كشف موقع ” ميدل إيست أي” البريطاني أن أمير المنشار المعروف بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، عرف طريق النجاة من جريمة مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعد إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتورط بن سلمان في الجريمة، ويفكر بن سلمان حاليا في عقد قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واستضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحت شعار “قمة السلام” من أجل شرعنة هذا اللقاء الذي يأتي في إطار صفقة القرن وشراء رضا نتنياهو وترمب الذين يدافعان عن بن سلمان بقوة. ونقل الموقع البريطاني، عن مصادر مطلعة، طلب ولي العهد السعودي، من مساعديه المقربين دراسة الفكرة، كسبيل وحيد للنجاة من قضية خاشقجي، وتقديم الأطروحات التي يتم ترويج هذا اللقاء بناء عليها، ومن بينها تقديم بن سلمان على أنه صانع سلام عربي رائد، على خُطى الزعيم السابق أنور السادات الذي صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن في عام 1978 في لقاء استضافه الرئيس الأميركي حينها، جيمي كارتر، في منتجع كامب ديفيد الرئاسي. ونصح مقربون من محمد بن سلمان في مصر والإمارات بلقاء نتنياهو، خاصة وأن اللوبي اليهودي يعد صاحب تأثير كبير في القرار الأمريكي، ويعتقد محمد بن سلمان أن فرصة التقاط الصورة وحدها ستكون قوية بما يكفي للتأثير على الكونجرس الأمريكي الجديد الذي سينعقد لأول مرة في يناير القادم والذي يتوقع أن يكون أكثر عداءً تجاه ولي العهد السعودي. وكان قد أقر مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس الماضي 13 ديسمبر 2018، مشروع قانون يُحمِّل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مسؤولية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك في تصويت تاريخي يعكس غضب المشرّعين من جريمة مقتل خاشقجي. خلية الأزمة ونقلت ميدل إيست آي عن مصدر سعودي إن محمد بن سلمان طلب من خلية الأزمة التي تدير قضية خاشقجي، أن تدرس هذا الاقتراح ولمّح إلى أنه أحب الفكرة، وأوضحت له أنه بدون القيام بخطوة مذهلة، فهناك خطرٌ حقيقي لإصدار سلسلة قرارات من الكونجرس ستؤدي بشكل جوهري إلى تدهور العلاقات السعودية الأمريكية، وهي العلاقات البالغة الأهمية بالنسبة لولي العهد. وأضاف الموقع البريطاني أن الحلقة الضيقة المحيطة بولي العهد تدركُ تماماً الضرر الذي أصاب صورة محمد بن سلمان في واشنطن بسبب التقارير السلبية اليومية تقريباً حوله والتي تتصدر وسائل الإعلام الأمريكي، ورأت أن السخط بسبب مقتل الخاشقجي ليس فقاعة إعلامية سوف تتلاشى ببساطة، ويخشى هؤلاء الأعضاء أن الشعور بالغضب والإحساس بالخديعة يتناميان بين الجمهوريين في كابيتول هيل، الذين دعموا بن سلمان على أساس أنه مُصلح. السفيرة الأمريكية وأشار الى أن تمرد نيكي هالي، السفيرة الأمريكية السابقة إلى الأممالمتحدة، على موقف البيت الأبيض من قضية خاشقجي، إذ قالت هالي الأربعاء الماضي إن محمد بن سلمان كان «مسؤولاً» عن قتل خاشقجي. وأضافت هالي، التي من المتوقع أن تتخلى عن منصبها بحلول نهاية هذا العام، وأنه يجب أن تحاسَب الحكومة السعودية على ما فعلته، نذير خطر على مستقبل بن سلمان. وأوضح أن دائرة محمد بن سلمان انتصفت حول حل الأزمة، بشأن مصافحة نتنياهو مشيرا الى إن البعض عبَّر عن قلقه تجاه عواقب مثل هذه الخطوة على العالمَين العربي والإسلامي. البعض الآخر في خلية الأزمة كان أكثر حماسةً. واكد مصدر مطلع ان «هؤلاء يعتقدون أن الربيع العربي منقسمٌ على ذاته، وأن الأوضاع تحت السيطرة»، مشيراً إلى القوى السياسية المرتبطة بحراك الربيع العربي، ستعترض بشدة على تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. جيلٍ جديد وأبدوا ملاحظتهم حول غيابَ أي رد فعلٍ حقيقي في الشارع العربي تجاه الزيارات الأخيرة التي قام بها نتنياهو ووزراء الحكومة الإسرائيلية لعُمان، والإمارات، والبحرين وقطر، وكلها دول خليجية. كما اعتقدت أيضاً أن بإمكانها السيطرة على رد الفعل داخل المملكة عبر استخدام «المرجعيات الدينية لتبرير الخطوة». وأكد الموقع أن محمد بن سلمان متحمس للفكرة، إنه آتٍ من جيلٍ جديد ولا يشعر بثقل التاريخ على كاهله. لقد أظهر بشكل متكرر إنه لا يمتلك تعاطفاً خاصاً مع القضية الفلسطينية، موضحا أن المقترح النهائي لخلية الأزمة أن يتم منحها المزيد من الوقت لتحضير الرأي العام، لكن المصدر قال إن معظم أعضاء الخلية كانوا مؤيدين للفكرة. يأتي ذلك في الوقت الذي تتسارع الاستعدادات لنشر صفقة القرن التي وضعها ترامب أيضاً. ونشرت صحف أمريكية أن مستشار ترامب بشأن إسرائيل، وفريقه يصيغون حالياً النسخة النهائية من الوثيقة، التي تحدد خارطة طريق للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وتمثل تطبيعاً بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، بغض النظر عن النتيجة النهائية.