كشف الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، عن حديث مسرب للرئيس اليمني عبدرب منصور هادي، في اجتماع مع قادة إماراتيون إبان خلاف حاد ومتصاعد بين بين هادي ومحمد بن زايد. وقال التقرير الذي نشرته "ميدل إيست آي" البريطاني، إن "هادي" اتهم محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، بمحاولة التصرف كقوة احتلال في اليمن بدلًا من التعامل كقوة تحرير لإعادة "الشرعية" التي انقلب عليها الحوثيون.
وكشفت "ميدل إيست آي" أن هادي اجتمع مع "محمد بن زايد" الشهير بعدو الإسلام، الذي حاول تذكيره في اللقاء بدور القوات الإماراتية في الدفاع عن الشرعية في اليمن، إلا أن هادي قاطعه وتحدث إلى بن زايد بأن الإماراتيين يحاولون التصرف "كقوة احتلال" بدلًا من قوة تحرير، وهو ما أثار غضب بن زايد بحسب المصادر التي سربت مجريات اللقاء.
توتر متصاعد
ويأتي التسريب الذي كشف عنه "هيرست" في ظل ما تشهده العلاقة بين أبوظبي والرئيس اليمني "هادي" حالة غير مسبوقة من التوتر منذ احداث التمرد التي شهدها مطار عدن خلال شهر فبراير، واتهام الميليشيا الموالية لأبوظبي بدعم التمرد، فضلا عن عدم استقبال الرئيس هادي من أي من قادة أبوظبي لدى زيارته لها بعد أيام على تلك الاحداث، وما جرى مؤخراً من قرارات أصدرها الرئيس هادي بإقالة كل من محافظ عدن عيدروس الزبدي والوزير هاني بن بريك المحسوبين بقوة على أبوظبي في اليمن.
وعين الرئيس هادي؛ عبد العزيز المفلحي مستشاره المقرب، بدلا من "الزبدي" رجل محمد بن زايد الأقوى في اليمن، فضلا عن كون هاني علي بن بريك، هو رجل الإمارات البارز بالحكومة، والذي كان يشغل وزيرًا للدولة، وقائدًا لقوات الحزام الأمني التي تشرف عليها الإمارات، وإحالته للتحقيق، إلى جانب توقعات بقرب إقالة محافظ حضرموت، أحمد سعيد بن بريك، في مسعى لما أسماه البعض تقليم النفوذ الإماراتي في اليمن.
وكشف ديفيد هيرست أن هادي أسند ظهره للرياض وهو يتخذ قرارت الإقالة، لاسيما وأنها كانت في جعبته منذ شهور، وحصل منها على ضوء أخضر بعد لقاء وزير الدفاع وولي ولي العهد، محمد بن سلمان، في مقر إقامة هادي بالرياض، وإعلانه عن دعم المملكة "لكل القرارات والإجراءات والترتيبات الداعمة للشرعية، وترتيب الوضع الأمني والعسكري في عدن وباقي المحافظات". وأعتبر أن القرارت مماثلة لما سبق حيث أقال "هادي" خالد بحاح من منصبه كنائب له ورئيس للوزراء، واستبدل به علي محسن الأحمر، الزعيم العسكري المخضرم، والوجه البارز لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين).
ولعل هذا ما فسر برأي هيرست إنتقاد أنور قرقاش وزير خارجية الإمارات، وهجوم ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي السابق، على الرئيس هادي.
وطرح هيرست أيضًا أن تكون الرياض فشلت في إقناعه بالعدول عن قرارته؟!، قائلا"يبدو من التسريبات الأخيرة حول اجتماع هادي مع الإماراتيين أن محاولة التهدئة بوساطة سعودية قد فشلت، في حين قرر الجانب السعودي اتخاذ جانب هادي في قراراته الأخيرة، بعدما تحدثت تقارير عدة عن تباعد مستمر في الرؤى بين أبو ظبي والرياض فيما يتعلق بالوضع اليمني.
لافتا إلى أن أحداث مطار عدن الأخيرة كشفت عن تربص إماراتي بالرئيس هادي، ومحاولات إظهار سيطرة القوات الإماراتية على المطار، ما دفعها، لمنع طائرة الرئيس هادي من الهبوط، ما اضطره للهبوط بمطار جزيرة سقطرة، قبل أن يعود إلى عدن مرة أخرى.
كذلك منعت القوات الإماراتية العميد مهران قباطي قائد اللواء الرابع؛ لحماية الرئيس من الدخول، طالبة منه العودة من حيث أتى، ورفض العميد قباطي قرار العودة من المطار، إلا أن وساطة سعودية أنقذت الموقف بإرسال طائرة سعودية خاصة، طالبة منه العودة إلى الرياض لنزع فتيل الأزمة.