أجمعت وسائل الإعلام الأجنبية على أن الاستفتاء على الدستور يمثل خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار، وإنهاء المرحلة الانتقالية باضطراباتها وعدم استقرارها، مشيرة إلى إقبال المصريين الكثيف للمشاركة في صنع مستقبل بلادهم ورغبتهم في الاحتكام إلى الصناديق بطريقة ديمقراطية سلمية بعيدا عن الاحتجاجات ودعاوى النخبة السابقة للمقاطعة، مؤكدة في الوقت نفسه إلى نتائج المرحلة الأولى بتصويت غالبية المصريين ب"نعم" على الدستور تعد مؤشرًا قوى لنتائج المرحلة الثانية والنهائية بالموافقة الحاسمة على الدستور. ووصفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية مشهد المصريين أمام لجان الاقتراع في الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور قائلة "وقف المصريون في طوابير طويلة بالآلاف للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد" مضيفة أن "الرئيس محمد مرسي أدلى بصوته في إحدى لجان القاهرة في الوقت الذي اصطف فيه مئات الآلاف في طوابير طويلة في انحاء العاصمة المصرية". وأضافت الصحيفة أن مؤيدي الدستور قالوا أنهم سيصوتون بنعم؛ لأن البلاد تحتاج الى الاستقرار بشكل عاجل، مشيرة إلى أن "قوات من الجيش والشرطة اشتركت في تأمين اللجان الانتخابية في 10 محافظات تضم نحو 25 مليون صوت مقيد في جداول الناخبين بينما ينتظر أن يشارك الناخبون في 17 محافظة أخرى في الاستفتاء السبت المقبل. من جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الإقبال الكثيف على مراكز الاقتراع كان غير متوقع واتسم بالتنظيم والسلمية كمرحلة جديدة للتحول الديمقراطي منذ اندلاع الثورة المصرية؛ حيث يعكس هذا الإقبال تراجع الفتنة الأهلية، ويؤكد ثقة الناخبين في صناديق الاقتراع الأمر الذي دفعهم لقضاء ساعات في الطوابير الطويلة الممتدة أمام اللجان. وتوقعت الصحيفة أن تخلص النتائج النهائية للاستفتاء على الدستور بمرحلتيه إلى موافقة المصريين عليه، مشيرة إلى أن المواطنين قاموا بالتصويت كثافة وبأعداد كبيرة بشكل سلمي لإنهاء حالة العنف والانقسام التي استمرت لنحو ثلاث أسابيع قبيل الاستفتاء. وأشارت الصحيفة إلى أن النتائج شبه النهائية للجولة الأولى والتي أعلنها الإخوان المسلمون بموافقة 57% من المصوتين على الدستور. وقالت الصحيفة إن المصوتين بنعم كانوا يفعلون ذلك لإنهاء حالة الفوضى في البلاد، ووضع حد للمرحلة الانتقالية، مشيرة إلى أنه على الرغم من تحذير المعارضة من تسبب الاستفتاء في حدوث الاضطرابات إلا أنه ولأول مرة منذ ثلاثة أسابيع تخلو شوارع العاصمة من الاحتجاجات لنشهد الازدحام أمام مقار التصويت. من جانبها قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن المصريين يشعرون بالقلق من عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات المستمرة في الشوارع، لذلك يتوجهون للتصويت بنعم في الاستفتاء، لافتة إلى الطوابير الطويلة الممتدة أمام اللجان منذ الساعات الأولى لفتح الأبواب. ونقلت عن يوسف أمين أحد الناخبين ويعمل بالسياحة قوله "وافقت على الدستور؛ لأن التصويت ب لا ستؤدي إلى عدم الاستقرار، وقد نستغرق أربع أعوام أخرى للحصول على دستور آخر ولن ننتهي من هذه الحلقة". وقالت كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "الاستفتاء على الدستور الجديد خطوة إيجابية نحو حل الأزمة التي تمر بها البلاد" داعية للرئيس محمد مرسي للالتزام بالمسار الديمقراطي والحفاظ على مكتسبات الثورة، وذلك حسبما أوردت صحيفة "إيه بي سي" الأسبانية. وقالت صحيفة "صوت أمريكا" إن المصريين احتشدوا أمام اللجان الانتخابية في طوابير طويلة، مشيرة إلى الإقبال الكثيف من المرأة للمشاركة في الاستفتاء؛ حيث رددت بعض السيدات النشيد الوطني أثناء وقوفهن في الطوابير التي امتدت لساعات لافتة إلى أن الاشتباكات التي وقعت في محافظة الإسكندرية ليلة الاستفتاء لم تؤثر على سير عملية التصويت وإقبال المواطنين عليها. وذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية أنه على الرغم من طول الطوابير إلا أن الاستفتاء جرى بشكل سلس عموما، مشيرة إلى أن المراقبين يرون أنه على الرغم من شعور المعارضة بقوتها إلا أن الإخوان المسلمين أفضل تنظيمًا ودعوتها للتصويت بنعم هي في الغالب التي ستفوز في الاستفتاء على الدستور. وأضافت "بي بي سي" أن دعوة المعارضين والليبراليين للدستور برفضه في الاستفتاء- ممن يريدون مستقبلاً أكثر علمانية لمصر- تتراجع أمام قبول المصريين له في المرحلة الأولى في ظل تأمين قوات الجيش وشرطة لعملية الاستفتاء.