تقدم لخطبتى شاب عن طريق أحد معارف والدى، حيت قام بزيارتنا أكثر من مرة وجدت معه راحة وقبولا جيدين وكان إنسانا خلوقا ومهذبا وبارّا جدا بوالده وهذا تحديدا ما شجعنى على الموافقة على الارتباط به. وحينما انتقلنا للمرحلة الثانية من حيث السؤال عليه فوجئنا بأنه لا يصلى وأن جيرانه بالشارع لا يشاهدونه فى الجامع إلا فى صلاة الجمعة، والحقيقة إنى لاحظت هذا فى جلساتنا فقد كان والدى يستأذن للصلاة بينما هو لا يتحرك من مكانه وكنت أبرر له ذلك بأنه لا يرغب فى تضييع الوقت (المخصص لجلستنا) خاصة أن صلاة العشاء وقتها مفتوح لكنى لا أنكر تخوفى منه حاليا بالرغم من كل المميزات الموجودة به وبالرغم من تقاربنا الفكرى وتوافقنا الاجتماعى إلا أننى أخشى إتمام الخطبة لعدم التزامه بالصلاة. تجيب عن هذه الاستشارة، رغداء بندق ،المستشارة الاجتماعية، تقول : أختى الفاضلة لا شك أن ترك خطيبك للصلاة مشكلة كبيرة بل هى كبيرة فى حق الله عز وجل وهى مشكلة لاشك تؤرقك بالفعل فكيف ستلزمين أبنائك بالصلاة وهم لا يرون قدوتهم لا يصلى. أرى أن تتأكدى أولا من تركه للصلاة فربما طبيعة عمله تحتم عليه الصلاة بمقر الوظيفة آو بجوار عمله بعيدا عن جيرانه، وإن تأكد إليك صدق ما نُقل عنه فابحثى عن سبب تكاسله عن الصلاة بطريق غير مباشر ولا تحاولى أبدا أن تقومى بدور الضمير والرقيب لأن هذا ليس دورك حاليا الدخول فى نقاشات وعظية . لكن أدعوك فقط أن تشجعيه وتحفيزه للصلاة بطريق غير مباشر كأن تتحدثى عن البركة التى تجلبها الصلاة وهكذا فإن وجدت منه تجاوبا فذلك خير لكنى لا أنصحك بالرهان على مداومته على الصلاة. واعلمى أن بالصلاة تستقيم الحياة وهى ركن من أركان الإسلام ويصعب التغاضى عنها لكن دعينا نفكر معا بصوت عال: فأنت ترين فيه قبول وتفاهم فهل هذان كافيان لتعديل ما تعود عليه؟ والاستمرار عليه؟ إن وجدت فيه تجاوبا للصلاة فهل يداوم عليها طاعة لله ام تقربا منك؟ لا أستطيع توجيهك لأخذ قرار لكن كل ما يمكننى فعله هو دعوتك لترتيب أولوياتك فى شريك حياتك، واجعلى نظرتك أبعد من خطواتك الحالية، وحددى قراراتك واستعينى بالاستخارة فكلها خير.