تصدرت القمة المصرية - الأمريكية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب وسائل الإعلام الأمريكية، التي أفردت مساحات واسعة لتناولها وتحليلها، وأظهرت حجم الدفء والترحيب الذي حظي به الرئيس السيسي خلال استقبال الرئيس ترامب له. وذكرت وكالة أنباء "اسوشيتد برس" أن ترامب أشار إلى حقبة جديدة في العلاقات الأمريكية المصرية، حيث اعتبر أن السيسي شخص "قريب جدا منه"، وقال ترامب "سنحارب معا الإرهاب وغيره من الأمور وسنكون أصدقاء لفترة طويلة جدا".. وقال ترامب للرئيس السيسي "لديك صديق وحليف عظيم في الولاياتالمتحدة". ومن جهته، قال السيسي "هذه أول زيارة رسمية للولايات المتحدة منذ تنصيبي، وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلى الولاياتالمتحدة منذ ثمانية أعوام، وتعهد السيسي بالعمل مع الولاياتالمتحدة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، التي وصفها ب"الأيديولوجية الشريرة" التي تزهق أرواحا بريئة وتدمر المجتمعات والأمم وترهب الأبرياء". ونقل تراسي ويلكنسون ونوح بيرمان في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ما كتبه دونالد ترامب، على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى، "أستعد للقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وباسم الولاياتالمتحدة أتطلع إلى علاقة طويلة ورائعة"، منوها بأن السيسي قام بعمل رائع في وضع صعب جدا.. ونحن وراء مصر وشعب مصر. وكتب ديفيد ناكامورا في صحيفة "واشنطن بوست" عن ترحيب ترامب بالرئيس السيسي عند استقباله بمكتبه البيضاوي، إذ قال ترامب "أريد فقط أن أعلم الجميع في حال كان هناك أي شك، أننا نقف وراء الرئيس السيسي.. لقد قام بعمل رائع في وضع صعب للغاية ونحن وراء مصر وشعب مصر، ولدينا دعم قوي".. كما قال الكاتب "إن ترامب والسيسي سعيا إلى إظهار الدفء والتصافح خلال تصريحاتهما الموجزة للصحفيين". ووصف بيتر بيكر وديكلان والش في صحيفة "نيويورك تايمز" ترحيب ترامب بزيارة السيسي وحفاوة استقباله له في مكتبه البيضاوي ب"التحول الجوهري" في السياسة الخارجية الأمريكية منذ تولي ترامب منصبه، لافتا إلي أن ترامب يرى أن مصر شريكا في المعركة ضد الإرهاب الدولي، وأن هذا الأمر يعد أكثر أهمية للولايات المتحدة. وكتب اس.ايه.ميلر في صحيفة "واشنطن تايمز" عن تعهد ترامب ببناء شراكة قوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تعهد بدعم الولاياتالمتحدة الكامل في مكافحة الإرهاب. وكتب فرانك جي. ويسنربول سالم في صحيفة "ناشيونال انتريست اون لاين" عن احتياج أمريكا ومصر لبعضها البعض، وقال "إن الولاياتالمتحدة لديها مصلحة ثابتة في مصر مستقرة ومزدهرة وحكم جيدا.. والمصريون لديهم مصلحة في علاقات وثيقة مع حكومة الولاياتالمتحدة والاقتصاد والمجتمع. وأضاف تتشاطر الدولتان الكثير من المصالح المشتركة، وتتفق الحكومتان على أشياء كثيرة وتختلفان حول الآخرين.. وهذا أمر طبيعي في معظم الشراكات، ويصدق ذلك على الشراكات الأمريكية الأخرى في المنطقة، مثل تلك التي مع إسرائيل أو المملكة العربية السعودية أو تركيا.. وأكد الطرفان أنه ينبغي أن تشمل مجالات التعاون القوي بين البلدين التعاون بين المؤسسات العسكرية ومكافحة الإرهاب والاستخبارات فى البلدين. واستطرد "كما يجب على الولاياتالمتحدة ومصر الانخراط دبلوماسيا على أعلى المستويات للعمل من أجل الاستقرار الإقليمي.. وستحتاج الولاياتالمتحدة إلى القاهرة في أية محاولة لإشراك إسرائيل والسلطة الفلسطينية، كما يجب على الولاياتالمتحدة ومصر تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما. وكتب جيمس فيليبس في مؤسسة "هيرتاج" عن كون هذه الزيارة فرصة لترامب لإعادة تشكيل التحالف الأمريكي المصري ولإصلاح العلاقات الثنائية مع مصر وتعزيز المصالح المشتركة، ورأي أنه يجب على ترامب إعادة تنشيط التعاون في مكافحة الإرهاب، حيث أن مصر هي شريك قيم في التحالف العالمي لمكافحة داعش، ويجب على واشنطن مساعدة الجيش المصري وقوات الأمن في شن حملة لمكافحة الإرهاب. وقال بيتر هينلين في "فويس أوف أمريكا" "إن ترامب يعكس سياسة الولاياتالمتحدة تجاه مصر بترحيبه بالسيسي".. كما قال روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "إن ترامب يتطلع إلى السيسي، الذي كان صريحا في إدانته للمتطرفين، وباعتباره الشريك العربي والرئيسي لأمريكا في معركته الرفيعة المستوى ضد التطرف الإسلامي الراديكالي". ". وكتب آرون ديفيد ميلر وريتشارد سوكولسكي في موقع "سي إن إن" "يبدو أن ترامب يؤكد وبشكل كبير على الدول السنية للقيام بدور رئيسي في تحقيق أهداف إدارته في المنطقة.. فيما لفت ماثيو كوبر إلي إشارة الرئيس السيسي إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ووصفه بأنه "قضية القرن"، وتعهد بمساعدة ترامب على حلها. وكتب غريغوري كورت في صحيفة "أمريكا اليوم" أنه قد يمثل اجتماع ترامب مع الرئيس السيسى فى البيت الأبيض أقوى إشارة إلي أن ترامب يجعل من مكافحة الإرهاب أولوية قصوى، وأشار إلي أن ترامب قال "إن أول أولويات السياسة الخارجية له هى هزيمة الإسلام الراديكالي". مضيفا "وفي خطابه الذي حدد استراتيجيته في العام الماضي، ذكر فقط اثنين من قادة العالم بالاسم كحلفاء طبيعيين في هذا الجهد.. هما الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني".