أكدت الصحف العربية الصادرة اليوم أن قمة الدوحة تكتسب أهمية كبيرة، توقيتا ومكانا، وأيضا من حيث شعارها "الأمة العربية.. الوضع الراهن وآفاق المستقبل"، حيث يلخص الواقع بدقة، وتطلع الشعوب إلى غد أفضل. وأجمعت الصحف في افتتاحياتها على أن أبرز تحد هو الأزمة السورية وتداعياتها التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة، مما يستدعي تحمل المسئولية بمشاركة الائتلاف الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري. قالت صحيفة الشرق القطرية: إنه مما لاشك فيه أن أبرز تحد هو الأزمة السورية وتداعياتها، أما القضية الفلسطينية، فالثوابت لا تزال حاضرة وقائمة، فلا سلام ولا استقرار دون نيل الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وشددت الصحيفة على أن قمة الدوحة تنعقد في ظرف دقيق، ومطالب الشعوب بالإصلاح، والحرية والكرامة، في الصدارة والآمال كبيرة، معتبرة أن قمة الدوحة تخاطب قضايا مهمة، بل تؤثر بشكل مباشر في مستقبل الأمة. ولفتت إلى أن المشاركة الرفيعة للقادة، والتنظيم الدقيق للقمة، يعكس اهتماما وجدية في مخاطبة القضايا التي تبحثها القمة، ورغم تباين الآراء حول تمثيل الائتلاف السوري، فإن وجوده في حد ذاته خطوة نحو الحل، لانهم أدرى بأبعاد الأزمة، وما يريدونه، وما سيطرحونه هو خيار يجب احترامه، لأنهم الممثل الشرعي الوحيد، ويحمل على عاتقه آمال وتطلعات شعب يرنو إلى الحرية والكرامة. وطالبت الصحيفة فى الختام بإصلاح الجامعة العربية، وقالت: إنها قضية قد حان وقتها، والشعوب تتقدم بربيعها، وأولى خطوات الإصلاح، التي ينبغي أن يعجل بها قادتنا، آلية اتخاذ القرار، لأن القضايا التي تواجهنا، خاصة ما يتعلق باستقرار ومستقبل الأمة، تستوجب اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فضلا عن تطوير أجهزتها على غرار منظمات أخرى تقدمت ونهضت بمسئولياتها تجاه السلم ومستقبل شعوبها. وشددت صحيفة (الوطن) القطرية تحت عنوان "منعطف مهم" على أن القمة العربية في دورتها العادية ال(24) اليوم بحضور الملوك والأمراء والرؤساء والقادة العرب قمة مصيرية، لجهة ما يحتشد في أجندتها وجدول أعمالها الحافل من مهام ومسئوليات، ترقبا لصدور مقررات وتوصيات فاعلة ترتقي إلى مستوى الأحداث، التي تحيط بالواقع العربي. وأوضحت الصحيفة أنه ومنذ بدأ الأعمال التحضيرية للقمة، على مستوى كبار المسئولين العرب، مرورا بانعقاد اجتماع وزراء الخارجية يوم أمس الأول الأحد، فقد ظلت الآمال تتفاعل في أوساط الرأي العام العربي، بأن تشهد قمة الدوحة ما هو مأمول منها، بالنجاح الأساسي في تعميق روح التضامن العربي، وتعزيز العمل العربي المشترك، ولإفساح المجالات الواسعة لحوارات ونقاشات معمقة بين القادة العرب، في إطار من الشفافية والتفاهم، والرغبة في تضميد جراح الأمة، وانتشال واقع العمل العربي الراهن، من السلبيات العديدة التي رانت على مسيرته، عبر الأعوام الماضية. وأشارت صحيفة (الراية) القطرية إلى أن الأزمة السورية والقضية الفلسطينية هما البندان الرئيسيان على أجندة القمة، ويشكلان التحدي الصعب الذي يواجه الأمة العربية في قمة الدوحة التي اتخذت شعار "الجامعة العربية.. الواقع العربي الراهن وآفاق المستقبل"عنوانا لها". ورأت الصحيفة أن القمة العربية التي تبدأ بالدوحة اليوم، هي الأولى للقادة العرب، بعد قبول دولة فلسطين عضوا مراقبا في الأممالمتحدة، الأمر الذي يضيف إليها بعدا جديدا فيما يتعلق بمسار حل النزاع وتعزيز مبدأ حل الدولتين بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. واعتبرت أن القمة ستركز على ملفي فلسطين وسوريا؛ ما يجعلها قمة سياسية بمعنى الكلمة، وتسعى في هذا الإطار إلى الدفع بجهود التطوير والإصلاح الشامل في المنطقة العربية خطوات إلى الأمام، الأمر الذي ينعكس بدوره إيجابًا على عملية الإصلاح في الجامعة العربية نفسها من أجل الانطلاق نحو آفاق جديدة من العمل العربي المشترك. وطالبت الصحيفة في الختام بمواجهة سياسة إسرائيل بصمود وإرادة حقيقية ورسالة عربية موحدة مفادها أننا العرب لن ننخدع بعد اليوم بحيل إسرائيل لكسب الوقت وتعويم الحلول بمسكنات ووعود بتنازلات وهمية وابتسامات غامضة وحاقدة تخفي وراءها الشر والسم، في لقاءات مرتبة أو عابرة. كما دعت إلى وجود حل للازمة السورية التي طالت كثيرا، مبينة أن الجامعة العربية تبنت مبادرات كثيرة منفردة وثنائية مشتركة مع الأممالمتحدة دون جدوى وفائدة، فالنظام يستمر في غيه وفي قتل شعبه وتسوية المدن والقرى بل سوريا كلها بالأرض، مدفوعا ومدعوما بقوى لا تنظر إلا تحت قدميها بحثًا عن مصالحها الضيّقة فقط، ناسية ومتناسية مصالح الشعوب وحقها في اختيار من يحكمها. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، قالت صحيفة (البيان): إن القمة العربية في دورتها ال(24) تنطلق اليوم في الدوحة وسط مخاض عسير تعيشه الأمة العربية وتحديات جمة فرضتها الثورات العربية التي انطلقت شرارتها قبل نحو عامين من تونس وامتدت لتشمل بلدانا عربية أخرى. وتحت عنوان "قمة التحديات"، قالت الصحيفة: إن قمة الدوحة تأتي والحال العربية تزداد سوءا، فالأمور على ما مضى ولا تجديد يذكر لانتشال الحال مما هي عليه، فبين كل قمة وقمة تزداد المخاطر وتشتعل منطقة تلو أخرى في متتاليات مرعبة في غياب التكامل العربي بما يدعو للتساؤل هل بمقدور هذه القمة أن تعيد الوفاق للعالم العربي وأن تجمع العرب وتوحدهم في وجه التدخلات الخارجية. وأكدت أن القمة العربية في الدوحة هي أشبه ما تكون بقمة استثنائية رغم أنها عادية ودورية فهي قمة التحديات والأمل فأمامها قضية ساخنة هي الأزمة السورية التي كثر نزفها وقلت مخارجها ولم يعد العالم قادرا على غض الطرف عنها وهناك القضية الفلسطينية مسدودة الآفاق والمخارج منذ أمد بعيد ولا بريق أمل خاصة أن عمليات الاستيطان الإسرائيلي تتواصل دون رادع وبالتالي فإن الموقف العربي يجب أن يأخذ منحى أكثر جدية في التعاطي مع عمليات التهويد والاستيطان الجارية لأن النظام العربي عجز بقرارات القمم السابقة عن الوقوف في وجه إسرائيل لمنع تهويد القدس ووقف الاستيطان. وفي سلطنة عمان، قالت صحيفة (عمان): إن أنظار العرب جميعهم والكثيرين من غير العرب تتجه اليوم نحو العاصمة القطرية الدوحة من أجل متابعة أعمال القمة العربية ال(24) التي ستبدأ في وقت لاحق وتشارك فيها السلطنة. وتساءلت الصحيفة في عمودها اليومي (كلمتنا) تحت عنوان "قمة الدوحة وتطلعات عربية كثيرة" ما يمكن أن يتمخض عن هذه القمة من قرارات بشأن مختلف القضايا المطروحة وكذلك بشأن تفعيل العمل العربي المشترك ومؤسساته. وأشارت إلى استعدادات قطر لهذه القمة والتي وفرت لها كل ما يمكن أن يساعد على نجاحها وعلى تحقيق الأهداف المحددة لها حيث عبر عنها جدول أعمالها الذي يتضمن العديد من الموضوعات التي تخص الظروف العربية والإقليمية والدولية الراهنة. واختتمت الصحيفة بالقول: إن المواطنين العرب على امتداد المنطقة يتطلعون إلى القمة من أجل تعزيز الالتقاء والتضامن العربي وكذلك تعزيز ودفع مسيرة العمل العربي المشترك على نحو يمكنه من مواكبة تلك التطلعات والتعبير عنها والتجاوب معها كذلك وتحقيق المصالح العليا للأمة العربية. وقالت صحيفة (الرؤية) تحت عنوان "مسيرة العمل العربي.. تحديات وآفاق": إن سلطنة عمان حريصة على تدعيم مسيرة العمل العربي المشترك، والمساهمة في إنجاح هذه القمة التي تعقد في وقت حرج تشهد فيه المنطقة ظروفًا استثنائية أثرت سلبا على اقتصادياتها وتماسكها الاجتماعي الأمر الذي يتطلب تقييم آليات العمل العربي المشترك لتكون أكثر فاعلية وقدرة على مواجهة التحديات وأكثر قابلية على تلبية متطلبات المرحلة، والاستجابة إلى احتياجات المستقبل. ورأت الصحيفة أن الشعوب العربية تتطلع إلى أن تسفر قمة الدوحة عن قرارات عملية تسهم في كل ما من شأنه أن يجمع شمل العرب ويدعم الاستقرار في المنطقة ويحقق الرخاء ويهيئ الدول العربية للدخول إلى المستقبل بطموحات واعدة.