فيما اجتمع زعماء الفصائل العراقية أمس في أربيل في محاولة لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة الجديدة التي دخلت شهرها التاسع لقي14 شخصا مصرعهم في هجوم بسيارتين ملغومتين علي مدينة كربلاء والنجف وبدأ زعماء العراق السياسيون اجتماعا أمس يمكن ان ينهي أزمة مستمرة منذ ثمانية أشهر حول تشكيل حكومة جديدة ويضمن لرئيس الوزراء نوري المالكي فترة ثانية علي رأس الحكومة. وهدف الاجتماعات التي تعقد في العاصمة الكردية أربيل والتي ألقي مسعود البرزاني رئيس المنطقة الكردية كلمة في مستهلها هو الاتفاق علي حكومة وحدة وطنية تضم الشيعة والسنة والاكراد قبل جلسة برلمانية بعد غد. لكن لم تظهر إشارات واضحة علي تقارب الافكار في الاجتماع الاول الذي نقله التلفزيون مباشرة. وقال منظمون إن الجلسة انتهت بعد ساعتين قبل أن تستأنف المحادثات في بغداد مساء اليوم. وظل العراق بلا حكومة جديدة منذ انتخابات غير حاسمة أجريت في السابع من مارس فاز فيها بأكبر عدد من مقاعد البرلمان ائتلاف العراقية متعدد وأثناء انعقاد اجتماع أمس انفجرت سيارتان ملغومتان في مدينتي النجف وكربلاء مما أسفر عن مقتل14 زائرا شيعيا علي الاقل بينهم إيرانيون. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرين لكن الهجومين يحملان بصمات المتمردين في العراق الذين يريدون إثارة العنف الطائفي من جديد ويرفضون ما يصفونه بنفوذ ايران علي القادة العراقيين الشيعة. وتحتاج الحكومة العراقية الجديدة الي مشاركة من الاقلية السنية اذا كانت ستحاول تضميد الجروح الطائفية القديمة. ويمكن أن يؤدي استبعاد ائتلاف العراقية من السلطة الي اغضاب الناخبين السنة الذين اعطوها أصواتهم ويذكي تمردا اسلاميا سنيا. ودعا رئيس الوزراء العراقي الاسبق إياد علاوي زعيم الائتلاف في كلمة أثناء الاجتماع إلي سرعة تشكيل حكومة جديدة تكون قوية بما يكفي لتحقيق توقعات الناخبين. وقال' آن الاوان أن نتقدم بخطا واثقة وخطي ثابته وخطي جريئة لكي نحقق العراق الذي نصبو اليه جميعا... أملي أن يحقق الله النصر لهذا الاجتماع وان يخرج هذا الاجتماع بنتائج تنعكس ايجابيا علي الشعب العراقي.' وطالب أعضاء آخرون في ائتلاف العراقية بأن تناقش الاجتماعات أيضا قضايا مثل أجندة الحكومة الجديدة واقتراحات تشريعية ودستورية وأن تتفق عليها. وقال المالكي إن محاولة التوصل لاتفاق يلبي كل الطلبات قد يؤخر تشكيل الحكومة أكثر من ذلك وأضاف أنه إذا قرر القادة الاتفاق علي كل شيء فإن الآمر سيستغرق عاما أو عامين من الآن لكنهم بحاجة للاتفاق علي ما يمكنهم الاتفاق عليه. وكان ائتلاف العراقية قد أعلن من قبل عن رفضه المشاركة في حكومة يرأسها المالكي ولوح بإمكانية مقاطعة جلسة برلمانية مقررة بعد غد وسيسعي النواب فيها إلي انتخاب رئيس للبرلمان. وقال صالح المطلك وهو عضو في ائتلاف العراقية وشخصية سنية كبيرة إنه لا يعتقد أن يتم التوصل لاتفاق قبل موعد جلسة البرلمان الخميس. لكن زعماء كبار في العراقية قالوا أمس ان من المتوقع ان يوافقوا في نهاية المطاف علي التعاون مع المالكي بينما هددت مجموعة من نواب البرلمان من ائتلاف العراقية بالانشقاق عليها اذا لم تفعل. وتوصل المالكي الي اتفاقات مع حلفاء شيعة والأقلية الكردية مما مهد الطريق أمامه للاحتفاظ بمنصبه. كما ضمن تأييد كتل سنية صغيرة. وينظر الي التغير الجديد في موقف العراقية علي انه مؤشر لإدراكها بأن المالكي لديه الدعم الكافي الآن الذي يمكنه من تشكيل حكومة بدونها. وقال اسامة النجيفي وهو زعيم سني كبير في العراقية لرويترز عبر الهاتف من بغداد' هناك توجه للمشاركة في الحكومة.. هناك بوادر اتفاق. مازال هناك مباحثات حول الاصلاح وتقاسم السلطة.' وبموجب الاتفاق المطروح سيحتفظ المالكي بمنصبه رئيسا للوزراء وأيضا سيظل جلال الطالباني وهو كردي رئيسا للعراق. ويمكن ان يعرض علي العراقية منصب رئاسة البرلمان ووزارة الخارجية ودورا بسلطات موسعة في قضايا الاقتصاد والدفاع والشئون الخارجية.
