وسط أجواء حزن وغضب، شيع أهالى قرية شاوة بالمنصورة، ظهر أمس، جثمان محمد أحمد عبد الحفيظ -شهيد الإخوان- الذى اغتالته يد الغدر من بلطجية حركة "تمرد"، المدعومين من فلول النظام السابق. شارك فى الجنازة الحاج طلعت الشناوى -مسئول المكتب الإدارى للإخوان المسلمين بالدقهلية- والدكتور يسرى محمد هانئ -القيادى بالحرية والعدالة، عضو مجلس الشعب السابق- ورموز وطنية وسياسية. والشهيد محمد أحمد عبد الحفيظ (38 عامًا) من قرية شاوة، مركز المنصورة، حاصل على دبلوم صناعة- نجار موبيليا، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، ابن وبنتان، أحمد فى الصف الخامس الابتدائى، وأفنان الصف الثالث الابتدائى، وأمنية فى الحضانة. خرج محمد، عصر الأربعاء الماضى، بصحبة زوجته وأولاده لشراء ملابس ومستلزمات للمنزل، وعند مروره فى شارع بورسعيد شاهد أحد أقاربه "ابن عمه"، يشارك فى مسيرة مؤيدة للرئيس محمد مرسى، بعنوان: "لا للعنف.. نعم للشرعية"، فذهب لمصافحته والمشاركة فى المسيرة، فأصابته رصاصة غادرة من سلاح أحد البلطجية، استقرت فى رأسه، واخترقت المخ، بينما كانت زوجته وأولاده ينتظرونه بشارع جانبى، فحمله عدد من المشاركين فى المسيرة إلى مستشفى السلام الدولى، وظل يصارع الموت حتى صعدت روحه الطاهرة إلى السماء مساء أمس الأول. حالة من الحزن الشديد سادت مسقط رأسه، واتشحت قريته بالسواد وبكاء الرجال وعويل النساء حزنًا على فراق ابن قريتهم. يقول إبراهيم عبد الحفيظ (عم الشهيد): محمد كان طيب القلب يحبه الجميع متسامحا، لم يكن يحمل فى قلبه ضغينة لأحد، ويتجنب المشاكل والاحتكاكات. وأضاف "نحن فى قمة الحزن والأسى على فراقه، لأننا سنفتقده كثيرًا"، متسائلا: أين مديرية أمن الدقهلية من هذه الأحداث؟!. وأعرب "عبد الحفيظ" عن أسفه؛ لأن الشرطة تركت البلطجية يقتلون ويضربون المتظاهرين السلميين، الذين قدموا من أنحاء المحافظة ليشاركوا فى مسيرة شعارها (لا للعنف)، مشيرا إلى أن ابنه صهيب أصيب أيضا بكسر فى يده نتيجة اعتداء البلطجية عليه. ويشير المهندس محمد عبد الرءوف -من قيادات الإخوان بالقرية- إلى أن الشهيد كان يتميز بالخلق الطيب، والسلوك القويم، وكان محبوبا بين الناس، مؤكدا أنه شارك فى فعاليات ثورة 25 يناير بالمنصورة، وكان دائما قريبا من الله، يدافع عن الحق. وطالب أحمد حسانين -من قيادات الإخوان بالقرية- أجهزة الأمن بسرعة ضبط الجناة، وعدم التراخى، واصفا ما حدث للمشاركين فى المسيرة بمهزلة كبرى بكل المقاييس. وقال حسانين: العشرات من البلطجية هاجموا المسيرة السلمية بكل أنواع الأسلحة من خرطوش ورصاص حى وسيوف وجنازير، وخلّفوا 300 مصاب و3 شهداء، هم: عبد الحميد العنانى من تفهنا الأشراف، وممدوح كسبر من ديم الشلت، وابن قريتنا محمد أحمد عبد الحفيظ. ولفت إلى أن هناك 4 مصابين من أبناء القرية، هم: فتحى عبد الرءوف 3 غرز بالوجه، عبد العزيز عبد الحى 7 غرز بالرأس والجبهة، محمد مصباح عبد البارى 3 غرز بجوار الأذن اليسرى، وصهيب إبراهيم عبد الحفيظ كسر فى اليد، وهو ابن عم الشهيد.