وسط تحديات ومعطيات عديدة تفرض نفسها بقوة علي جدول أعمال القمة العربية تبدأ غدا القمة العربية في دورتها العادية ال24 بالعاصمة القطرية الدوحة تحت مسمي «الامة العربية الوضع الراهن وآفاق المستقبل»، وسط اتجاه داخل أروقة القمة لأن يشغل الائتلاف السوري المعارض مقعد نظام بشار في الجامعة. ويتوجه الرئيس محمد مرسي اليوم، للدوحة، لحضور القمة ال24 ، برفقة وفد وزاري رفيع المستوي. ومن المقرر أن يلقي الرئيس مرسي كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية يحدد فيها المواقف المصرية تجاه أبرز القضايا المطروحة علي جدول أعمال القمة وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وتطوير وهيكلة الجامعة العربية والتكامل الاقتصادي العربي. ويتوقع المراقبون غياب عدد من قادة وزعماء العرب أبرزهم بشار الأسد ودول الخليج. وكان وزراء الخارجية قد اختتموا اجتماعهم التحضيري للقمة امس وذلك بعد مناقشة عدد من القرارات علي جدول اعمال والتي تم رفعها للقادة العرب وإقرارها في بداية فعاليات القمة. وحسم الوزراء في الاجتماع الامر باتجاه اختيار الائتلاف السوري المعارض ليحل مكان المقعد السوري في القمة بعد غد. وكانت كل من الجزائر والعراق قد تحفظوا علي شغل الائتلاف مقعد سوريا بالجامعة بينما امتنعت لبنان عن التصويت علي ذلك الملف. واضافت مصادر بالجامعة ان وزراء الخارجية العرب بصدد رفع مشروع قرار الي القادة العرب بهذا الخصوص اضافة الي بنود اخري تتعلق بالقضية الفلسطينية واصلاح الجامعة العربية وتقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي . وجاء ابرز الموضوعات وهو قرار إصلاح وتطوير الجامعة العربية واقامة «الاتحاد الجمركي» و«منطقة التجارة الحرة»، في إطار تحركات لإنعاش اقتصاديات دول المنطقة، خاصة تلك التي خرجت للتو من ثورات واحتجاجات لا تزال تلقي بظلالها علي تفاصيل الحياة اليومية لمواطني دول الربيع العربي في مصر وتونس واليمن. وتطوير منظومة العمل العربي المشترك في ضوء الذي قدمته لجنة التطوير برئاسة الاخضر الابراهيمي والتي رفعت تقريرها الي الأمين العام والمتضمن عدداً من التوصيات والخطوات من اجل تفعيل المنظومة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وافق الوزراء علي مشروع قرار تقدمت به فلسطين بشأن دعم وتمويل مشروعات في مدينة القدس بقيمة 500 مليون دولار ،اضافة الي تشكيل لجنة وزارية عربية برئاسة حمد بن جاسم لزيارة واشنطن ولقاء بالإدارة الامريكية من اجل تفعيل عملية السلام. وحول مشاريع قرارات القمة العربية المقرر مناقشتها واصدارها ياتي ابرزها مبادرة السلام العربية، اذ أكد المشروع علي أن السلام الشامل والعادل هو الخيار الاستراتيجي، ولن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967،ورفض كل اشكال التوطين، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، ذات سيادة وعاصمتها القدسالشرقية وفق ما جاء في مبادرة السلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002. وحمل المشروع،إسرائيل المسئولية الكاملة لتعثر عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب إصرارها علي الاستيطان كبديل عن السلام. كما تقرر تشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر وعضوية كل من مصر والأردن وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية لإجراء مشاورات مع مجلس الأمن والإدارة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي للاتفاق علي آليات وفق إطار زمني محدد لإطلاق مفاوضات جادة وتكليف الأمين العام للجامعة العربية تشكيل فريق عمل لإعداد الخطوات التنفيذية لهذا التحرك. ورحبت القمة العربية في مشروع القرار بمبادرة الشيخ حمد بن خليفة ال ثان امير دولة قطر بالتوجه الي مجلس الامن بغرض استصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جميع الجرائم التي اتخذتها اسرائيل منذ احتلال عام 1967 في القدس بهدف طمس معالمها الاسلامية والمسيحية. في سياق متصل استقبل الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر امس دكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية وعقد معه لقاء حول القمة. وصرح العربي عقب اللقاء والذي تم بحضور السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة بأنه تم خلال المقابلة التشاور حول القمة العربية والموضوعات المطروحة علي أجندتها وهي موضوعات هامة وكثيرة . وأوضح العربي أن وزراء الخارجية العرب ناقشوا في اجتماعهم التحضيرية تطورات الأوضاع في سوريا . وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في أن تفتح قمة الدوحة الآفاق الجديدة للحلول العملية لمشاكل الأمة ، مبديًا في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب تقديره لدور دولة قطر لاحتضانها أعمال القمة في فترة تاريخية شديدة التعقيد ومليئة بالتحديات الكبري. وأوضح أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة لدراستها جدول الأعمال المعروض أمام القمة ، والذي يمثل بداية حقيقية لتطوير الجامعة. من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده حريصة علي طي صفحة الماضي وتجاوزها ، ومد يد المحبة والتعاون والإخوة للجميع من أجل تطبيع العلاقات العراقية - العربية.