ارتقى 43 فلسطينيا على الأقل وأصيب المئات، اليوم الإثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال قمعها "مليونية العودة"، شرقي قطاع غزة؛ وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة أسماء الشهداء في بيان منتصف اليوم. كما أصيب أكثر من 1700 فلسطينيا برصاص الاحتلال والغاز المسيل للدموع، في حين تمكّن مجموعة من المتظاهرين الفلسطينيين من اجتياز الحدود الشرقية لحيّ الزيتون جنوبي مدينة غزة مع الأراضي المحتلة. وهو ما بادرته قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم وانسحابهم إلى الحدود من جهة القطاع. كما أطلقت طائرات إسرائيلية مسيّرة قنابل الغاز بكثافة على المتظاهرين، شرق جباليا وشرق خان يونس وشرق مدينة غزة. وفي وقت باكر، توافد عشرات آلاف الفلسطينيين على خيام العودة والتظاهر التي زادت عن 20 خيمة ونقطة احتكاك مع جنود الاحتلال الإسرائيلي. وبالتزامن مع تدفق المتظاهرين الفلسطينيين إلى السياج الحدودي، شوّش الاحتلال على الاتصالات عبر أجهزة بث تنتشر في الأراضي المحتلة. وعمَّ الإضراب الشامل قطاع غزة، وأغلقت المحال التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها، التزاماً بقرار اللجنة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، ومن المقرر أن يكون الإضراب ليومين، وذلك يتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدسالمحتلة وإحياء الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني. واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومئات الشبان الفلسطينيين في عدة محاور بالضفة الغربيةالمحتلة بعد مسيرات خرجت إحياء للذكرى ال70 للنكبة ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة. وأشارت وسائل فلسطينية محلية إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل، استخدم فيها جنود الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الغاز، كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز على طلبة المدارس بالمنطقة الجنوبية في المدينة. كما اندلعت مواجهات عنيفة على حاجز قلنديا شمالي القدسالمحتلة بعد إحراق عشرات الشبان إطارات السيارات، فيما رد جنود الاحتلال بالرصاص المعدني وقنابل الغاز. وفي بيت لحم، انطلقت مسيرة غاضبة من ميدان بيسان تندد بنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، كما اندلعت مواجهات مع جنود الاحتلال في بلدة تقوع قرب المدينة. وكانت صحيفة معاريف قالت على موقعها الإلكتروني إن "التصعيد انتقل إلى الضفه الغربية وتشهد كل من رام الله وبيت لحم والخليل مواجهات مع قوات الجيش"، وفق تعبيرها في إشارة إلى عصابات الصهاينة. ومنذ انطلاق "مسيرات العودة" في قطاع غزة بتاريخ 30 مارس الماضي، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، قتل جيش الاحتلال 97 فلسطينيًا؛ من بينهم 6 شهداء احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزرة الصحة، وأصاب أكثر من 11000 آخرين. وتتزامن "مسيرة العودة" مع إحياء الذكرى ال 70 لاحتلال فلسطين، ومع نقل واشنطن لسفارتها من تل أبيب إلى القدس، بموجب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 6 ديسمبر 2017، مدينة القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي. وقوبل إعلان ترمب برفض فلسطيني ودولي، أعلن على إثره الفلسطينيون تجميد اتصالاتهم السياسية مع الإدارة الأمريكية، في حين تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يرفض محاولات تغيير الوضع القانوني لمدينة القدسالمحتلة. واختارت واشنطن الرابع عشر من مايو الجاري، موعدا لافتتاح سفارتها في مدينة القدسالمحتلة، والذي يصادف عشية الذكرى السنوية السبعين للنكبة وتهجير "إسرائيل" لما يقارب 760 ألف فلسطيني من ديارهم عام 1948. وعلى صعيد الاصابات، صنفت إصابة 28 شخص بالحرجة جدا، و71 شخص بالخطيرة، فيما صنفت إصابة 829 بالمتوسطة، فضلا عن اصابة 1032 بالطفيفة. من جانبها أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني استشهاد أربعة من أفرادها، وهم : النقيب موسى جبر أبو حسنين (36 عاما من جهاز الدفاع المدني)، النقيب معتز بسام النونو (30 عاما من جهاز الأمن الداخلي)، الملازم أول مصعب يوسف أبو ليلة (28 عاما من جهاز الاستخبارات العسكرية)، الملازم جهاد محمد موسى (30 عاما من جهاز الأمن الداخلي). مع ارتفاع عدد الشهداء اليوم الاثنين خلال ذكرى النكبة وفعاليات "مسيرة العودة" التي ينظمها الفلسطينيون، بدأت بوادر انتفاضة فلسطينية جديدة، انطلقت شرارتها من قطاع غزة، في الوقت الذي يرتقب العالم الإسلامي فاعليات مماثلة في الضفة والقدس الشريف، رغم الخيانات تلو الأخرى التي يقوم بها حكام الانظمة العربية، وسكوتهم إزاء الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها الإدارةا الأمريكية خلال اليومين الماضيين بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس الشريف. واستشهد اليوم خلال فعاليات مسيرة العودة أكثر من 28 شابا فلسطينيا وأصيب أكثر من ألف مواطن برصاص قوات الاحتلال، وقنابل الغاز المسيل للدموع، خلال مشاركتهم في مخيمات العودة شرقي قطاع غزة في إطار "مليونية الزحف"..حتى الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة.