كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن دولة الإمارات تستخدم منذ أكثر من عام برامج تجسس إسرائيلية، لمراقبة حكام ومسئولين عرب ومعارضين وخصوم، وهو ما يفسر الكثير من التغييرات داخل المشهد السياسي السعودي ويوضح تفسيرًا لسيطرة الإمارات على السعودية. وحسب تقرير بثته قناة "الجزيرة" فإن أهم ما يكشفه تحقيق صحيفة "نيويورك تايمز"أن الإمارات استخدمت برامج تجسس إسرائيلية لاستهداف حكام ومسئولين عرب إذ لم تكتف أبو ظبي باستخدامها للتجسس داخل حدودها بل أيضًا في دول أخرى من بينها قطر واسعودية ولبنان وبريطانيا. ويكشف التحقيق أن مساعي الإمارات لاستهداف أمير قطر بدأت منذ عام 2014 أي قبل بدء الأزمة الخليجية وتوسعت مع بدء الحصار على قطر لتشمل محاولات للتجسس على 159 مسئولاً قطريًا. التحقيق يستند إلى وثائق قدمت ضمن دعوى قضائية رفعت على الشركة الإسرائيلية المنتجة للبرامج وتكشف إحدى هذه الوثائق أن هذه المحاولات تمت تحت إشراف الشيخ خالد بن محمد بن زايد مسئول المخابرات في الإمارات ونجل ولي عهد أبوظبي. وتقول الصحيفة إن أنشطة الإمارات التجسسية طالت معارضين ومنافسين وخصومًا وحلفاء ومن بين من طالتهم شخصيات مثل الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني السعودي السابق الذي كان في ذلك الوقت منافسا محتملا على العرش في السعودية ويقدم ذلك دليلا على مساعي الإمارات لإعادة تشكيل المشهد السياسي في السعودية على نحو يخدم مصالحها ويدفع بالأمير محمد بن سلمان وثيق الصلة بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي إلى سدة المشهد السياسي وهو ما تحقق بالفعل. وفي مقابلة هاتفية مع الصحيفة عبر الأمير متعب عن دهشته من محاولة الإماراتيين التنصت على مكالماته قائلا: إنهم ليسوا بحاجة لذلك"، وفي هذا السياق يأتي التجسس أيضا على رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الذي كا يتهم سعوديا بالتهاون مع حزب الله. تحقيق نيويورك تايمز هو في الحقيقة فضيحة مدوية لأنه يكشف لأول مرة مدى تطور قدرات أجهزة الاستخبارات ويكشف حقيقة أن الرسائل الإلكترونية المشفرة في الهواتف المحمولة يمكن رصدها بهذا المعدل وعلى هذا المستوى وهو ما يعرض الجميع للخطر ويوضح أيضا وبشكل غير مباشر كيف تم الاستيلاء على السلطة في السعودية من قبل محمد بن سلمان وكيف استطاع أن يعزز قبضته على السلطة من خلال ملاحقة بن عمه نجل الملك السابق عبدالله وأن يطيح به من خلال استخدام هذه التقنيات. الصحيفة اعتبرت أن الوثائق تكشف عن تعاون أمني إماراتي إسرائيلي سري وثيق إذ لا يمكن لشركة nso الإسرائيلية وهي شركة خاصة متخصصة في تكنولوجيا التجسس أن تبيع الإمارات واحدا من أهم برامجها دون موافقة مسبقة من وزارة الدفاع الإسرائيلية . ومن خلال محاكمة شركة إسرائيلية لدعمها أعمالا تجسسية غير قانونية حول العالم تتكشف في السياق معلومات عن أنشطة تجسسية إماراتية استهدفت حكاما ومسؤولين عربا وذلك عبر توظيف تعاون أمني سري ووثيق مع الكيان الصهيوني.