أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً أدان فيه بشدة المذابح التي ارتكبتها ميليشيات الانقلابيين من عناصر الداخلية والجيش في رابعة العدوية والنهضة وغيرهما؛ كما أفتى الاتحاد بوجوب خروج المصريين لنصرة المطالبين بالشرعية وأنه فرض عين؛ داعيا إلى العودة إلى الشرعية. وقال الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد والدكتور علي محي الدين القره داغى الأمين العام في بيان الاتحاد أمس الأربعاء: إن العالم استيقظ فجر يوم المجزرة على ارتكاب الداخلية المصرية ومن يظاهرها من قوات الجيش المصري، والبلطجية أفظع جريمة عرفها تاريخ مصر الطويل. وأدان الاتحاد اقتحام التجمعين السلميين في اعتصامهما بالنهضة ورابعة العدوية، بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والخرطوش، بكثافة غير مسبوقة، وكذلك استخدام الطائرات في قنص المصورين الذين ينقلون الحقيقة، وإلقاء الغازات السامة والحارقة على المعتصمين. وأوضح الاتحاد أن الاعتصامات السلمية استمرت قرابة الخمسين يومًا في احتجاجات سلمية، ضربت أروع الأمثلة في الصمود والانضباط والصبر، وهى الاعتصامات التي تكفلها كل القوانين والدساتير ومواثيق حقوق الإنسان والحريات والأعراف الدولية .. وهى الاعتصامات التي أشادت بها ونوهت عن سلميتها وحضارتها الوفود الدولية بدءاً من وفد الحكماء الأفارقة ومروراً بالوفود الأمريكية والأوربية، كما أشاد بها وأيد مطالبها الشرعية كل الشرفاء، من رجال السياسة والإعلام والقانون، وقادة الرأي وأعضاء المجتمع المدني من أهل مصر الكرام، باستثناء الثلة القليلة ممن لفظهم المجتمع المصري في صناديق الاقتراع. ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل المصريين أيا ما كان موقعهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، بل ودعا عقلاء العالم وأحراره إلى المبادرة الفورية لوقف المجازر في حق المدنيين المعتصمين في احتجاجات نضالية سلمية. كما دعا الاتحاد السلطة القائمة في مصر الآن وأبناء مصر الشرفاء في قوات أمن الداخلية والجيش المصري أفراداً وضباطاً إلى الكف فوراً وبدون تأخير عن ممارسة القتل والعدوان في حق هؤلاء الأبرياء مهما كانت الدواعي. ودعا الاتحاد كذلك جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، وهيئة الأممالمتحدة، ومجلس الأمن، وغيرها من المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان، للتحرك السريع الجاد، من أجل وقف حمام الدم وانتهاك الحرمات والحريات الذي يقوم به الانقلابيون في مصر. ووجه الاتحاد الدعوة للمنظمات الحقوقية والناشطين المدافعين عن الحريات في العالم إلى رفع قضايا جنائية أمام المحاكم الدولية من أجل محاكمة الضالعين في قتل الأبرياء والاعتداء على الحريات والكرامة الإنسانية من الانقلابيين في مصر وحكومتهم غير الشرعية والمحرضين لهم من الإعلاميين ودعاة الديمقراطية المزيفين. كما ثمَّن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عالياً المواقف النبيلة والرائعة لكل الشرفاء في مصر من الشخصيات المستقلة والتجمعات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني ممن وقفوا مع الحق والعدل وصوت الضمير، وخاصة جبهة الضمير، والالتراس النهضوى وغيرها ممن يناصرون الشرعية الدستورية، ويحمون المكتسبات الديمقراطية. وعلى النقيض من ذلك عبر الاتحاد عن شديد أسفه للمواقف الخاذلة للشعب المصري في محنته ولمكتسباته الديمقراطية أمام المنقلبين عليها، ممن كان يتوقع منهم أن يكونوا أنصاراً للحق، ومدافعين عن الحرية والمشروعية من أمثال شيخ الأزهر وغيره من الرموز الإسلامية، التي مازال الشعب المصري والضمير المسلم يرجو منهم العودة إلى الحق والرجوع إلى الرشد، والانحياز إلى معسكر المظلومين، ومؤيدي الشرعية الإسلامية، والمشروعية الدستورية والديمقراطية.