د. حمزة زوبع [email protected] تسألنى بالطبع وأنا أجيبك بطريقة أريدك أنت أن تفهم دون أن أصرح لك باسم من سأختار لو كان لى حق الاختيار. شوف يا سيدى.. أولا حزب الحرية والعدالة لا يزال فى حضن جماعة الإخوان المسلمين، وأى كلام آخر عن استقلاليته (فى الوقت الراهن) يبقى قراءة غير صحيحة وغير سليمة؟ تقول لى إزاى يعنى؟ أقولك: إن أى محاولة لفك الارتباط العضوى بين الحزب والجماعة التى خرج من رحمها الحزب (فى الوقت الراهن) تعنى إحداث حالة فوضى غير مرغوبة ولا مطلوبة. تعود لتسألنى وهل فعلا مطلوب فك الارتباط بين الجماعة التى أخرجت الحزب من رحمها، والحزب الذى لا يزال يرضع من لبنها؟ أقول لك: فى هذه المسألة رأيان الأول يقول بأن الحزب لا يجب أن ينفصل فكريا ولا إستراتيجيا ولا سياسيا عن الجماعة وينفصل عنها إداريا وماليا، لأنه حزب الجماعة المعبر عنها والمنافس نيابة عنها والذراع السياسية لها. مؤيدو هذا الرأى يعلمون أنه رأى مؤقت ولن يدوم، وأنه كلما ساعدت الجماعة الحزب على تشكيل هويته الجديدة وبناء هيكليته المستقلة سيرفع ذلك الكثير من الأعباء عن الجماعة المتخمة بأعباء دعوية واجتماعية كثيرة، ناهيك عن دورها المطلوب والمرغوب فى نصرة قضايا الإسلام على المستوى العالمى. ورأى ثان يرى أن الحزب سيشب عن الطوقحتما وسيبلور رؤيته الإستراتيجية وتوجهاته السياسية التى حتما ستتبعه الجماعة فيها، يعنى سيصبح الحزب وليس مكتب الإرشاد ولا مجلس الشورى هو من يقدم الرؤية السياسية للحزب والجماعة والتى سيعمل وفقها الحزب حين يتولى السلطة، وفى هذه الساعة سوف يكون الارتباط معكوسا، يعنى الجماعة ستتبع الحزب وليس العكس. إذن نحن أمام انتخابات تجرى للمرة الأولى، وربما تحدد هذه الانتخابات مستقبل الحزب، لكن هل هذا يعنى أن الجماعة ستكون بعيدة عن عملية اختيار الرئيس؟ طبعا لأ، ولا يعنى أيضا أنها ستتدخل مباشرة، ولكن يعنى أن نعرف أن حليب الجماعة لا يزال فى حلق معظم أعضاء من لهم حق التصويت فى اختيار رئيس الحزب، ويعنى أن القرار سيكون من الطعم نفسه الذى تستسيغه الجماعة وإن لم تطلب من أحد مباشرة. ستعود لتسألنى وما علاقة كل ذلك باختيار رئيس الحزب الجديد؟ ساعتها سأقول لك اقرأ المقال من أول وجديد.