تعاني مصر من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بعد 5 سنوات من حكم العسكر، في ظل غياب وتغييب متعمد من الأذرع الإعلامية الانقلابية، يعيش ملايين المصريين معاناة صحية متنوعة وقاتلة تضعهم على قطار الموت السريع. حديث الفشل ليس مجرد كلمات، بل تصريحات رسمية من مسئولى العسكر، حيث انتقد النائب أحمد عبده الجزار، عضو نواب الدم عن دائرة البساتين، تصريحات وزير الصحة بحكومة الانقلاب الدكتور أحمد عماد بشأن تهاوي منظومة الصحة بسبب مجانية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدا أن بقاء وزير الصحة في التعديل الوزاري الجديد أمر كان عليه علامات استفهام كبير، ولكن للأسف الوزير لم يكتفي بإفساد منظومة الصحة فقط ولكنه يحاول إفساد التاريخ أيضا. وأكد "الجزار" في بيان سابق، أن التهاوي الموجود فيها مستشفيات الصحة السبب الرئيسي فيه وجود وزراء وقيادات فشلة لم يكونوا على قدر المسئولية، وهم السبب في زيادة معدلات المرض، وتدهور المستشفيات العامة بجميع أنحاء الجمهورية، مؤكدا مصر من أكثر دول العالم تدني في قطاع الصحة. خداع بصرى يأتى ذلك فى الوقت الذى خرج فيه المنقلب السيسى من محافظة المنوفية مؤخرا، ليعلن افتتاح عدة مستشفيات على "أعلى مستوى". وزير الصحة عماد الدين راضي، حاول تجويد حديثه أمام السيسي، زاعما أن هناك المستشفيات التى تتم افتتاحها خلال ستكون على اعلى مستوى فى محافظة كفر الشيخ والعاشر من رمضان ومستشفى 15 مايو ومستشفى بنها من أفضل المستشفيات التي تم إنشاؤها في مصر. وأشار وزير الصحة بدولة العسكر عماد الدين راضي إلى إن تكلفة السرير الواحد مليون ونصف المليون جنيه سنويا. وواصل درجات النفاق القسوى: إن مصر أصبحت نموذجًا ناجحًا ينظر إليه كل دول العالم في علاج فيروس سي، مؤكدًا أن الدولة تمكنت من تحقيق الحلم والقضاء على جميع قوائم الانتظار للمرضى. زاعما أنه تم القضاء على فيروس سي من خلال تخفيض سعر الدواء المصري ووقف استيراد وتعامل بالدواء الأجنبي، مفيدًا بأن نسبة الشفاء وصلت 96%، قائلًا للسيسي: "حلم حضرتك اتحقق يا فندم". الصحة للعسكر والموت للشعب الإعلامى المصرى محمد ناصر مذيع قناة "مكملين" الفضائية، كشف انهيار منظومة الصحة المتواصل في ظل حكم السيسي، واقتصار تطويره ودعمه لمستشفيات الجيش والشرطة فقط، بجانب التوسع في العلاج الاستثماري الذي لا يستطيعه الفقراء، والذين يبلغ نسبتهم أكر من 80 % من الشعب المصري. وقال "ناصر" فى برنامجه" مصر النهاردة": السيسى افتتح عدة مستشفيات فى المنوفية، من الخارج، لكنه لم يكشف عن حقيقتها من الداخل، مطالبا بكشف الأقسام والأطباء والعمل ماذا يحدث به. مضيفا: بدلا من افتتاح مستشفيات جديدة، يجب إن تتم تطوير المستشفيات العتيقة والمتهاكلة فى محافظات مصر. وتبرز مشاكل القطاع الصحي في العديد من الأوجاع التي تفاقم المعاناة، ومنها؛ نقص الأدوية، اختفاء لبن الأطفال، إغلاق أبواب المستشفيات في وجوه المرضى، قلة الأسرة بالمستشفيات. مستشفيات الحكومة.. نقص الأسرة وفرق التمريض ومثالا للكارثة، يبلغ عدد المدمنين في مصر 3 ملايين، بحسب التقرير الصادر عن وزارة الصحة لعام 2015، في مقابل 600 سرير فقط توفرهم الدولة لعلاج الإدمان. وحسب خبراء، الأزمة لا تكمن فقط في نقص الأسرة بالمستشفيات، بل في قلة عدد فريق التمريض، مضيفين: إذا وفرت وزارة الصحة أسرة للمستشفيات بشكل عام والرعاية المركزة بشكل خاص، فلن نجد فريق تمريض يستطيع تلبية خدمات المرضى. فيما أكد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، وجود نقص حاد في أسرة المستشفيات، خاصة غرفة الرعاية المركزة، مضيفًا أننا نواجه أزمة حقيقية، تكمن في إغلاق أبواب الكثير من المستشفيات في وجوه المرضى. وألقى عز العرب فى تصريحات سابقة، المسؤولية على عاتق وزارة الصحة، مؤكدًا في تصريحات صحفية، مؤخرًا، أنه بحسب المواصفات الدولية، يجب تحديد عدد السكان في كل منطقة، وبعدها يتم توفير أسرة الرعاية المركزة على أساس ذلك، قائلا: «الأمر ليس مجرد أسرة تلقى بالمستشفى فقط، لكن هناك معايير دولية يجب اتباعها». مستشفى سموحة.. نموذج صارخ للفشل فى الإسكندرية، تتجه الأنظار إلى شرق المدينة، حيث يقبع مستشفى كبير وضخم ومتطور وهو "مستشفى سموحة" أو ما يطلق عليه أهالى الثغر "الميرى الجديد". فرغم التكلفة المرتفعة فى بنائه والتى بلغت 500 مليون وفق مقطع فيديو شهير خلال مرور محافظ الانقلاب طارق المهدى، إلا أن الفشل فى جميع أقسامه يشهد على ذلك، وهو ما كشف عنه عضو بنقابة أطباء مصر بالمدينة فى تصريحات سابقة، عن الإهمال والفساد والفشل يضربان المنظومة فى المحافظة. "علشان لو جه ميتفاجئش" من أبرز ما روجه النشطاء عبر المنابر الإلكترونية خلال الأعوام الماضية من حكم العسكر، حملة دشنها أطباء ومتخصصون بالصف الطبى، تحت اسم "عشان لو جه ميتفاجئش" فضحت خبايا وتدني حالة المستشفيات الحكومية في أنحاء الجمهورية. ويعتبر تهالك المنظومة الصحية وعدم التطوير والتحديث والتوسعة بسبب قلة الإنفاق الصحي؛ حيث إن النسبة لا تتعدى 4% من الدخل القومي، فإن هذه نسبة هزيلة جدا مقارنة بباقي الدول العالمية بل الإفريقية، وتسبب أيضًا في الانهيار وفشل القائمين على المنظومة الإدارية بالصحة؛ حيث إن الوزارة مليئة بملفات الفساد وكذلك المستشفيات ولم يتم تطهيرها إلى الآن من شلة المنتفعين بها وكذلك الحال بالمستشفيات".