ألقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة عقب وصوله إلى مطار أتاتورك الدولي، قادما من تونس، أمام حشد كبير مكون من آلاف الأشخاص الذين جاءوا لاستقباله. وأكد أردوغان، خلال كلمته، أن حزبه وحكومته ليسوا إلا خدما للشعب التركي، مشيرا إلى أنهم منذ أن أتوا إلى السلطة يتعاملون مع الأمانة التي أولاها الشعب لهم على أنها شيء مقدس. وتابع أردوغان قائلا: "لا يمكن لأي يد أن تمتد على أمانة الشعب، إلا الشعب نفسه، فهو الذي يعطيها، وهو الذي يأخذها"، موضحا أن هناك أشخاصا يعجزون عن تحقيق ما يريدون عبر الصناديق والانتخابات فيلجئون إلى العنف ونشر الفوضى. وذكر أردوغان أن الأحداث التي تشهدها تركيا حاليا خلفت وراءها ثلاثة قتلى، شابان من المحتجين، وشرطي، مؤكدا أن مسئولية قتل الأشخاص الثلاثة تقع على عاتق الأشخاص الذين خرجوا من أجل الدفاع عن عدد قليل من الأشجار لا يتجاوز 15 شجرة. وأوضح أردوغان أن الشرطة في أي بلد هدفها حماية المواطنين، وتحقيق الأمن لهم، "فهى التي تقف في وجه الإرهابي والفوضوي والمخرب، وتضحي بنفسها من أجل سلامة الوطن والمواطنين"، مشيرا إلى أن تلك الأحداث أسفرت عن إصابة ما يقرب من ألف شخص معظمهم من رجال الشرطة. وأكد رئيس الوزراء التركي أن الشرطة استخدمت القوة المفرطة، لافتا إلى أن هناك تحقيقات جارية في هذا الشأن لمحاسبة المخطئين أيا كانوا على حد تعبيره. وشدد على أن حكومته لن تغض الطرف على الإطلاق عن أي شخص يريد أن يفسد أو يغتال الديمقراطية في البلاد، مبينا أن هناك الكثير من أبناء الشعب التركي أفسدوا في هذا الوطن باسم الصحافة والفن والثقافة. وقال: "نحن نعرف كيف نعمل، وقد وصلنا بالبلاد إلى ما هي عليه الآن بالإنتاج والعمل الدءوب"، مشيرا إلى أن نجاح حزب العدالة والتنمية لم يكن على الإطلاق بإثارة التوتر أو الاستقطاب، ولافتا إلى أنه ليس من شيمهم الانخراط في أي اشتباكات أو مواجهات؛ لأن ليس لديهم الوقت لذلك. وبين أنهم وصلوا إلى ما هم عليه الآن رغما عن لوبي كبير من المصالح في البلاد، مؤكدا أنهم مستمرون في العمل من أجل تقدم تركيا، وأنه لن تستطيع أي قوة مهما كانت عرقلة تقدمها الذي بدأته منذ فترة بفضل جهود أبناء الشعب التركي، وأكد أنهم لن يجعلوا أحدا يستغل جهود الشعب؛ من أجل مصالحه الشخصية وكان أردوغان قد وصل إلى مطار أتاتورك الدولي، في ساعة مبكرة صباح اليوم، قادما من تونس في ختام جولة مغاربية له شملت دولتي المغرب والجزائر كذلك. واحتشدت أعداد غفيرة من محبي أردوغان أمام المطار الدولي في انتظار عودته منذ ساعات، وهى تردد هتافات التأييد له، معلنين رفضهم للحملة الأخيرة التي يتعرض لها هو وحزبه.