د. سعيد سلامة الأستاذ بجامعة قناة السويس واأسفاه على ما يحدث هذه الأيام من مهاترات متصلة أولى منها الحديث عن خطط ومشروعات للنهوض بالبلاد؛ إذ هناك من لا يريدون الاستقرار لها، يريدون تخريبها، هم يكرهون كلمة "الإسلام"، ويحاربون كل من يرفعها شعارا، يفضلون عليها ما اختاروه هم من كلمات مستوردة من الغرب... ليبرالية، يسارية، يمينية، اشتراكية. هم يختارون ما يشاءون بحرية وينكرون على غيرهم الاختيار. فعندما يختار فريق كلمة "إسلامى" تنتابهم حالة من الفزع والاستنفار وكأنما لدغهم لادغ، ثم يرددون "كلنا مسلمون" وكأنهم وصموا بغير ذلك. ولو أنهم تفحصوا القرآن الكريم وتدارسوا سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لشهدوا على أنفسهم بأنهم أبعد ما يتصورون عن تعاليم الإسلام والسنة النبوية. "الإسلام" جامع شامل، فيه الحرية، والعدل والمساواة... هو أثقل مما يجمعون. وحينما شعروا بضعفهم وهوانهم تنادوا إلى الاندماج لمحاربة الإسلام. والحمد لله أن تأكد باندماجهم ضعفهم وعدم قدرتهم، لم يزدهم الاندماج إلا ضعفا فوق ضعف وتقزما فوق تقزم وهوانا فوق هوان. قد يكونون أكثر نفيرا عبر صحفهم وقنواتهم التى يبثون من خلالها سموم الفرقة والتشرذم. فلا يزال هذيانهم متصلا عن تزوير البطاقات الانتخابية فى المطابع الأميرية، وعن محاصرة المسيحيين فى صعيد مصر لمنعهم من التصويت، وكلها أمور حسمت من قبل لجنة الانتخابات. ولا يفوتهم أيضا الترويج لخوف المسيحيين من صعود التيار الإسلامى إلى السلطة. هل ينكرون -وهم سادرون فى غيهم وضلالهم- أن الإخوان المسلمين يعملون منذ قرابة قرن من الزمان فى الدعوة والأعمال الخيرية والنضال الوطنى بلا سأم أو ملل دون خشية إلا من الله حتى انتشرت دعوتهم فى الأرجاء، وأصبح للإخوان محبون يفوقونهم عددا، وهل يدركون أن أى فصيل وليد من فصائل اليوم لا يقوى على مواجهتهم لا بالكم ولا بالكيف، لا اليوم ولا غدا؟! إن سافر الرئيس خارج البلاد لمصلحة البلاد لا يسلم من غمزهم ولمزهم، وإن أشاد بعبد الناصر تعجبوا، وإن تحدث عن سلبيات عصره تهكموا، وإن كرّم أبطال أكتوبر احتجوا على عدم تكريم مبارك قاتل شباب الثورة. وحين تنازل الرئيس عن حقه فى تشكيل الحكومة بكاملها من التيار الإسلامى صاحب الأغلبية جمعوا كيدهم، مروجين أن الحكومة شكلت من محبى هذا التيار. وإذا دعوا للمشاركة فى أى أمر فسرعان ما ينسحبون ثم يعتصمون بأية قناة فضائية. ألا يدرون أنهم يعيشون الآن أزهى أوقات الحرية بلا خطوط حمراء، ينتقدون الرئيس نقدا، إن لم يكن قد خرج على حدود النقد المباح فقد تعدى حدود الحياء. الحقد أكل عقولهم وأنت تراهم يلجئون إلى أحاييل يائسة، فتارة يقيمون دعوى ضد الرئيس للمطالبة بحبسه وعزله لأنه أهان السلطة القضائية، ودعوى أخرى ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، وثالثة لحل مجلس الشورى... يريدونها دولة مفككة الأوصال. والآن يحسبون أنهم وجدوا ضالتهم فى انقضاء المائة يوم ليملئوا الدنيا نعيقا ونهيقا، وليروجوا لباطلهم وقد تعاموا عما حولهم. هؤلاء الحاقدون الداعون إلى الإفساد كنا نحسبهم منا، فإذا بهم غرباء عنا فكرا وخلقا. يريدون إحباط الرئيس وما هو بمحبط، يريدون دفعه إلى الفشل وهو معتصم ومن معه بحبل الله، يريدون إلهاءه عن مهام الوطن وهو ماض على بركة الله.