نشر التلفزيون الألماني تقريرا مصورا عن انهيار السياحة في مصر، وتطرق التقرير الذي ترجمه موقع "ألماني برس"، إلى انهيار السياحة في شبه جزيرة سيناء، وحالة الإفلاس التي تعرضت لها الفنادق ومراكز الغوص في شرم الشيخ. وأكد التقرير أن الانفلات الأمني الذي تعيشه مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013، وإعلان السفيه عبدالفتاح السيسي الحرب على الإرهاب، تسبب في شبه انهيار تام لقطاع السياحة في مصر، وخرجت عناوين الصحف البولندية، أمس الأربعاء، تضرب كفا بكف، وتتحدث عن أزمة مع سلطات الانقلاب، وكأن القاهرة لم تكتفِ بقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، أو قتل الأستاذ الفرنسي "إريك لانغ" في قسم للشرطة عام 2013، بعد أسبوع من الانقلاب العسكري. وتتابع الصحف البولندية عن كثب، مقتل السائحة البولندية "ماجدلينا" بالغردقة، مشيرة إلى أنها ماتت نتيجة انخراطها مع مصريين في لعبة جنسية شهيرة في الغرب، ومحرمة في الإسلام. وتريد الصحف البولندية معرفة تفاصيل ما حدث، وعينت محققا لمتابعة القضية، كما طالت الحملة الإعلامية البولندية شرطة الانقلاب، متهمة إياها بالتستر على الجريمة والمضي قدما لحفظ القضية على أنها حالة انتحار. ظاهرة مشينة ويقول مراقبون، إن السياحة الجنسية في مصر ترعاها حكومات الانقلاب. ويقول وائل بسيوني، الباحث في الاجتماع: "لا يمكن أن يكون ذلك خجلا وحياء وإحساسا بالعار، من أن تنتشر تلك الظاهرة المشينة فى مجتمع يدين بالإسلام، الذى يُعلى من قيم العفة والحياء والفضيلة". ويؤكد بسيوني "كما تعودنا من أنظمتنا وأكدت لنا التجربة، إغفال مشاكل المجتمع، وتجاهل أزماته حتى تستفحل ويفقد الجميع السيطرة عليها، وحينها تعجز الحلول، وتفقد الكلمات قيمتها ومعناها، وينتهى الأمر بحقيقة مترسخة، وواقع مُعاش، يصعب تغييره أو تبديله أو معالجته". وتابع: "ومع العجز والمداراة لا ينفك الجميع عن ترديد المقولات عن تاريخ مصر ودورها الحضاري، وعن الأزهر كمنارة ورمز للإسلام، وهو حديث وإن أعطى شعورا وهميا بالراحة، إلا أنه لم يدفع ضررا، ولم يقدم مصلحة.. إن الشيء الذى ينبغى علينا جميعا إدراكه أن المشاكل لا تُحل من تلقاء نفسها، وتحتاج أولا إلى أن نعترف بوجودها، ونبحث عن أسبابها، ثم نضع الخطط لعلاجها، ونبذل الوقت والجهد والطاقة لتنفيذ ذلك". طقوس جنسية محرمة ذكرت صحيفة "ويادوموسكي" البولندية، أن سبب وفاة السائحة البولندية "ماجدلينا" لا يزال غير واضح، وأن هناك عددا من الأقاويل التي أثيرت حول قضيتها، منها تعرضها لاغتصاب جماعي، وزعم آخرون أنها انتحرت، ولكن القضية الآن في يد محقق خاص ويدعى "كرزيستوف روتكوسكي" الذي لا يؤمن بفكرة انتحارها. وأضافت الصحيفة أن المحققين يقومون الآن بمعرفة تفاصيل آخر أيام "ماجدلينا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مثل آخر مرة دخلت إليها وآخر منشوراتها. وقالت الصحيفة، إن السائحة البولندية مارست طقوس لعبةٍ تدعى "لعبة التحرش الجماعي" مع بعض المصريين، ما أدى في نهاية الأمر إلى مقتلها، خاصة بعد العثور على آثار ضرب على جسدها. وتعجبت الصحيفة من وجود لعبة بهذا الاسم، خاصة أن مصر بلد مسلم، مضيفة أن الإسلام حرم ممارسة الزنا. صحيفة "دورزيكسي" البولندية ألقت باللوم على مواطن مصري يدعى "محمود خيري"، والذي سبق تورطه في قضايا مشبوهة مع امرأة بولندية أيضا. بداية الأزمة بعدما قضت "ماجدلينا" يومها الأول، تواصلت مع عائلتها في بولندا، وهنا كان أول أمر مثير للجدل لفت نظر أسرتها، التي ذكرت أن تصرفات ابنتهم كانت غريبة، ووجدوا صعوبة في فهمها، "كانت ماجدلينا مذعورة". وبحسب ما نشر موقع "ستورم فرونت البولندي"، فإن "ماجدلينا" تعرضت بعد ساعات قليلة من وصولها إلى الفندق بمرسى علم، لاعتداء جنسي قام به عامل بخدمة الغرف، ومصري أيضا يعمل بشركة "رينبو" تورز للسياحة، وأنها تعرضت للتخدير والاغتصاب قبل أن تجدها عاملات أوكرانيات بالفندق ملقاة على الأرض فاقدة وعيها. ويتابع الموقع "بعدها اتصل عاملو الفندق بالشرطة، وأبلغوها بالحادث ثم نقلت "ماجدلينا" إلى مستشفى رفضت أن تعالجها، لأنهم لا يقبلون حالات الانتهاكات الجسدية طبقا لما ذكر". وفي هذه المرحلة، انتشرت صور ل"ماجدلينا" وهي بحالة سيئة في المستشفى، وصلت لعائلتها، التي قررت إعادتها لبولندا، إلا أن العاملين بمطار مرسى علم، رفضوا سفرها وفق ما ذكر الموقع، وقالوا "إنها ستتطلب عناية شديدة هم لا يستطيعون توفيرها". وقامت شرطة الانقلاب بعد ذلك بنقل "ماجدلينا" إلى فندق آخر، حيث من المتوقع أن يكون ذلك قد حصل في تاريخ 28 أبريل، حين أجرت اتصالا مع صديقها ماركوس، تقول فيه "لا أستطيع التكلم.. لن أتمكن من العودة.. أنا آسفة. أرجوك ساعدني على الخروج". في الفيديو الذي انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيه "ماجدلينا" وهي تبكي وتتحدث بتوتر وارتباك، وفي آخره يظهر شاب أسمر اللون بجانبها.