم ومن بينها الوراق.