أجرى الرئيس محمد مرسي حوارا مفتوحا عقب الانتهاء من كلمته أمام الجالية المصرية بالبرازيل، حيث طرح مهاجر مصري فكرة الإفراج عن رموز النظام السابق والتفاوض معهم لاستعادة الأموال المنهوبة، وقال: ماذا يفيد حبس مبارك ونجليه وهو رجل بلغ من العمر 85 عاما؟. ورد الرئيس محمد مرسي قائلا: لا أتحدث عن أشخاص ولكن بصفة عامة فان هذا الموضوع له شقان أساسيان، والشق الذي به جانب جنائي لا يتم التدخل به، والأمر متروك للقضاء.. أما الشق الثاني فهو المتعلق بالجانب الذي يحوي إجراءات ومخالفات إدارية، وهذا الجانب به كلام، ومؤسسات الدولة قد تقبل فيه المصالحة القانونية وفقا للقواعد القانونية. وتابع: إن المصالحة التي جرت مؤخرا مع إحدى شركات الإسمنت، حيث تم اكتشاف أنه كان هناك خطأ في تطبيق الإجراءات.. وقال: إن سلطة رئيس الجمهورية أن يعفو عن العقوبة وفقا لصلاحياته، لكن ذلك له ضوابط وأصول، وأن الدولة تحترم العقود التي أبرمتها، أما من لا يمتلك عقدا فهذا لا يصح، وأن هناك لجان متخصصة تعمل، ورئيس الجمهورية لا يتدخل في عملها؛ حتى لا يتصور أحد أن الثورة المصرية هي ثورة مقصلة، ولضمان أن هذه المرحلة ليس فيها هوى وحتى لا يوظف هذا الهوى ضد أحد. وأضاف: أما من أبرم عقدا بطريق الخطأ وأصبح هناك فارق لصالح الدولة فإنه عليه أن يدفعه ويدخل خزينتها. تحدث أحد المهاجرين عما أسماه انحراف السلطة القضائية، وهنا قال الرئيس: إنه "لا يوجد انحراف، وكلمة انحراف هذه كلمة كبيرة، والسلطة القضائية كيان كبير، مشيرا إلى أن هناك درجات للتقاضي حتى يصل إلى النقض، وأنه يجب أخذ الأمور بدقة، وأن من يرى أن هناك حكما مخالفا عليه اللجوء إلى القضاء. وأوضح أن القضاة أنفسهم يقولون: إن لديهم من داخلهم وسائل لتقويم المخطئ وهذا موجود، أما ما يخص موضوع الحكم في موقعة "الجمل" أشار الرئيس إلى أن الذي أعلن في حيثيات الحكم أنه ليست هناك أدلة كافية، والقاضي يحكم بوجود الدليل، وإذا لم يكن هناك دليل ثبوت كاف لا يستطيع إلا أن يحكم بما هو تحت يديه. وأكد تقديره لمبدأ الفصل بين السلطات، وأن مصر بها سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية يجري العمل على إكمال بنائها؛ حتى يصبح لدينا مجلس للنواب ولدينا سلطة قضائية، ودعاه إلى الصبر، وأن الله سيظهر كل الحقوق. وطلب أحد الحاضرين نقل القنصلية المصرية من ريو دي جانيرو إلى مدينة ساوباولو التي تتواجد بها معظم الجالية المصرية، وطلب الرئيس من السفير حسام زكي دراسة الأمر وعرضه على وزير الخارجية لبحثه، وقال الرئيس مازحا: "وإذا لم يبحث الوزير الموضوع وهو موجود معنا تظاهروا ضده". وطالب أحد شيوخ بعثة الأزهر بتدريس اللغة البرتغالية والإسبانية في المعاهد؛ حتى يكون هناك من المؤهلين للتعامل مع هذه اللغات. وقدمت إحدى المؤسسات الإسلامية التي لا تهدف إلى الربح دراسة للرئيس، طالبة دعمه حتى تستطيع أداء دورها وخدمة الشباب وجذبه للعمل. وعرض أحد المصريين المهاجرين للعقبات التي تواجهها الشركات المصرية لفتح أسواق جديدة في البرازيل وأحد هذه التحديات عدم المعرفة بالسوق البرازيلي، مؤكدا أن هذا التوقيت هو الأفضل لدخول المنتجات المصرية، وطالب بإنشاء خط طيران مباشر؛ لأن السوق البرازيلية واعدة، وأن ذلك سيشجع المستثمرين والسياحة، وهنا أكد الرئيس أن هذه الزيارة وغيرها من الزيارات لدول العالم تهدف إلى تحقيق ذلك. ودعا أحد الحاضرين إلى مصالحة وطنية وقال: إن مصر لديها موارد كبيرة ليست متاحة لأي دولة في المنطقة، وإن كل مغترب لديه استعداد للمساهمة في نهضة مصر، وأنه يمكن الاعتماد على المصريين في الخارج الذين يرغبون في مساعدة بلدهم، وأكد الرئيس أنه تم تشكيل مجلس لأبناء مصر في الخارج منذ عدة أيام من 75 شخصا، أي أن كل مائة ألف شخص يمثلهم شخص في المجلس، وأن هذا المجلس وعاء ووسيلة للتواصل مع المصريين في الخارج. وأعرب أحد القساوسة الحاضرين عن تمنياته للرئيس بأن يوفقه الله في مهمته لخير مصر وشعبها، وهنأه الرئيس بعيد القيامة المجيد وجميع الأقباط في مصر والمهجر.