أثارت سلسلة التفجيرات التى ضربت سبع مدن عراقية مؤخرا، وأصابت عددا من المراكز الانتخابية وخلفت عشرات القتلى والجرحى، موجة تساؤلات حول المستفيد من تأزم المشهد العراقى قبل ساعات من الانتخابات المحلية المقررة غدا السبت، خاصة أن التفجيرات لم تصب فئة معينة من المجتمع بل ضربت مختلف مكونات المجتمع العراقى من أكراد وتركمان وسنة وشيعة. وجاءت التفجيرات قبل أيام من انتخابات مجالس المحافظات التى ستجرى السبت 20 إبريل، وتنظم فى 12 محافظة من محافظات العراق البالغ عددها ثمانى عشرة محافظة، وتعد اختبارا للاستقرار السياسى فى البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية، بجانب اختبارها لقوة رئيس الوزراء نورى المالكى السياسية فى مواجهة منافسين آخرين من الشيعة والسنة، قبل الانتخابات البرلمانية التى تجرى فى 2014. وكان أغلب تفجيرات الاثنين الماضى بسيارات ملغومة، بينها انفجاران أسفرا عن مقتل راكبين عند نقطة تفتيش كانا فى طريقهما إلى موقع مطار بغداد، ويصاحب العنف أزمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة فى الحكومة التى تقسم فيها المناصب بين الأحزاب الشيعية والسنية والكردية فى ائتلاف غير عملى لتشارك السلطة، فيما فشل المالكى فى الوفاء باتفاقيات اقتسام السلطة، ويهدد بتشكيل حكومة أغلبية لإنهاء الأزمة. ويرى مراقبون أن المالكى يسعى لإلقاء المسئولية فى هذه التفجيرات على بعض الأطراف لزيادة شعبيته، خاصة أنه يعانى من تدهورها بشكل كبير عقب استبعاد مختلف مكونات المجتمع العراقى والانفراد بالحكم، لذلك فهو يسعى لإثارة المخاوف الأمنية لدى المواطنين. ويخشى المالكى من تأثير استمرار المظاهرات فى المحافظات الغربية المطالبة برحيله والمستمرة منذ ديسمبر الماضى على شعبيته؛ حيث يشكو السنة من استبعادهم من هيكل السلطة فى البلاد واستهدافهم بشكل جائر على أيدى قوات الأمن. ولا يخلو ائتلاف المالكى الشيعى أيضا من انقسامات سياسية، فقد هددت الكتلة الصدرية بقيادة مقتدى الصدر بفض ائتلاف المالكى، بل أيدت محاولة لحجب الثقة عنه فى البرلمان. ويخوض الانتخابات أكثر من ثمانية آلاف مرشح يتنافسون على نحو 450 مقعدا فى جميع محافظات العراق باستثناء محافظات كردستان الثلاث ومدينة كركوك، ومحافظتى الأنبار ونينوى.