تعيش محافظة القليوبية الآن حالة من الفوضى العارمة والشلل التام، والرعب سواء في مؤسساتها أو بين أنصار السفاح السيسي، وذلك منذ وقوع مجزرة بلطجية الداخلية ومليشيات السيسي صباح أمس الأربعاء والتي ارتكبت في حق معتصمي الشرعية السلميين بميداني رابعة والنهضة، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، خاصةً في ظل سقوط عدد من الشهداء والمصابين من أبناء المحافظة في تلك المجزرة . وتشهد معظم طرق المحافظة الرئيسة والسكك الحديدية بالقليوبية منذ أمس الأربعاء وحتى الآن حالات قطع طريق بين الحين والآخر من الأهالي الغاضبين مما حدث أو أهالي الشهداء المفجوعين في أبنائهم، حيث تم قطع طريق مسطرد - أبو زعبل بعد قيام المئات من الأهالي والمتظاهرين أمس من قرى عرب الصوالحة وجهينة والعليقات والخانكة بقطع طريق مساكن أبو زعبل الرابط بين بلبيس ومسطرد والذى يمر من أمام سجن أبو زعبل، كما قاموا بإشعال النيران بإطارات وكاوتش السيارات، ومنع الميكروباصات والسيارات من المرور، فيما قام عدد من الثوار الغاضبين بقطع الطريق الزراعى أسفل الطريق الدائرى عند قليوب. كما أصيبت حركة القطارات بشلل تام حيث شهدت محطتا قطار بنهاوشبرا الخيمة ازدحاما شديدا وتكدسا للركاب على الأرصفة بعد إعلان هيئة السكك الحديدية عن توقف حركة القطارات نهائيا بأمر من وزير داخلية الانقلاب بوقف حركة القطارات فى أماكنها، ومنع خروج القطارات من الوجهين البحرى والقبلى لحين إشعار آخر. فيما أغلقت دبابتان ومدرعة تابعة لمليشيات السيسي طريق مصر إسكندرية الزراعى من الناحية المؤدية للقاهرة عند مدينة قليوب بقرية أبو سنة قبل مطلع الدائرى، لمنع وصول أنصار الشرعية إلى القاهرة. وفي البنوك علمت "الحرية والعدالة" من مصادر مطلعة أنه تم نقل جمع الودائع والأرصدة الموجودة في جميع أفرع بنوك القليوبية إلى أماكن أخرى، وتم إفراغ جميع ماكينات الصرافة المنتشرة على مستوى المحافظة من أى نقود. في سياقٍ متصل وكدليلٍ على حالة الرعب التي تنتاب المسئولين في حكومة الانقلاب، أعلن محمد عبد الظاهر -محافظ الانقلابيين- حالة الطوارئ وإلغاء جميع إجازات الموظفين الذكور فى جميع المدن والأحياء، وأصدر تعليمات إلى جميع رؤساء الأحياء والمدن بضرورة تأمين المبانى، وإخلاء الدواوين العامة من كافة المستندات الهامة، خوفاً من وقوع أية محاولات اقتحام من المواطنين الغاضبين . وشهدت الحالة الأمنية حالة من الارتباك والفزع والرعب الشديد، وتم رفع حالة الاستنفار القصوى بمديرية الأمن وسط مخاوف وقلق شديدين بين العاملين بالمديرية والجنود بعد تسرب خبر مقتل النقيب محمد جودة الضابط بقوات الأمن المركزي من مدينة الخانكة والذي لقي حتفه خلال فض اعتصام رابعة، وقامت المديرية بالتكثيف الأمني بمحيط كافة أقسام الشرطة والمنشآت العامة بمحافظة القليوبية صباح اليوم الخميس. في السياق نفسه لوحظ التواجد الأمنى المكثف بالميادين والشوارع الرئيسية، وحول المنشآت الحكومية وعلى مستوى قطاعى المنطقة الجنوبية، والتى تشمل أقسام شبرا الخيمة وقليوب والقناطر والعبور والخصوص والخانكة. أما المنطقة الشمالية والتى تشمل أقسام بنها وكفر شكر وطوخ وقها فقد تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وذلك بتكثيف الخدمات الأمنية والأكمنة الثابتة والمتحركة وتأمين الطرق العامة والطريق الدائرى ومداخل ومخارج جميع الأقسام، وتم إلغاء الإجازات وسط حالة من الفزع والإرهاق التي بدأت تسيطر على أنصار الانقلاب، كما تم نقل جميع المساجين على ذمة التحقيقات للسجون العامة، والتى شهدت تشديد الحراسة عليها من قبل الشرطة والقوات المسلحة، بينما استعدت قوات الدفاع المدنى بكافة أجهزتها وسيارتها تحسبا لحالات الطوارئ. وفي السجون تم ترحيل كل المساجين المحجوزين احتياطيا والمحكوم عليهم بمدد قصيرة والمحبوسين داخل حجز أقسام ومراكز الشرطة الموجودة على مستوى المحافظة على ذمة القضايا الجنائية المختلفة، وكذلك نقل جميع الأسلحة إلى مخازن رئيسة شديدة التأمين، وشهد سجن "أبو زعبل" حالة رعب وهلع بعد تردد أنباء عن قيام بعض الأهالي الغاضبين من قرى العرب الملاصقة للسجن باقتحامه، حيث تم الدفع بعده تشكيلات من الأمن المركزى خلف بوابة السجن مباشرةً، وتواجدت مدرعة فى محيط السجن. كما تم حصار 105 أسرة تقطن عزبة السجن الواقعة في نطاق سجن أبو زعبل من الدخول والخروج فيما يشبه الإقامة الجبرية بعد نشر أفراد أمن على مدخل العزبة الرئيسي والوحيد الملتصق بسجن أبو زعبل، وقيامهم بالتفتيش الذاتي للداخل والخارج على مدار اليوم . وفي القناطر الخيرية انتشرت مجموعة من البلطجية يرتدون زيا مدنيا في شكل لجان لدعم قوات الأمن في الاعتداء والتصدي لأية مسيرات أو تظاهرات تخرج تأييداً للشرعية وللرئيس محمد مرسي، وتنديداً بمجزرتي رابعة العدوية والنهضة. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة وأنصار الشرعية من مختلف التيارات والاتجاهات استمرار اعتصاماتهم ومظاهراتهم في عدد من الأماكن الحيوية بالمحافظة حتى عودة الشرعية رغم التهديدات الأمنية .