دعت صحف الخليج الصادرة، صباح اليوم الأحد، القوى الوطنية في مصر إلى استغلال وثيقة الأزهر لوقف العنف، وإطلاق الحوار لتفويت الفرصة على كل من يهدف إلى إفشال أية مبادرات تستهدف أمن واستقرار مصر. ووصفت صحيفة (الخليج) الإماراتية المبادرة التي أطلقها الأزهر وطالبت بحماية النسيج الوطني الواحد من الفتن الطائفية المصنوعة والحقيقية بأنها محاولة جدية وخطوة استباقية لإغلاق باب الفتنة التي بدأت تلوح في أفق مصر جراء سياسات التسلط، واحتكار السلطة، وإقصاء الآخر، والخروج عن خط ثورة 25 يناير. وشددت على ضرورة عمل كل الأطراف والأحزاب والقوى على أساس أن مصر تستحق التضحية؛ لأنها عبر التاريخ كانت دولة مؤسسات وليست دولة أحزاب أو أشخاص، فمصر تبقى والكل يذهب، ويجب أن تكون كما يريدها شعبها وثورتها وشهداء ثورتها وأمتها من قوة ورفعة وريادة. ولم يغب المشهد السياسي في مصر عن التغطية الخارجية للصحف القطرية؛ حيث حثت صحيفة (الوطن) القطرية القوى الوطنية على تفويت الفرصة على كل من يهدف إلى إغراق البلاد وإفشال كل مبادرات تستهدف أمن واستقرار مصر. وأضافت الصحيفة أنه يأتي في صدارة هذه الجهود مبادرة الأزهر الشريف التي تنبذ العنف ونجحت في سد الفجوات وفي جلوس كافة التيارات السياسية على طاولة واحدة لبحث مستقبل جديد لمصر تتوافق فيه الآراء وتجتمع الكلمة، وتتحد الإرادة لتنمية البلاد لا إغراقها في فوضى وتوتر وتصادم بين الشعب والمؤسسة الأمنية. وقد أصدر الأزهر الشريف في 31 يناير وثيقة لنبذ العنف بالتعاون مع مختلف القوى السياسية والحزبية. على صعيد ذي صلة، حذرت صحيفة (البيان) الإماراتية من عواقب تجاهل التظاهرات التي تصل إلى العنف أحيانا في دول "الربيع العربي" بالإضافة إلى العراق، موضحة أنها تنذر بحالة من الفوضى. ونبهت الصحيفة إلى أن هذا التجاهل سيؤدي لثورات جديدة مع ما يترتب على ذلك من أرواح تزهق وتعطل في مسيرة التنمية وإضافة مزيد من الأعباء على الدول والمواطنين. وأضافت أنه لا يكفي الإدعاء بأن صناديق الاقتراع هي التي جلبت هذه القوى أو تلك إلى كرسي الحكم والسلطة ولا يكفي التذرع بإمكانية حشد المتظاهرين في الساحات العامة وتحت هذا العنوان يتم تكريس نمط أحادي من الحكم ورؤية بعينها على حساب الآخرين. ودعت الصحيفة هذه القوى إلى استيعاب الدرس ..لافتة إلى أن الدماء لا تزال حارة والزعماء الذين خرجوا من القصور الرئاسية ما زالوا في قفص الاتهام..ولا يملك حزب أو جماعة مفاتيح الحقيقة وحده ولا تفويضا على بياض كي يفعل ما يريد. ونوهت "البيان" بأن الجماهير التي أطاحت بالأنظمة القمعية التي أتت إلى كرسي الحكم بقوة الجيش والأمن وفرض حالة الأمر الواقع قادرة على الإطاحة بالأحزاب التي تتبنى مواقف قمعية واستبدادية حتى وإن أتت إلى السلطة والحكم عبر صناديق الاقتراع. وأكدت أنه آن لأحزاب المراحل الانتقالية أن تصغي جيدا لنبض الشارع وأن توفر على نفسها وعلى شعوبها المزيد من الخسائر والدماء وتعطيل الحياة الاقتصادية. وخلصت (البيان) في ختام افتتاحيتها إلى أنه لا بديل عن الحوار والإصغاء لمطالب الطرف الآخر.. لافتة إلى أن الوقت ينفد والمبادرات تقل والغضب يتصاعد.