قال الدكتور طارق سويدان الداعية الإسلامي، إن مصر هي المرتكز الرئيسي لهذا الوطن وإذا عادت للوراء سيعود معها العالم العربي كله لذلك فهي بلدي "إن هذه أمتكم أمة واحدة" وانا قضيتي هي قضية أمة تريد أن تنهض وبدون مصر لا نهضة لنا لأنها القائدة في كل مجالات الحياة، مضيفا "لاشك أن ثورة 25 يناير نقلة نوعية للأمة ولكن ما أزعجني هو كيف يقبل البعض بإنقلاب عسكري يعود بنا 40 سنة للوراء و يكون ثمنه كل هذه الدماء التي سالت مع قمع الحريات و إيقاف لمشروع نهضة إسلامي عظيم. وأضاف سويدان، خلال حديثه لقناة الجزيرة مباشر مصر، لا يمكن مقارنة ما حدث في 25 يناير بما حدث في 3 يوليو لأن القوات المسلحة في الأولى انقلبت على حاكم مستبد أدار البلاد ل30 عاما بظلم و قهر و لم ينتخبه أحد فلا شرعية له ؛ لكن ما حدث في الثالث من يوليو فهو انقلاب عسكري دموي و فاشي على نظام منتخب بإرادة شعبية فإذا قبلنا هذا على مصر كيف نضمن ألا يتكرر في باقي الدول العربية ؟ وتابع: من لديه القدرة على قراءة التاريخ وتحليله يرى أن الانقلابات العسكرية تمر ب5 مراحل الأولى تغيير الحكم المدني بقوة الدبابات؛ تعيين رئيس مدني صوري ؛ قمع و قتل وتكميم أفواه الإعلام وهذا حدث في مصر مع المعارضين أحياء و أموات حينما قتلوا في الشوارع في مجازر بشعة ثم أحرقت جثثهم؛ المرحلة الرابعة والخامسة اللتان لم تحدث بعد هي ترشيح عسكري بلباس مدني بشرط أن يكون من الطائفة النتنة لحكم مبارك ثم توارث العسكر لحكم بلباس مدني فهم لن يكتفوا بواحد إلا إذا أفقنا وانقذنا البلاد من ذلك. و عرج الداعية الإسلامي على تاريخ الثورات في العالم قائلا : مع بداية الربيع العربي ذكرت بوضوح شديد أن ما حدث هو فترة خريف تتساقط فيها الطغاة و معهم أتباعهم كما تتساقط أوراق الشجر في الربيع. واوضح أن الثورات 3 أنواع أولها الكاملة التي تتخلص من النظام الفاسد بكل ما فيه من إعلام و قضاء و غيره كما حدث في ليبيا ؛ و النص ثورة كما حدث في مصر ؛ و الربع الثورة هي تغيير الحاكم فقط كما حدث مع اليمن ؛ لذلك اعتبر هذه الفترة هي فترة الخريف العربي لأننا لازلنا نواجه الثورات المضادة و من الطبيعي أن يتساقط في الخريف مع الطغاة إعلامييهم و شيوخهم و دعاة الليبرالية لذلك فإن ثورة مصر كانت فاضحة و كشفت كل هؤلاء. وقال السويدان: بعد الخريف يأتي الشتاء بعواصف قد تقتلع الأشجار و التقديرات العلمية التاريخية لفترتي التاريخ و الشتاء ؛31 سنة؛ و إذا أديرت بحرفية قد تستغرق 5 سنوات إذا ما تمسكت الشعوب بحرياتها و بعدها تبدأ فترة الربيع من تنمية و ازدهار و اقتصاد متطور. وأضاف أنه بالنسبة لمصر قد انتهينا من الخريف و بدأنا في الشتاء الذي سيزداد قوة إلى أن ينتهي بإذن الله و لن تعود الشعوب الحرة أبدا لصيف مستبديها. وانتقد السويدان الأصوت التي تنادي بعودة أيام مبارك مؤكدا أن هذا يعني 60 عاما جديدة من الفساد و طالبهم بأن يفيقوا لأن فترات السواد حينما تنتهي من أعمارنا لابد ألا نبكي عليها. و عن إمكانية تحول الثورات السلمية تحت هذه الضغوط لثورات مسلحة قال : من الممكن طبعا و سوريا خير شاهد حينما بدأ أحرارها بسلمية فواجهتهم الدبابات ؛ و في ليبيا خرجوا بسلمية تامة و تعاملوا مع الغاز المسيل للدموع إلا أن فاجئهم القذافي برصاص حي فولد الضغط الانفجار إلا إذا كان هناك قيادات حكيمة ؛ لذلك ادعو قيادات الإخوان المسلمين للتمسك بأدبياتها الرافضة لممارسة العنف تجاه أبناء الوطن أيا كانوا كما قال مرشدهم " سلميتنا أقوى من الرصاص". و فيما يتعلق بمحاولة اغتيال وزير الداخلية التي تمت اليوم قال : اطلعت على نفي الإخوان و كل القوى الإسلامية لمسئوليتهم عن الحادث و أنا أعرف مناهج الإخوان و أقول عنهم بكل يقين هذا ليس منهجهم بل منهجهم " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لتقتلك" ؛ أنا على يقين بأن جماعة الإخوان لن ينزلقوا لمستنقع العنف كما أنا على يقين بأن العسكر الفاشي سيشيطنهم قدر استطاعتهم. و ميز سويدان الحكم الفاشي بعدة أركان أولها الحكم بدموية رهيبة و الإعتماد على غطاء شعبي من خلال التحريض و التجييش الإعلامي في اتجاه واحد ثم شيطنة جماعة معينة حتى يمارسوا القتل ضدهم بدم بارد و عن استخدام رجال الدين لتمهيد الأرض للإنقلاب العسكري قال : للدين احترامه الشديد في أمتنا و يمثل عاطفة العوام البسطاء اللذين تختلط لديهم الأمور فالبتأكيد سيلجأوا لآراء العلماء و للأسف الشديد وظف العلماء لتثبيت الطغيان و إباحة الدماء مع أن الدين يدعو للحرية و رفع الظلم و عبادة الله وحده دون عبودية البشر ومادون ذلك ليس دينا بل هو أفيون الشعوب ؛ و لكن بفضل الله وقف علماء آخرين في موقف الشرفاء و عمرو خالد و سالم عبدالجليل نفيا ما نسب إليهما و لم يقف مع الطغاة سوى شيوخ السلطان اللذين يتقاضوا مرتباتهم من الدولة لذلك أنصح الشباب باللجوء للشيوخ المستقلين بعيدا عن شيوخ السلطان لمعرفة الحقيقية. و رفض سويدان وصف الإخوان بالخوارج متسائلا : الإعلام الفاسد الهزيل قلب الأمور من الذي خرج على من ؟ من الذى خرج على الحاكم الشرعي المنتخب ؟ هؤلاء اللذين يحرمون الخروج على الحاكم كيف أحلوا الخروج على محمد مرسي ؟ اليوم في عقد بين الحاكم و المحكوم هو الدستور الذي صوت عليه الشعب و من يخرج عليه يصبح هو الخارجي الذي يجب الإطاحة به و عن وجود شيخ الأزهر أثناء قراءة بيان الانقلاب يوم 3 يوليو قال : فئة علماء السلطة موجودة لأن بعض العلماء يحتاجونها لشرعنة تصرفاتهم أمام العامة و السؤال هنا هل الطيب هو الشيخ الوحيد في الأمة؟ لماذا لم يلجأ السيسي لبقيت الأئمة الرافضين لإنقلابه ؟ لماذا لجأ لشيخ يقبض راتبه من الدولة و لم يلجأ لشيخ مستقل لا يقل في علمه عن الطيب؟ و أبدى سويدان تفهمه لأن من خرج يوم 30 يونيو ليسوا فئة واحدة " تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى" بعضهم غاضبين لموقف سياسي ما و لكنهم مخلصون لهذا الوطن و ممن نزل أيضا أشخاص نزلوا كارهين للدين نفسه. و عن تأثير الحكم العسكري على حياة الشعوب أكد أنه : هو مصيبة و ابتلاء رصدتها في برنامجي " رياح التغيير"فليبيا الفقيرة جمع منها القذافي ثورته 110 مليار دولار ؛ و في مصر وصل ترتيب الجامعات المصرية لذيل القائمة المعترف بها عالميا فالعسكر لا يعطون سوى لشيوخهم و رجالهم و يفقرون الشعوب و يمتصون دمائهم فهؤلاء يفكرون بعقلية البيادة لا التنمية لذلك تتراجع خلاله الدول و إذا تقدمت يكون تقدمها فقط في الصناعة العسكرية كما كان الوضع في العراق أيام صدام حسين. و استاء سويدان من الهجوم الضاري على حركة المقاومة حماس و تدمير الأنفاق لإحكام عزلهم و محاصرتهم و اكد أن دعم حماس كحركة مقاومة واجب على كل الأمة لأنها الشوكة الرئيسية في ظهر إسرائيل.