بدأ رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مغازلة محمد بن سلمان، بعدما كشف عن نيته زيارة تل أبيب، وألمح نتنياهو إلى هذه الزيارة التي يطمح لها أمير المنشار كطوق نجاة من جريمة قتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، بعد إدانة مجلس الشيوخ الأمريكي له. وقال إن عملية تطبيع تجري مع العالم العربي دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين. ورحّب نتنياهو، خلال تصريحات صحفية، بزيارة محمد بن سلمان التي تحدث عنها في إطار عملية تطبيع ستهز الشرق الأوسط، مؤكدا ترحيبه بهذه الزيارة التي اعتبرها تطورًا مهمًا في العلاقات مع الدول العربية، كمدخل لتحقيق «التطبيع» مع العرب. وقال نتنياهو، مساء أمس الأحد، في مؤتمر عُقد في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بمشاركة سفراء إسرائيليين في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا: «ما يحدث في الوقت الحالي أننا في عملية تطبيع مع العالم العربي دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين». تحقيق انفراجة وأضاف: «كان التوقع هو أن التقدم أو تحقيق انفراجة مع الفلسطينيين سيفتح لنا علاقات مع العالم العربي، كان هذا صحيحًا لو حدث، وبدا كما لو أنه كان على وشك أن يحدث مع عملية أوسلو (اتفاق السلام مع منظمة التحرير)، ولكن ما حدث هو أن رفض العرب، جنبا إلى جنب مع إرهاب الانتفاضة، كلفنا تقريبا 2000 شخص وشطب هذا الأمل» وفق مزاعمه. وتابع نتنياهو: «من الأرجح أن الأمور ستعمل في الاتجاه المعاكس، فالروابط مع العالم العربي ستجلب التطبيع وتهيئ الظروف لتطوير الروابط مع الفلسطينيين». وبرّر هذا التطور بحاجة «العالم العربي إلى التكنولوجيا والابتكار»، مضيفا: «هناك صلة متنامية ما بين الشركات الإسرائيلية والعالم العربي». قمة السلام كان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني قد كشف عن أن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يفكر حاليًا في عقد قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحت شعار “قمة السلام”؛ من أجل شرعنة هذا اللقاء الذي يأتي في إطار صفقة القرن وشراء رضا نتنياهو وترامب اللذين يدافعان عن “بن سلمان” بقوة. ونقل الموقع البريطاني، عن مصادر مطلعة، طلب ولي العهد السعودي من مساعديه المقربين دراسة الفكرة، وتقديم الأطروحات التي يتم ترويج هذا اللقاء بناء عليها، ومن بينها تقديم ابن سلمان على أنه صانع سلام عربي رائد، ونصح مقربون من محمد بن سلمان في مصر والإمارات بلقاء نتنياهو، خاصة وأن اللوبي اليهودي يعد صاحب تأثير كبير في القرار الأمريكي، ويعتقد محمد بن سلمان أن فرصة التقاط الصورة وحدها ستكون قوية بما يكفي للتأثير على الكونجرس الأمريكي الجديد الذي سينعقد لأول مرة في يناير القادم، والذي يتوقع أن يكون أكثر عداءً تجاه ولي العهد السعودي. مجلس الشيوخ وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أقر، الخميس الماضي 13 ديسمبر 2018، مشروع قانون يُحمِّل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسئولية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك في تصويت تاريخي يعكس غضب المشرّعين من جريمة مقتل خاشقجي. واعتبرت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، أن قرارات مجلس الشيوخ الأخيرة المرتبطة بالحرب في اليمن وقضية الصحفي جمال خاشقجي «تدخل سافر» في شئونها، رافضة «التعرّض» لولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ومحذّرة من «تداعيات» ذلك على العلاقات. وأضافت أنها تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شئونها الداخلية، أو التعرض لقيادتها بأي شكل من الأشكال، أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها. وأعربت الخارجية السعودية عن «استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة كل الاحترام، وتربطها بها روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين». فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أهمية التحالف مع السعودية بداعي الأمن القومي، لمواجهة إيران المتهمة بدعم المتمرّدين في اليمن، ولهذا فإنه يصعب سحب الدعم الأمريكي العسكري واللوجستي للسعودية في هذا البلد.