ملاحظتان رصدتهما حول ما يسمونه "مليونية" جبهة الإنقاذ للاحتجاج على الاستفتاء والدستور التى جرت أمس الأول الثلاثاء: (الأولى) أنهم -لقلة أعدادهم– سعوا لاستئجار طبول من الموالد -على ما يبدو- ظلوا يقرعونها طوال مسيراتهم التى انطلقت من مسجد النور فى العباسية إلى القصر الرئاسى للفت الأنظار إليهم، وعندما وصلوا القصر الرئاسى بدأت الطبول تدق ما يسمى (طبول الحرب)!! أما الملاحظة (الثانية) فهى العزوف الواضح للمصريين عن هذه المظاهرات التى لم يشارك فيها سوى العشرات أو المئات وفقا لكل مسيرة، وسخرية المارة منهم بعبارة "عايزين يخربوا البلد"، حتى إن مسيرة القصر الرئاسى بدأت بقرابة 200 شخص فقط تقريبا، وانتهت إلى أقل من ألفين، وبعد ساعتين من الشتائم وقلة الأدب أمام مقر الرئيس الشرعى لخصومهم الإسلاميين، خلا المكان إلا من حوالى 20 معتصما. ولم يختلف الأمر كثيرا فى التحرير (الذى أغلقوه بشكائر الرمل كأنه ثكنة عسكرية وعطلوا مصالح العباد) حتى إن فضائياتهم الخاصة -لمن لاحظ- عزفت لأول مرة منذ التمرد على الرئيس الشرعى المنتخب، عن توجيه كاميراتها باتجاه مظاهرتهم؛ لأن العدد "يكسف" والميدان فارغ، وبعضهم حاول تبرير هذا بأن "الجو برد"!!. وبالمقابل لاحظت أن كل صحف وفضائيات غسل الأموال (غير المحايدة) تجاهلت تماما المؤتمر الصحفى الذى عقدته اللجنة العليا للانتخابات لتفنيد كل مزاعم المعارضة؛ لأن المؤتمر فضح أكاذيبهم وفنّدها تماما، وأظهر أن هناك من يتعامل مع القضاة بوجهين: وجه الزند وأتباعه، ووجه القضاة المستقلين الذين ليس لهم مآرب سياسية ولا مصالح ولا أراض حصلوا عليها من النظام السابق بطرق غير مشروعة!. بقيت ملاحظة أخيرة هى أن الهجمة الحالية -وأظنهم يحاربون معركتهم الأخيرة بإذن الله- على أنظمة الصحوة العربية فى مصر وتونس وليبيا واليمن، وحتى على المقاومة السورية زادت شراسة، وأن هناك طرفا داخليا متآمرا بوضوح يقف وراء هذا التأجيج (منهم غافلون لا يجذبهم إلا كراهيتهم للتيار الإسلامى ومصالحهم الشخصية) وطرفا خارجيا يتمثل فى أمريكا والغرب وتل أبيب لا يريد لهذه الصحوة التى يطلقون عليها فى الغرب لقب (الربيع العربى) أن تستمر؛ لأن النتيجة الوحيدة لها هو انبعاث نهضة إسلامية جديدة فى العالم، وظهور عالم عربى وإسلامى مختلف عما خططوه فى "سايكس بيكو". عالم سيكون بلا شك دون الورم السرطانى الذى زرعوه بيننا وهو الدولة الصهيونية.. ودون حكام خونة يمثلون "الكنز الإستراتيجى" للغرب وإسرائيل، ولا يهمهم مصالح بُلدانهم.. عالم يستلهم نهضته ويبنى قواعده على الأسس الحضارية الإسلامية الصحيحة لا أسس الحضارة الغربية ولا تجارب اليمين أو اليسار الفاشلة.. عالم سيؤدى لعودة أنوار الحضارة الإسلامية بعد عقود من إطفائها بالقوة عبر طبول الحرب على الدين الإسلامى وحضارته وأنصاره. التصعيد الأخير لأصحاب الأهواء الشخصية كشف كفرهم بالديمقراطية والصناديق التى تشدّقوا بها، وعليهم أن يراجعوا أنفسهم، ويستعدوا لانتخابات البرلمان لو كانوا صادقين فى تضخيم حجم قوتهم فى الشارع؛ لأن البديل لاستمرار هذا التصعيد والتخريب ونشر الفوضى فى البلاد وتعطيل قطار التنمية سيكون وَبَالا على الجميع، والشعب لن يرحم مَن جعله يستمر عامين يعانى بعد الثورة بدل أن يجنى ثمرات صبره واشتداد فقره، بينما المعارضون على الفضائيات للاستقرار يزدادون ثراء وفُحشا!.