تأتى زيارة رئيس بورما "ثين سين" اليوم –الاثنين- للولايات المتحدةالأمريكية، علاوة على الانفتاح الاقتصادى بين البلدين، بوصفها خطوة تزيد من سوء الوضع الذى يتعرض لها مسلمو بورما، خاصة أقلية الروهينجا. أوباما الذى أصبح أول رئيس أمريكى يزور بورما فى نوفمبر الماضى، يلتقى اليوم الرئيس البورمى الذى لاقى المسلمون فى عهده أشد أنواع الاضطهاد، بما دفع الأممالمتحدة لنعتهم بأنهم الأقلية الأكثر اضطهادا فى العالم. وبدلا من المطالبة بإعطاء المسلمين حقوقهم قبل رفع العقوبات المفروضة على بورما منذ سنين، إلا أن الإدارة الأمريكية والدول الغربية اتجهت للانفتاح الاقتصادى والسياسى على الدولة الأسيوية، عقب إعلانها عن إصلاحات لا تطال المسلمين. توسع مفاجئ وقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التوسع فى العلاقات الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية الحالية بين البلدين بأنه "سريع بشكل مفاجئ"؛ وذلك بعد عقدين من التنافر. وأضافت الصحيفة أن العديد من الشركات الأمريكية تهدف لتعويض الوقت الذى فاتها فى تلك الدولة الواقعة فى جنوب شرق أسيا، والتى سبقهم إليها بالفعل المتنافسون الإقليميون والأوربيون. ويأتى الانفتاح الأمريكى على بورما رغم استمرار وجود تعقيدات فى العلاقة بين البلدين بسبب المسجونين السياسيين، وبسبب "بواعث القلق من تناول الحكومة للعنف ضد المسلمين الذى وقع مؤخرا" وفقا للصحيفة التى أضافت أن الحكومة البورمية تُنتقد من جانب جماعات حقوق الإنسان لموقفها من أقلية الروهينجا المسلمة المُهجَّرة. تهميش للقضية لكن ما يتعرض له مسلمو بورما أشار إليه "ديريك ميتشل" أول سفير أمريكى لبورما بعد 22 سنة بقوله إن هناك قدرة على توسيع العلاقات "حتى مع ما نثيره بشكل صريح عن القضايا التى تشغلنا"، بما يعنى أن الأمريكيين ماضون فى انفتاحهم رغم ما يحدث. وقد ظهر ذلك فى عمل الولاياتالمتحدة على مساعدة بورما للفوز برئاسة (تجمع دول جنوب شرق أسيا) "أسيان" السنة القادمة. ومما يظهر الصورة الحقيقية لما يحدث فى بورما أنه فى الوقت الذى أطلقت فيه الحكومة سراح 23 سجينا سياسيا عشية زيارة "ثين سين" للولايات المتحدةالأمريكية، عثرت سلطات بنجلاديش على جثث 25 مسلما -بينهم عشرون طفلا- من أقلية الروهينجا على شاطئ قرب الحدود؛ حيث كانوا قادمين من بورما واعتبروا فى عداد المفقودين بعد غرق مركبهم الاثنين الماضى، وهم يحاولون الفرار من بلادهم.