دعا الباحثان أندرو ميلر وريتشارد سوكولسكي، في مقال لهما بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إلى "تخفيض المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لمصر بين 500 و800 مليون دولار؛ من أجل مواءمة مواردنا مع أولوياتنا". وقال الباحثان: "وفي ضوء تراجع أهمية مصر الاستراتيجية وسلوكها الإشكالي، يجب على واشنطن أن تخفض بشدة مساعداتها العسكرية السنوية بما يتراوح بين 500 مليون دولار و800 مليون دولار من أجل مواءمة مواردنا مع أولوياتنا. ومن شأن خفض المساعدات المصرية أن يحرر الأموال التي تمس الحاجة إليها". وأشار المقال إلى ضرورة البدء في التحرك لتخفيض المساعدات الأمنية لمصر، وصولا إلى مستوى أكثر انسجاما مع القيمة الفعلية التي تستمدها الولاياتالمتحدة من هذه العلاقة، وأن القرار سيُدعم على نطاق واسع، لا سيما في الكونجرس الذي أصبح محبطًا من القاهرة". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن "أمريكا تحصل على صفقة سيئة في مصر"، معتبرة أن "زيارة نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" هي فرصة لتحويل صفحة جديدة مع مصر، وجعل التزام الولاياتالمتحدة بالبلد يتناسب مع ما تتلقاه واشنطن في المقابل". وأضافت الصحيفة أنه "إذا فعلت إدارة ترامب ذلك، فإنها ستتخذ خطوة صغيرة ولكنها مهمة نحو استعادة مصداقية أمريكا وسمعتها المشوهة في المنطقة". وعلق الباحثان- "أندرو ميلر"، نائب مدير السياسة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، ومدير مجلس الأمن القومي المصري ومحلل مصر في وزارة الخارجية الأمريكية، و"ريتشارد سوكولسكي"، وهو زميل غير مقيم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وعضو مكتب تخطيط السياسات بوزارة الخارجية- على زيارة "بنس" التي تتم الأربعاء المقبل، قائلين: إنه سيسير على خطى عدد لا يحصى من المسئولين الأمريكيين الذين توقفوا في القاهرة للثناء على "الشراكة الاستراتيجية" بين الولاياتالمتحدة ومصر. وأشار المقال إلى أن "المصالح الأمريكية والمصرية باتت متباينة بشكل متزايد، ولعل العلاقة بينهما الآن أقل مما كانت عليه في السابق"، مطالبا "بنس" بأن يوضح لعبد الفتاح السيسي، أن البلدين بحاجة إلى إعادة تعيين العلاقة، بدءًا بمسألة الخفض الكبير في المساعدات العسكرية الأمريكية. الصديق المزعوم واعتبر المقال أن شكوكًا قوية في أن مصر توقفت عن أن تكون شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة مع الاتفاق الأولي بين مصر وروسيا على منح الوصول المتبادل للقواعد الجوية لبعضها البعض. وأضاف أن ذلك يعد مثالا على سلوك غير ودي للغاية من قبل صديق مزعوم. وفي مجلس الأمن، اشتركت مصر مع روسيا لمعارضة الولاياتالمتحدة بشأن قضايا سوريا و(إسرائيل / فلسطين). كما ظهر هذا العام التعاون العسكري والاقتصادي المصري مع كوريا الشمالية. وأكد المقال أن مصر لم تعد ثقلا إقليميا يمكن أن يرسخ سياسة أمريكا في الشرق الأوسط، وعزت ذلك إلى "انحلالها الداخلي". التدريب الأمريكي وأشار المقال إلى أن حكومة السيسي ساهمت بقليل في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتجاهلت القاهرة باستمرار العروض الأمريكية لتدريب القوات المصرية في مسار وتكتيكات مكافحة التمرد التي يمكن أن تساعد في هزيمة التمرد في سيناء. وأضاف أنه انخفضت أهمية وصول الولاياتالمتحدة إلى المجال الجوي المصري؛ والامتيازات الأمريكية في قناة السويس مبالغ فيها بشكل كبير. وحيث تطمح الولاياتالمتحدة لتحقيق فوائد متبادلة مهمة، بما في ذلك دعم مصر لمصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، تجد أن الولاياتالمتحدة على مدى السنوات العشر الماضية دعمت الولاياتالمتحدة مصر بأكثر من 13 مليار دولار في شكل مساعدات أمنية، ولم تظهر إلا القليل من فرص العمل في صناعة دفاع مصدرة غير ملائمة للاحتياجات الدفاعية لمصر، وتسمح للجيش المصري بالحفاظ على نظام رعاية يشوه الاقتصاد ويسبب الفساد. نخدع أنفسنا وقال المقال، إن عدم الاستقرار في مصر هو مصدر قلق مشروع، نخدع أنفسنا بأن نفكر بأن المساعدة الأمريكية هي الفرق بين النظام والفوضى، وبدلا من الاعتراف بأن أهمية مصر قد تضاءلت، فقد ضاعف الرئيس ترامب من العلاقة، ووعد بأن يكون "صديقا مخلصا" لمصر ويمطر السيد السيسي بالثناء. واعتبر أن البيت الأبيض سقط صمتا على انتهاكات الحكومة المصرية البغيضة لحقوق الإنسان، التي تغذي التطرف، مما يزيد من التهديد العالمي من الإرهاب. ومن خلال الارتباط الوثيق بين الولاياتالمتحدة وحكومة السيسي وممارساتها القمعية، فإن الإدارة كلها تضمن فقط أن ملايين المصريين المهمشين سيعتبرون الولاياتالمتحدة معادية.