اعتبرت عدة صحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، أن الاستقبال الشعبي الحافل الذي قوبل به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في عدة مدن تركية، أمس، على رأسها العاصمة أنقرة، كان بمثابة "استعراض قوة" لشعبيته ردا على أحداث ميدان "تقسيم" بإسطنبول، لافتة في الوقت ذاته إلى دعوة أردوغان لأنصاره لتلقين المحتجين درساً في الانتخابات المحلية القادمة، مع تحذيره لهم بأن "للصبر حدود". تحت عنوان "أردوغان: للصبر حدود" ، اعتبرت جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، الصادرة من لندن، أن رئيس الوزراء التركي قدم "عرض قوة شعبياً في مواجهة المتظاهرين المطالبين باستقالته"، وذلك باحتشاد الآلاف من أنصاره لاستقباله في المطار لدى عودته من جولة خارجية استمرت 3 أيام. ولفتت الجريدة إلى شعبية أردوغان وحجمها ، مشيرة إلى أن " أنصار أردوغان سدوا الطرق المؤدية إلى المطار طوال ساعات وهم في انتظاره إلى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية (لدى عودته للبلاد من جولته المغاربية)، حيث شهدت حركة المترو (المتجهة للمطار) ضغطاً هائلاً لأنصاره، الذين تجمعوا من أنحاء مختلفة منذ العاشرة ليلاً، وانتظروا إطلالته التي تأخرت حتى الثانية فجراً". كلمة أردوغان أمام أنصاره كان لها النصيب الأكبر من تناول الصحيفة للحدث، فأشارت على وجه الخصوص إلى رسالته للمتظاهرين: «نحن لا نزال نتحلى بالصبر، إننا نصبر دائماً إلا أن لصبرنا حدودا". كما أبرزت دعوته لأنصاره الذين جاءوا لتحيته في مطار أضنة، بتلقين المتظاهرين "درساً ديموقراطياً" في الانتخابات المحلية القادمة، قائلاً: «لم يعد أمامنا سوى سبعة أشهر حتى الانتخابات المحلية. أريدكم أن تلقنوا هؤلاء درساً بالسبل الديمقراطية في صناديق الاقتراع». واستطردت الشرق الأوسط في إبراز أهم ما جاء في كلمة أردوغان، ومن بينها: «نحن حزب ال76 مليون تركي»، وأشارت إلى تمسك أردوغان بسياساته، وذلك في إشارة منها إلى قوله في هذا الصدد : «لا يستطيع أحد وقف صعود تركيا سوى الله وحده». الصحيفة السعودية تطرقت إلى ما أسمته " تناغم وتفاعل هتافات أنصار أردوغان مع خطابه الذي جاء تأكيداً لرسالته بأن للصبر حدود، وبينت أن أنصارده أخذوا يرددون «لا تختبروا صبرنا». عرض القوة الشعبي أبرزته أيضا جريدة "الحياة" اللندنية في تغطيتها التي جاءت تحت عنوان "أردوغان يحشد ل «شارع مضاد»: تحلينا بالصبر... لكن للصبر حدوداً". وقالت الجريدة إن " رئيس الوزراء التركي قرر الاستعانة بأنصاره في الشارع، من أجل مواجهة موجة الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها قبل 13 يوماً من ميدان تقسيم في إسطنبول". وأبرزت "الحياة" هتافات أنصار أردوغان، الذي جاء من بينها: «أرواحنا فداك يا طيب». كما ركزت "الاتحاد" الإماراتية في عنوان تغطيتها على "تحدى" أردوغان المحتجين "بصناديق الاقتراع في 2014". كما أبرزت تلك الدعوة كل من "السياسة" و"القبس" الكويتيتين و"الراية" القطرية، حيث جاءت عناوين التغطية فيهم على التوالي :" أردوغان يدعو مؤيديه إلى "تلقين" المتظاهرين درساً في الانتخابات"، و"الآلاف تحدّوه مجدداً ورئيس الحكومة يدعو ناخبيه ل«تلقينهم درساً"»، و"أردوغان: المتظاهرون جبناء .. رعاع وللصبر حدود". وأبرزت الراية القطرية في تغطيتها كلمات عفوية لربة منزل قالت ان اسمها زينب من أنصار أردوغان قالت فيها :"اؤمن باردوغان ودربه. لن نسمح لبعض اللصوص بخطف بلدنا وعلمنا."