رغم رفض المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا الاعتراف ب"ميشال جوتوديا" الذى نصَّب نفسه رئيسا لجمهورية إفريقيا الوسطى، بعد استيلاء مقاتلى تحالفه المتمرد "سيليكا" على العاصمة بانجى فى 24 مارس الماضى والإطاحة بالرئيس "فرانسوا بوزيز" بعد أن حكم البلاد 10 سنوات، أعلن المجلس الانتقالى فى جمهورية إفريقيا الوسطى، السبت الماضى، انتخاب "ميشال جوتوديا" رئيسا مؤقتا للمجلس الوطنى الانتقالى فى البلاد لمدة 18 شهرا، لكى يعمل خلال هذه الفترة على التحضير لإجراء الانتخابات العامة فى البلاد. وكان الزعماء الأفارقة والدول الغربية قد رفضوا الاعتراف بجوتوديا زعيما شرعيا للبلاد، ودعوا إلى تشكيل المجلس الانتقالى لقيادة البلاد إلى الانتخابات فى غضون 18 شهرا، لكن جوتوديا كان المرشح الوحيد فى الاقتراع الذى جرى خلال افتتاح الجلسة الأولى للمجلس الانتقالى، وصدق المجلس الذى يضم 105 أعضاء خلال اجتماعه فى البرلمان فى العاصمة بانجى على تولى جوتوديا رئاسة البلاد ممهدا الطريق أمام الاعتراف به. ووافق جوتوديا على عدم السعى لإعادة انتخابه فى نهاية الفترة الانتقالية، وقال لأعضاء المجلس الذين تم انتخابهم بالإجماع من قبل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى: "سأفعل ما تطلبون منى فعله وليس وفقا لأهوائى"، وأضاف أن تدهور الوضع الأمنى فى العاصمة وفى شتى أنحاء إفريقيا الوسطى سيكون أهم ما يشغله خلال الفترة الانتقالية. ووصف دبلوماسى -رفض الكشف عن هويته- عملية الانتخاب بأنها خطوة ضرورية "لإضفاء بعض الشرعية" على حكم جوتوديا. وكانت حركة "سيليكا" التى تضم خمس حركات متمردة قد بدأت تمردها فى أوائل ديسمبر الماضى، متهمة الرئيس السابق بالتراجع عن اتفاقية سلام أبرمت عام 2007، لكنها تراجعت فى نهاية المطاف بموجب اتفاق توصلت إليه السلطات وأطياف المعارضة بما فيها "سيليكا" خلال مفاوضات أجريت فى الجابون فى يناير الماضى. وتجددت العمليات القتالية فى مارس الماضى بعد أن اتهمت حركة تحالف "سيليكا" الرئيس بخرق الاتفاق مع المعارضة، لا سيما بعد التراجع عن وعده بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، حتى انقلبت الحركة على الرئيس الشهر الماضى. ولا يُعرف الكثير عن جوتوديا؛ الزعيم الجديد للدولة الغنية باحتياطى هائل من الثروة المعدنية غير المكتشفة، التى تعد من أقل الدول نموا فى العالم. وبعد عمله لسنوات عدة فى الحكومة كموظف ودبلوماسى، تحول جوتوديا إلى التمرد، وأنشأ حركة مسلحة فى 2005 بعد عامين من سيطرة "فرانسوا بوزيز" على السلطة إثر انقلاب.