انتشرت حمى الذهب بين المواطنين فى محافظة أسوان، خاصة فى منطقة وادى العلاقى، حيث زادت فى الآونة الأخيرة عمليات البحث عن الذهب الخام بالوادى؛ لأن الاكتشافات التى حققها عدد من المواطنين الباحثين عن الذهب فى هذه المنطقة جعلت الكثيرين من أهالى قبائل العبابدة والبشارية يقومون بالبحث عن الذهب لتحقيق حلم الثراء السريع. يقول المهندس هاشم سيد -مدير عام إدارة المحاجر بمحافظة أسوان–: إن الذهب الموجود بمنطقة العلاقى يقوم أهالى العبابدة والبشارية الموجدون بالقرب من المنطقة بالكشف والبحث عنه، وهو ناتج عن عملية تفتيت الأمطار لتلك للصخور المحتوية على الذهب، ومن ثم تصبح ذرات صغيرة فى مخرات السيول، حيث يقوم هؤلاء الشباب بالبحث عن الذهب من خلال أجهزة تعمل بواسطة موجات كهرومغناطسية تقوم بتحديد قطع الذهب الموجودة فى الأتربة الناتجة عن تفتيت الصخور بواسطة عوامل التعرية. وأشار إلى أن الخطورة هنا لا تتمثل فى التنقيب عن الذهب، ولكنها تكمن فى المنطقة التى يقوم بها هؤلاء الشباب بالتنقيب فيها، حيث إنها منطقة حدودية عسكرية، والدخول إليها يكون عبر تصاريح مسبقة من سلاح حرس الحدود، حتى أن أصحاب المحاجر أنفسهم لا يدخلونها إلا عن طريق تلك التصاريح. وأشار هاشم إلى أنه سوف يلتقى برفقة محافظ أسوان وزير البترول؛ لبحث مشاكل المحافظة مع وزارة البترول والثروة المعدنية، وإيجاد الحلول الممكنة؛ مثل تقنين البحث عن الذهب، وكيفية الاستغلال الأمثل للمواد المنجمية مثل الفوسفات والحديد، الموجودة داخل نطاق المحافظة، وعمل تراخيص تتيح للمستكشف بيع ما حصل عليه لشركات صناعة الذهب دون تعرضه للمساءلة. وفى السياق نفسه، أكد عوض هدل -رئيس جمعية العبابدة والبشارية بأسوان- أن قرية العلاقى بها الكثير من المناجم التى تحتوى على الذهب منذ عصر الفراعنة، حيث وجدت رسومات ونقوش توضح كيف أنهم كانوا ينقّبون عنه، ويستخرجونه، مضيفا أن شباب المنطقة يقومون بالكشف عن الذهب من خلال أجهزة تكشف عن وجوده على مسافة تتراوح بين 60 و70 سنتيمترا تحت سطح الأرض، وعندما يتم اكتشافه تُصدر عن الجهاز صفارة مميزة، وبعدها يقوم الشباب بالحفر فى الأرض فيعثرون على الذهب ملتصقا بالأحجار، ويتم فصله بالطَّرْق والدق وغربلة هذا التراب. ويقول: فى الشتاء يجرف هطول الأمطار والسيول على الجبال الشرقيةلأسوان بعض الذهب الموجود على السطح وبكميات ضئيلة، لكن البطالة وعدم توفر فرص عمل للشباب دفعهم إلى الخروج للبحث عن الذهب فى الصحراء، مما يعرض عدد كبير منهم للحبس والغرامة، بزعم أن ما يفعلونه يمثل مخالفة، على الرغم من أن أهالينا فى السودان يبحثون عن الذهب بمساعدة الدولة، وبتصريحات من رئاسة الجمهورية! وأشار إلى أنه ناقش مع محافظ أسوان إسناد عملية التنقيب والبحث عن الذهب بمنطقة العلاقى لإحدى الشركات الحكومية، من خلال قوانين وضوابط تجاه البحث عن الذهب أو أن يتم ترخيص الجهاز الذى يبحث به عن الذهب وحصول الدولة على الضريبة الخاصة بترخيصه بدلا من القبض على مَن يقومون بالبحث عن الذهب. وأوضح أن الذى أدى إلى زيادة أعداد الباحثين عن الذهب هى حالة البطالة التى يعيشونها، والفقر الذى هم فيه بعد حالة التهميش التى أوجدها النظام السابق ضد أبناء الوطن جميعا.