د. عبد السلام نوير: كشفت المليونية أن قوة مقاومة الانقلاب قوة مؤثرة في المعادلة السياسية وتمثل قطاعات واسعة من الشعب. د. بدر شافعي: تفاعل إيجابي من الحرفيين والموظفين والباعة يكشف تصاعد حالة من السخط العام التلقائي ضد سلطة الانقلاب. شهدت مليونية "الشعب يحمي ثورته" تفاعلا إيجابيا من مختلف شرائح المجتمع ومشاركة "الكتلة المذبذبة" بشكل متصاعد، وأكد خبراء ل"الحرية والعدالة" أن كون أغلب المتفاعلين معها من الحرفيين والموظفين والباعة الجائلين هو دليل قوي على اتساع دوائر رفض الانقلاب من قطاعات شعبية واسعة غير منتمية للتيار الإسلامي، وتحمل رسالة للانقلاب بثقل وقوة حركة مقاومة الانقلاب، واستمرار قدرتها على الحشد، ما يكشف أنهم قوة مؤثرة بالمعادلة السياسية والمستقبلية، وليس صحيحا ما تزعمه سلطة الانقلاب من تضاؤل حجمهم، وهو ما يؤشر أيضا بتصاعد حالة من السخط العام التلقائي. من جانبه يرى د. عبد السلام نوير - أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط - أن تنظيم مليونية "الشعب يحمي ثورته" في موعدها، واستمرار الحشد والتواجد بالشارع رغم الحظر والتضييق الأمني ورغم ما حدث من قيل عن محاولة اغتيال وزير الداخلية وزيادة الضغوط الأمنية، يعني إصرار المتظاهرين وقطاعات واسعة من الشعب على رفض الانقلاب والسعي والكفاح السلمي لمناهضته، وإن طال الوقت وزادت الضغوط والتضحيات من شهداء ومصابين ومعتقلين وملاحقات أمنية. وتابع "نوير": ورغم كل هذا نجد استمرارية التظاهرات والمسيرات، مما يعني أننا إزاء صراع سياسي يتضمن قوتين على الأرض، وأن قوة مقاومة الانقلاب ليست طرفا ضعيفا في المعادلة السياسية، وليس صحيحا ما يزعمه البعض من أن هناك طرفا كاسحا هو الانقلاب، وطرف غير موجود وبلا قوة، بل قوة رفض الانقلاب لها قوة ميدانية على الأرض، مما يؤكد أنه لا بديل عن الحوار وبحث حل للأزمة وللوضع المتأزم. من جانبه يرى د. بدر شافعي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - أن كثافة المشاركة وتفاعل الناس معها كان مفاجئا، خاصة في ظل الإجراءات الأمنية القمعية المتزايدة، مما يؤكد صلابة وإصرار رافضي الانقلاب ونجاح إتمام المليونية بفعالياتها رغم القبضة الأمنية التي تستهدفهم، إلا أن المشاركين بالمظاهرات بعثوا برسالة قوية عملية بأنه لن يثنيهم أي فعل عن الاستمرار في مناهضة الانقلاب، ولن يمنعهم أي إجراء أو حاجز أو ترهيب عن استكمال المسيرات السلمية. ورصد "شافعي" ل"الحرية والعدالة" مشاركة شريحة كبيرة بالتظاهرات من غير المنتمين للتيار الإسلامي، تضايقت ولديها تذمر تجاه أداء سلطة وحكومة الانقلاب بعد 30 يونيو. ولاحظ "شافعي" استخدام العنف ضد المظاهرات ومحاولة التضييق على بعض المتظاهرين ببعض مناطق القاهرة ومدن أخرى، مما يشير إلى أن القائمين على السلطة ضاقوا ذرعا من هذه التظاهرات، وأصبحت مقلقة بالنسبة لهم، حتى وإن أظهروا غير ذلك، وحتى مع عدم إشارة إعلام الانقلاب الرسمي والخاص وممارسة التعتيم عليها، إلا أنها تقلقهم. ويتوقع "شافعي" تصاعد حالة من السخط العام التلقائي ضد الانقلاب، ظهرت بقوة مؤشراتها بمليونية "الشعب يحمي ثورته" حيث كان أغلب الشرائح المتفاعلة مع المسيرات هم الحرفيون والموظفون والباعة الجائلون، مما يشير إلى بدء نزول "الكتلة المذبذبة" وهي شريحة الغالبية التي تغير مواقفها وفقا لتطورات الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والحياتية، وأداء سلطة الانقلاب في مجالات الاقتصاد والأمن، هذه الشريحة تتسع وستنقلب على الانقلاب، وتتعاطف مع رافضي الانقلاب، ومع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وغياب الأمن ستنضم تلقائيا للمعارضة في ظل سخط وتذمر عام، حينها سينفذ صبرهم بعد اكتشافهم أن السلطة البديلة الآن لم تنجز شيئا فيتراجعون عن تأييدها. وأضاف: ما يحرك "الكتلة المذبذبة" بالشارع هو احتياجاتهم الأساسية المباشرة والشخصية، وليس التوجهات الأيديولوجية، وهذه الفئة الواسعة ستتحول سريعا وتصبح من أشد معارضي الانقلاب مع استمرارية سوء الأوضاع العامة. وأشار "شافعي"إلى أنه مع تزايد الاعتقالات في صفوف المعارضين من غير الإسلاميين من الناشطين والإعلاميين ستنكشف حقيقة سياسة القمع ضد الجميع، مما يساهم في تصعيد السخط على العسكر.